تنافس المغرب والجزائر حول غاز نيجيريا مكسب للجميع

لا-حرب-بين-المغرب-والجزائر-ولا-فتح-الحدود-أيضا

هناك سباق محموم بين البلدين الجارين المغرب والجزائر حول غاز نيجيريا الذي تأمل أوروبا في استيراده بكميات كبيرة للتخلص من الغاز الروسي.

لذا من المؤكد أنك سمعت بأخبار المشروع المغربي النيجيري وكذلك منافسه الجزائري النيجيري، وإن كان الفرق بينهما كبيرا وكذلك موعد إطلاق مبادرة كل منهما مختلفة.

غاز نيجيريا مكسب لأوروبا التي تعاني من ادمان الغاز الروسي

لاشك أن أوروبا متضرر كبير من الغزو الروسي لأوكرانيا، واعتمادها بشكل كبير على الغاز الروسي جعل عقوباتها غير فعالة حتى الآن ضد موسكو، والأخيرة تعاني من تدفق السلاح الغربي على كييف واستمرار الحرب الاستنزاف للطرفين.

في هذا الصدد تقدم نيجيريا نفسها على أنها واحدة من أهم البدائل لروسيا في السنوات القادمة، وستعمل على ضخ الغاز إلى القارة الأوروبية من خلال مشروعين، مشروع مع الجزائر وآخر مع دول غربي أفريقيا التي يتزعما المغرب.

هذا سيمنح الدولة الافريقية التي لديها احتياطات غير مؤكدة تصل إلى 600 تريليون مكعب من الغاز تصديره على جهتين إلى أوروبا وتحقيق مكاسب مالية كبيرة وطفرة واستعدادا للإنتقال إلى عصر الطاقة المتجددة.

ويمكن أن تتخلص أوروبا من الغاز الروسي في ظرف سنوات قليلة، مع تنفيذ المشروعين الضخمين، سيحدث هذا التحول بسرعة.

تعمل أوروبا على زيادة واردات الغاز حاليا من قطر والولايات المتحدة الامريكية وفنزويلا ومصر وإسرائيل ونيجيريا وتبحث عن زيادة حصة المنتجين المختلفين، كما أنها مهتمة بزيادة واردات الغاز الجزائري إلا أنه بسبب التهديد الجزائري لإسبانيا حذرت تقارير أوروبية من الإعتماد على الجزائر التي تبدو مقربة أكثر من موسكو.

غاز نيجيريا مكسب لدول غرب أفريقيا والمغرب

تم اقتراح خط أنابيب الغاز النيجيري المغربي في اتفاقية ديسمبر 2016 بين المؤسسة الوطنية النيجيرية للبترول (NNPC) والمكتب الوطني المغربي للهيدروكربونات والمناجم (المجلس الوطني للهيدروكربونات والمناجم) (ONHYM).

سيربط خط الأنابيب الغاز النيجيري بكل دولة ساحلية في غرب أفريقيا (بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا)، وينتهي في طنجة بالمغرب ويدخل لإسبانيا عبر قاديش.

خلال الشهر الحالي وافق المجلس التنفيذي الفيدرالي (FEC) على قيام شركة البترول الوطنية النيجيرية (NNPC Limited) بتنفيذ مذكرة تفاهم مع اللجنة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ECOWAS، لبناء خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب لنقل الغاز من دول غرب إفريقيا عبر المغرب إلى إسبانيا وأوروبا.

بمجرد اكتماله، سينقل خط الأنابيب 30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، كما ستصدر من خلاله دول مثل السنغال وموريتانيا الغاز الذي اكتشفته في سواحلها.

وتراهن موريتانيا على بدء انتاج الغاز وتصديره العام القادم، فيما دخلت شركات عالمية إلى السوق الموريتانية مؤخرا وهناك أيضا اهتمام اسباني قوي بهذه المشاريع.

يحتاج المغرب إلى الغاز الطبيعي من أجل خفض اعتماده على النفط وتسريع الإنتقال إلى الطاقات المتجددة، ومن جهة أخرى فإن دول غرب أفريقيا الأخرى بحاجة إلى الغاز من أجل تحقيق التنمية ونشر الكهرباء والإتصال بالإنترنت وتزويد المصانع والقطاع الزراعي بكهرباء أرخص وأنظف مقارنة بكهرباء الفحم.

كما سيصبح المغرب قاطرة للنفط النيجيري إلى أوروبا، وهو شريك استراتيجي للاتحاد الأوروبي، والتقارب المغربي الإسباني مؤخرا يصب في صالح اعتماد مدريد أكثر على الرباط في مثل هذه المشاريع.

وأعربت دولا مختلفة عن نيتها الإستثمار في هذا المشروع، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا ودول الخليج العربي حيث يمول صندوق (أوبك) للتنمية الدولية جزء من الشطر الثاني من الدراسات القبلية المفصلة للمشروع.

واستثمرت غينيا حوالي 300 مليون دولار لتحسين البنية التحتية لنقل الغاز وتخزينه وهي واحدة من دول مشروع الغاز النيجيري المغربي.

ومن المنتظر أن يتم تنفيذ المشروع في ظرف 3 سنوات من انطلاق أعماله، وسيمر الأنبوب عبر سواحل كل دول غرب أفريقيا وليس برا.

يعد هذا المشروع حاليا الأرجح مع دعم دولي متزايد والتقارب الإسباني المغربي إضافة إلى رغبة دول أفريقيا لتنفيذه في أسرع وقت.

نيجيريا تراهن على الجزائر أيضا

المشروع الجزائري النيجيري أقدم من حيث الفكرة والمبادرة مقارنة مع المغربي، لكن الحكومة الجزائرية كانت تقدمه كفكرة من أجل استمالة نيجيريا واقناعها بأنها الشريك الأفضل لها في شمال أفريقيا.

ومع إطلاق المغرب للبديل الذي تستفيد منه مجموعة أكبر من دول غرب أفريقيا، عادت الحياة إلى المبادرة الجزائرية التي تظل حبرا على الورق.

كشفت الحكومة الفيدرالية النيجيرية أن خطوط أنابيب الغاز عبر الصحراء (TSGP) التي تبلغ قيمتها 13 مليار دولار والتي تمر من نيجيريا عبر النيجر والجزائر ستمكن صادرات الغاز النيجيري من المنافسة في أوروبا وتكون بديلاً لمصادر أخرى للغاز الطبيعي حيث تسعى أوروبا إلى إنهاء الاعتماد الروسي على الغاز.

أعلن ذلك تيميبري سيلفا وزير الدولة للموارد البترولية في اجتماع للأطراف في أبوجا يوم الاثنين، بحسب وكالة الأنباء النيجيرية.

وأضاف أنه سيمكن أيضًا دولًا من بينها تشاد التي ليست بعيدة أيضًا عن ممر هذا المشروع، مشيرًا إلى أن هذا المشروع لديه الكثير من الإمكانات لتنمية اقتصادات الدول الأفريقية ودول غرب إفريقيا وشمال أفريقيا.

ويواجه هذا المشروع حتى الآن التحدي الأمني، حيث تعاني النيجر من الأعمال الإرهابية كما أن الخطوط ستمر عبر مساحات هائلة من الصحراء ما يتطلب موارد كبيرة من أجل تأمينها، فيما يشكل تدهور العلاقات الجزائرية الإسبانية علامة حمراء أخرى لهذا المشروع، حيث اشتكت مدريد من الإبتزاز الجزائري وأنها تتصرف على نحو مشابه لروسيا مع أوروبا.

لاشك أن من مصلحة أوروبا زيادة واردات الغاز الجزائري والنيجيري من خلال الجزائر، لكن استخدام قادة هذا البلد لورقة الغاز ضد المغرب والورقة التجارية ضد اسبانيا، يجعل التعويل عليه أمرا غير عقلانيا بالنسبة للأوروبيين.

إقرأ أيضا:

دور مصر في تصدير الغاز الاسرائيلي الى أوروبا

هكذا سيموت مشروع الغاز الجزائري النيجيري

التخلص من الغاز الجزائري بعد الروسي ضروري لأمن أوروبا

ماذا بعد قطع الغاز الروسي عن بولندا وبلغاريا؟

هل تستطيع الجزائر قطع الغاز عن اسبانيا فعلا؟

أزمة الغاز الجزائري وانتصار المغرب وبحث اسبانيا عن بديل

الغاز النيجيري ونفط نيجيريا كابوس روسيا في أوروبا

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز