
كل الطرق تؤدي إلى هزيمة روسيا سواء استخدمت السلاح النووي التكتيكي أو تجنبت ارتكاب هذه الجريمة، وفي الواقع النووي سيجعل الأمور أصعب لموسكو.
ولمن لا يعرف السلاح النووي التكتيكي فهي رؤوس نووية غير استراتيجية بمدى قصير تستخدم في المعارك والحروب وهذا لتوجيه ضربات محددة إلى الحدود دون تعريض القوات الصديقة على الأرض لأي أضرار.
هذا السلاح هو الأقرب إلى الحقيقة حاليا في أوكرانيا حيث يمكن بالفعل للقوات الروسية استخدامه في الأسابيع والأشهر القادمة وهذا فقط للتأكيد على أنها جادة في تهديداتها النووية، لكن الأمر ليس بسيطا، من شأن استخدامه أن يزيد من المتعاطفين مع أوكرانيا ويدفع الكثير من الدول للإبتعاد عن روسيا.
ويهدف السلاح النووي التكتيكي إلى كسب المعارك مع الكثير من البهرجة الإعلامية الإستعراضية، لكنه لا يستطيع إيقاف القوات الأوكرانية عن المقاومة والعمل على استعادة الأراضي المحتلة.
تشير الأداة الإلكترونية NukeMap إلى أن هجومًا بقوة 20 كيلوطنًا على كييف سيقتل أكثر من 31000 شخص ويصيب 65000 آخرين في غضون 24 ساعة، حتى هذه الأرقام قد تكون استهانة كبيرة.
سيسبب الأمر مجازر كبرى بالفعل اذا تم استهداف المدن الكبرى في أوكرانيا بها، وهو ما سيؤدي إلى ادانات عالمية قوية وربما حتى من أكبر حلفاء روسيا وأصدقائها مثل الصين والهند.
حتى الآن تعمل موسكو على جعل المعارك عسكرية واقل دموية وهذا من أجل كسب الشعب الأوكراني واستعادته إلى الحاضرة الروسية، لكن السلاح النووي التكتيكي سيضاف إلى الذكريات المريرة للأوكرانيين في مواجهة الروس ولا يمكن بعدها أبدا لروسيا أن يكون مرحب بها في أوكرانيا.
لقد خسرت موسكو بالفعل تعاطف الأوكرانيين في شرق البلاد مع شنها هجوما عسكريا كبيرا، ومع تزايد الضحايا واستخدام السلاح النووي التكتيكي فإن ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية ستكون سيئة للغاية.
كما أن استهداف المدنيين بهذه الأسلحة سيحول حرب روسيا إلى جرائم ضد الإنسانية ومحاولة إبادة الأوكرانيين، ما سيجعل الحكومة الروسية منبوذة وستفقد الكثير من الأصدقاء وسيبتعد الحلفاء.
وكما أشرنا في مقال سابق استخدام السلاح النووي سواء الرئيسي أو التكتيكي في هذه الحرب سيمنح دفعة قوية للكثير من الدول الصغيرة والناشئة على تطوير برامجها النووية العسكرية، ما يفتح الباب لفوضى كبرى عالمية، والنووي ليس سلاحا سهلا ليكون في يد دول غير مستقرة داخلية ويمكن أن تشهد انقلابات أو انفلات أمني ينتهي بأسلحتها في أيدي المجموعات الإرهابية.
تعتبر التداعيات النووية والتأثيرات البيئية والإشعاعية الثانوية جزءًا من مشكلة استخدام هذه الأسلحة، والتي من المفترض أن تكون مدمرة إلى أقصى حد، وهذا يعني أن استخدامها سيكون كارثة إنسانية لا تقل ضراوة عن القصف النووي لليابان.
هذا يعني أن أي سلاح نووي تستخدمه روسيا في أوكرانيا من شأنه أن يسمم مساحة أكبر بكثير من هدفها المحدد، ولا توجد أي وسيلة جيدة للتنبؤ بمدى وصول هذا التلوث إليها في النهاية.
وكما تسير روسيا حاليا على طريق الهزيمة فإن استخدام السلاح النووي التكتيكي سيسرع الأمور لصالح كييف، التي ستلقى تضامنا دوليا معها وعزلة أكبر لروسيا في وقت تحتاج فيه إلى حلفاء وأصدقاء أكثر من أي وقت مضى.
لم يوضح المسؤولون الأمريكيون الكيفية التي سيردون بها على استخدام الأسلحة النووية الروسية، وقد اكتفوا بأن الرد سيكون “كارثيًا” على بوتين، ولا نتوقع أن تكون تلك الضربة بداية لحرب عالمية ثالثة، لكن كل شيء وارد في أزمة أوكرانيا التي تصبح معقدة مع إصرار كييف على الإنتصار وتكبد الروس الخسائر والهزائم المتوالية.
إقرأ أيضا:
تحالف السعودية مع روسيا حليفة ايران مؤقت وهش أيضا
أهمية جسر كيرتش الروسي الذي دمرته أوكرانيا
السعودية أكبر رابح في حرب أوكرانيا والخاسر الأكبر هي روسيا
حلم أردوغان وأوهام بوتين إلى مزبلة التاريخ
روسيا وراء تفجير خط غاز نورد ستريم لهذا السبب
هل تعوض الصين خسائر روسيا من حظر الغاز الروسي في أوروبا؟
خفايا قرار التعبئة في روسيا وخطة بوتين لاستخدام النووي
هروب الروس من روسيا وارتفاع أسعار التذاكر إلى 49000 دولار
هل تستعمل روسيا السلاح النووي وماذا سيحدث بعد ذلك؟
كم برميل نفط تنتج السعودية في اليوم 2022
أعضاء أوبك بلس والفرق مع منظمة أوبك
عائدات روسيا من النفط والغاز والفحم وتكلفة حرب أوكرانيا
تأثير قوة الدولار الأمريكي على أسعار النفط
أسباب خفض إنتاج النفط مليوني برميل يومياً
أكبر 10 دول منتجة للنفط في العالم لعام 2022
الصراع النفطي بين العراق وأربيل طريق استقلال كردستان