استسلام الجزائر أمام إصرار اسبانيا على مغربية الصحراء

استسلام الجزائر أمام إصرار اسبانيا على مغربية الصحراء

أعلنت الجزائر عن رفع القيود على التعامل التجاري مع اسبانيا والتي كانت قد فرضتها ردا على اعتراف مدريد بالصحراء المغربية ضمن نظام الحكم الذاتي المغربي.

وتراجعت الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية عن الإجراء العقابي لإسبانيا مؤكدة على هذا القرار اتُخذ في ختام عملية تقييم للآلية التي وُضعت بعد فرض القيود، و”بالتشاور مع الجهات الفاعلة المعنيّة”.

إصرار اسبانيا على مغربية الصحراء لم يتغير

التراجع الجزائري لم يحدث لمكاسب معينة، بل جاء لأن الدولة المغاربية تعرض نفسها بذلك الإجراء لعقوبات أوروبية ودولية حيث أعاقت التجارة بين البلدين بشكل مفاجئ وبدون سبب مقنع.

ويأتي تغيير الموقف الإسباني ضمن مسلسل دولي تتجه فيه الأمور إلى الإعتراف بمغربية الصحراء ويشكل الإعتراف المغربي منعطفا تاريخيا لصالح الرباط وضربة للسلطات الجزائرية التي تراهن منذ عقود على انفصال الصحراويين عن المغرب وتقزيمه.

فرض المغرب سيطرته على 80 في المئة من الصحراء، وأقدم على بناء مدن هناك وشهدت الأقاليم الصحراوية المغربية الكثير من التنمية خلال العقود الماضية.

وتأوي الجزائر شرذمة من الإنفصاليين والإرهابيين والمرتزقة الذين تأويهم في مخيمات الذل والهوان في تندوف، مستغلة هذا الملف للإضرار بالمغرب من جهة ولإشغال الشعب الجزائري عن مشاكلهم الداخلية الحقيقية.

وافق البرلمان الإسباني على دعم مقترح مغربية الصحراء وأظهرت مدريد منذ التصعيد الجزائري ضدها حزما فاجأ المراقبون الذين يعرفون حاجة هذا البلد الأوروبي إلى الغاز الجزائري وتنافسها مع إيطاليا على أن تكون البوابة الجنوبية للطاقة إلى أوروبا.

الجزائر لا تريد أن تخسر اسبانيا للوصول إلى السوق الأوروبية

اتفقت الجزائر ونيجيريا والنيجر على بناء خط أنابيب للغاز عبر الصحراء يبلغ طوله أكثر من 4000 كيلومتر حسب ما أوردته شينخوا نقلا عن وزير الطاقة الجزائري.

من المتوقع أن يتكلف خط الأنابيب 13 مليار دولار، وسيبدأ خط الأنابيب في نيجيريا وينتهي في الجزائر، سيتم بعد ذلك توصيله بخطوط الأنابيب الحالية التي تمتد إلى أوروبا.

وبينما ترحب إيطاليا بزيادة واردات الغاز الجزائري إليها، فإن بروكسل لا تشعر بارتياح للسلطات الجزائرية التي لا تستخدم ورقة الطاقة كسلاح.

سيكون لخط الأنابيب الجزائري النيجيري القدرة على نقل ما يصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا إلى أوروبا، ولكي تتمكن من ذلك لن يحدث ذلك من خلال خط الجزائر تونس إيطاليا فقط، بل أيضا من خلال ميدغاز.

وقعت هذه الدول في البداية اتفاقية للمشروع في عام 2009، تم اقتراح المشروع لأول مرة منذ أكثر من 40 عامًا، لكن التقدم تأخر لأسباب عديدة، بما في ذلك المخاوف الأمنية.

اليوم تتسابق الجزائر مع المغرب على الغاز النيجيري، ويبدو المشروع المغربي أكبر من حيث القيمة وهو الذي سيفيد دول غرب أفريقيا قبل أن يبحث عن تصدير الطاقة إلى أوروبا وسيؤسس لتنمية اقتصادية في المنطقة.

لا تريد الجزائر أن تخسر اسبانيا للوصول إلى السوق الأوروبية، الأزمة الأخيرة دفعت مدريد إلى دعم مشروع أنبوب المغرب نيجيريا، وإذا تحقق ذلك فإن مدريد ستتخلى عن الغاز الجزائري.

في العام الماضي، صدرت الجزائر 54 مليار متر مكعب من الغاز، في المقام الأول إلى إسبانيا وإيطاليا، لكن هذا العام تراجعت مكانة الغاز الجزائري في اسبانيا مع تفوق الغاز الأمريكي.

تصحيح السياسة الخارجية للجزائر؟

هذا أفضل شيء يمكن للجزائر أن تقوم به، اصلاح شامل لسياستها الخارجية والتخلي عن التدخل في شؤون جيرانها، والأهم التخلي عن شماعة الصحراء التي أشعلت بها التوتر مع المغرب، ودفع المملكة للتقارب مع إسرائيل.

لكن هذا قد لا يحصل أبدا، حيث الدولة الجزائرية المتورطة في أزمة اقتصادية داخلية قبل كورونا وقبل الأزمة العالمية الحالية تحتاج إلى عدو خارجي لتلقي عليه لوم فشلها وأزماتها.

إقرأ أيضا:

قصة انبوب الغاز الجزائر اسبانيا ميدغاز

أخطاء الجزائر المعزولة: ضد اتفاقيات إبراهيم ومع روسيا ضد أوروبا

تنافس المغرب والجزائر حول غاز نيجيريا مكسب للجميع

الجزائر اسبانيا: الصادرات والواردات والتبادل التجاري

هل تستطيع الجزائر قطع الغاز عن اسبانيا فعلا؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز