وافق الإتحاد الأوروبي على تحديد سقف سعر النفط الروسي عند 60 دولاراً للبرميل اليوم وهو ما يمهد الطريق لتوصل مجموعة السبع إلى اتفاق أوسع.
من المقرر أن يبدأ حظر الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسية قريبا، إلى جانب العقوبات المفروضة على شحنات النفط الروسية وسقف سعر النفط الروسي الذي يسمح للشركات بتقديم الخدمات البحرية للنفط الروسي الذي يشتريه مشترين غير غربيين بسعر أو أقل من الحد الأقصى.
لكن دول الاتحاد الأوروبي ظلت على مدى أسابيع في الجدل حول المستوى الذي سيتم عنده تحديد سقف أسعار شحنات الخام الروسية، حيث تريد بولندا وعدد من الدول الأوروبية تقليل السقف إلى أقل من 30 دولار وهذا من أجل الإضرار بعائدات روسيا بشكل أقوى من السقف المتفق عليه حاليا.
يدرك قادة مجموعة السبع أن جهودهم لضغط عائدات روسيا أثبتت حتى الآن أنها غير فعالة نسبيًا، لكن الحظر الأوروبي للنفط وتنويع مصادر الغاز بعيدا عن الطاقة الروسية هي التي تربك حسابات موسكو.
يتراوح انتاج النفط في روسيا حاليا بين 15 دولار إلى 40 دولار للبرميل، وهذا يعني أنه إذا كانت موسكو تبيع النفط حاليا بحوالي 60 دولار حاليا فهي لا تزال تحقق هامش ربح مهم لكنه أقل من الربح الذي تحققه المملكة السعودية والتي تبيع نفطها حاليا بسعر 90 دولار.
تواصل موسكو إصرارها على أنها لن تمتثل وهددت بوقف الإنتاج إذا تم فرض الحد الأقصى، على الرغم من أن المسؤولين ألمحوا إلى بعض المرونة.
في هذه الأثناء، حيث يحتاج العالم إلى مزيد من النفط لتعويض أي اضطرابات في الإمدادات الروسية، كما أن المنتجين الرئيسيين الآخرين داخل أوبك بلس لا يثقون أيضًا في الحد الأقصى، الأمر الذي قد يشكل سابقة مقلقة بالنسبة لهم.
يتطلع المسؤولون الروس إلى حلول للحد الأقصى للأسعار ويقولون إن الشركات الروسية يمكنها تقديم تأمين يفي بالمعايير الدولية، لكنهم يعترفون بأن التأمين الروسي غير معترف به بالكامل من قبل الصين والهند، وهما الآن أكبر مشترين للخام الروسي.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هناك عدد كافٍ من السفن غير الغربية، بما في ذلك ناقلات فئة الجليد، للحفاظ بشكل كامل على تدفقات النفط المنقولة بحراً في روسيا، خاصة مع اضطرار المزيد من السفن إلى القيام برحلة أطول إلى آسيا، على الرغم من توسيع الصين لأسطولها هذا العام.
لقد تحولت روسيا من توفير كميات قليلة إلى كونها أكبر مصدر للهند من النفط الخام، وقال وزير النفط الهندي إنه سيكون من دواعي سرور بلاده أن تأخذ المزيد إذا كان السعر مناسبًا.
تأمل الولايات المتحدة أن تستخدم المصافي الهندية سقف السعر للتفاوض على تخفيضات أعمق، لكن هذا يفترض أن المبادرة ستنجح جزئيًا على الأقل وهو ما يقلل من أرباح موسكو.
ويُعد السماح بمبيعات النفط بأقل من حد السعر طريقة للتأكد من أن حظر التأمين لا يمنع تدفق النفط، بموجب الخطة يمكن توفير خدمات الشحن والتأمين للناقلات التي تحمل الخام الروسي طالما تم شراؤها بسعر تحدده الدول الغربية.
احتاج جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 إلى الاتفاق على السعر، دفعت بولندا نحو 20 دولارًا للبرميل، وهو رقم رفضته العديد من دول الاتحاد الأوروبي باعتباره منخفضًا للغاية.
تم الاتفاق على السعر النهائي عند 60 دولارًا للبرميل والذي يمكن أن يتقلب بمرور الوقت، تم تضمين الآلية التي دفعت من أجلها بولندا في الصفقة النهائية وسيتم الاحتفاظ بسقف السعر بنسبة 5٪ على الأقل أقل من سعر السوق.
لقد كانت عملية موازنة بين العثور على سعر منخفض بما يكفي للحد من أرباح روسيا، ولكنه مرتفع بما يكفي للحفاظ على إنتاجها للنفط لأن ايقافها انتاج النفط سيشكل ضربة للأسواق العالمية.
يُباع النفط الخام الروسي بالفعل بأقل من 70 دولارًا للبرميل أقل بكثير من أسعار أسواق النفط العالمية الأخرى، وتراجعت مشتريات أوروبا بحوالي 50 في المئة.
يحرم تحديد سقف سعر النفط الروسي للبرميل روسيا من الإستفادة من أي ارتفاعات لأسعار النفط، حيث لن يكون بإمكانها البيع بسعر أعلى من 60 دولار، ولأن الصين والهند تفضلان الحصول على النفط الروسي بسعر منخفض فإن القرار في مصلحتهما.
وسيكون من الممكن للدول الناشئة والنامية شراء النفط من روسيا دون الخوف من العقوبات الغربية شرط الحصول عليه بسعر لا يتجاوز 60 دولار وهو ما يصب في صالح اقتصادات هذه الدول التي تحتاج إلى طاقة أرخص من النفط العالمي.
إقرأ أيضا:
هل روسيا قوة عظمى أم فقاعة اعلامية؟
اقتصاد روسيا أصغر من تكساس أو نيويورك أو كاليفورنيا
روسيا دولة فقيرة متوسطة القوة مقارنة مع أمريكا والصين
نهاية روسيا كقوة عالمية منتجة للغاز والنفط
هل السعودية دولة عظمى أم أن اللقب مبالغة؟
انسحاب روسيا من أوكرانيا ونهاية بوتين
لماذا تشتري روسيا الطائرات المسيرة الإيرانية والسلاح الإيراني؟
هل تؤثر العقوبات على روسيا وهل تدمر الصين أيضا؟
دول آسيا الوسطى بقيادة كازاخستان تتخلى عن روسيا في أوكرانيا
أوكرانيا مقبرة مكاسب انتصار روسيا في سوريا
مقدمات تفكيك روسيا إلى دول جديدة بعد انتصار أوكرانيا
السلاح النووي التكتيكي سيجعل روسيا تخسر الحرب أيضا
تحالف السعودية مع روسيا حليفة ايران مؤقت وهش أيضا
السعودية أكبر رابح في حرب أوكرانيا والخاسر الأكبر هي روسيا
روسيا وراء تفجير خط غاز نورد ستريم لهذا السبب
هل تعوض الصين خسائر روسيا من حظر الغاز الروسي في أوروبا؟
خفايا قرار التعبئة في روسيا وخطة بوتين لاستخدام النووي
هروب الروس من روسيا وارتفاع أسعار التذاكر إلى 49000 دولار