أصدرت شركة جوميا التي كانت تسمى ذات مرة “أمازون أفريقيا” نتائجها المالية للربع الثالث، وبينما تتحرك في الاتجاه الصحيح (خسائر أقل)، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستصل إلى وجهتها (الربحية).
ويجب منح الإدارة الجديدة بعض الفضل في الوفاء بوعدها بتخفيض الخسائر، انخفضت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء EBITDA بنسبة 57٪ مقارنة بالعام الماضي من 45.5 مليون دولار إلى 14.9 مليون دولار، حتى أنهم رفعوا هدف خفض الخسائر الخاص بهم بمقدار 10 ملايين دولار أخرى عن الربع السابق بسبب “التقدم الجيد”.
وكانت التدابير المتخذة جذرية، انخفضت المصاريف العامة والإدارية بنسبة 33% نتيجة لخفض عدد الموظفين بنسبة 19% ونقل بعض أعضاء الفريق من دبي إلى أفريقيا، ومن المرجح أن يمتد اتجاه النقل هذا إلى شركات التكنولوجيا مع استمرار انخفاض قيمة العملات الأفريقية.
وكان أكبر انخفاض في المبيعات والإعلان الذي انخفض بنسبة 74٪، ويبدو أن رهان جوميا الجديد هو أن المشكلة الأكبر في أفريقيا لا تكمن في توليد الطلب أي إقناع الناس بالشراء، بل ضمان العرض أي الحصول على كل ما يريده العميل.
وهذا هو السبب الذي جعل جوميا تشعر بالراحة في خفض نفقات المبيعات والإعلان كثيرًا لم يعودوا يركزون على التسويق.
أعلنت الشركة أنها لم تعد تركز على التسويق والحملات الإعلانية الترويجية، حيث لا يوجد نقص في الطلب في أفريقيا، خاصة في فئاتها الأساسية: الهواتف، والإلكترونيات، والمنزل والمعيشة، والأزياء، والجمال، وما قد يقللون من شأنه هو أنه على الرغم من وجود طلب كبير إلا أن العامل المقيد الحقيقي هو القدرة على تحمل التكاليف.
وبناء على ما سبق قامت جوميا بسحب الخصومات التي تسعى لجلب المزيد من العملاء وتوقف النمو، مقارنة بالعام الماضي، انخفض عدد المستهلكين النشطين بنسبة 24% واستقروا مقارنة بالربع الثاني من هذا العام.
ليس هناك أصعب من الحفاظ على عميل اعتاد على انخفاض الأسعار، لهذا السبب ترك الكثير من العملاء المنصة حيث اشتكوا من ارتفاع الأسعار على منتجاتها.
يمكن أن يساعد تحقيق الأهداف من خلال خفض التكاليف في تعزيز المصداقية، لكن خفض التكاليف لا يمكنها لوحدها أن تحول الشركة إلى الربحية.
يجب أن يكون هناك نمو حقيقي في الإيرادات، وتحاول جوميا بث بعض التفاؤل قائلة إنه في 5 دول زادت قيمة إجمالي القيمة المضافة على الرغم من الانخفاض بنسبة تزيد عن 25%.
في عالم الشركات والأعمال التجارية النمو القوي مهم، حتى وان كانت الشركة لا تربح المال فهذا يعني أنها ستسير أولا على السوق ثم ترفع الأسعار وتحقق الأرباح، لكن جوميا لم تعد سريعة النمو وليست مربحة حتى الآن.
مهما كانت الحالة، تحتاج جوميا إلى التصرف بسرعة، ويبلغ النقد المتاح 147 مليون دولار، وفي هذا الربع أنفقت جوميا ما متوسطه 8 ملايين دولار شهريًا على العمليات، مع معدل التشغيل هذا، أمام جوميا حوالي 18 شهرًا قبل نفاد الأموال النقدية، وبدون قصة نمو وأرباح مقنعة سيكون من الصعب جمع الأموال في أي جولة استثمارية جديدة.
حتى الآن فريق الإدارة قام بعمل جيد لبناء بعض المصداقية في إدارة التكاليف ولكن الآن يجب أن تكون هناك بعض التدابير على جانب الإيرادات التي يمكن أن تلهم الثقة، النمو المتناقص أو الثابت من ربع إلى ربع هو أمر مقلق بالطبع.
لن يكون الأمر سهلاً، فالوضع الكلي صعب ولم نتحدث بعد عن تأثير سوق العملات، عندما تنظر إلى الأرقام بالدولار الأمريكي، يمكن أن تصبح محبطًا بسرعة كبيرة مع انخفاض الإيرادات بنسبة 11.1%.
وبدون تغيير كبير في الإيرادات، وفي تحول غريب للأحداث، قد ينتهي الأمر بالمتاجر التقليدية “القديمة والبطيئة” إلى التغلب على شركات التكنولوجيا الناشئة “السريعة والرائعة”.
هل تستطيع جوميا النجاح في تحدي الـ 18 شهرا؟ هذا ما سنعرفه في غضون عام ونصف من الآن، الشركة بحاجة إلى النجاح في هذه المرحلة وإلا قد تنتهي مثل العديد من المتاجر الإلكترونية الأفريقية التي اختفت.
إقرأ أيضا:
مبيعات جوميا خلال كورونا وسلوك العملاء في المغرب وتونس
8 طرق إبداعية تجعل ربح المال من جروبات فيسبوك ممكنا
السوق المفتوح أكبر المواقع الإلكترونية للبيع والشراء في البحرين
3 استراتيجيات لزيادة مبيعات المجوهرات عبر الإنترنت
المنتجات الأكثر مبيعا في عيد الحب وهذه تجارة الفلانتين
صفقة استحواذ بوهو على متاجر التجزئة Debenhams