حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا

حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا

تعيش شمال افريقيا على وقع حرب باردة بين معسكرين واضحين المعالم والأعضاء، أساس هذا النزاع هي الجزائر التي تدعي أن الصحراء المغربية ليست مغربية بل إنها للشعب الصحراوي وتدعم ظهور دويلة جديدة في المنطقة منذ 1975، العام الذي تمكنت فيه المملكة من استعادة الصحراء من الاحتلال الإسباني.

في هذا المقال سنلقي نظرة مفصلة عن صراع المعسكرين في شمال افريقيا ولماذا يجب على المغاربة الذين يطبلون لروسيا الإستيقاظ من أوهامهم:

ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا

واليوم هناك صراع متنامي أطرافه واضحون، ايران والجزائر وروسيا على اليمين تدعمهم بعض الحركات اليسارية والدول ذات التوجه اليساري والتي لم تتقبل بعد سقوط الإتحاد السوفياتي والأخير كان حليفا للجزائر واستمرت روسيا على هذا التحالف بدون تغيير.

يقابله معسكر غربي التوجه منذ الحرب الباردة، يتضمن اليوم إسرائيل والمغرب وأمريكا وتدعمه دول الناتو والإتحاد الأوروبي الذين تتوهم الجزائر أنه وضعتهم في جيبهم بالغاز الطبيعي، وهم عاشته روسيا بوتين هي الأخرى، حتى اكتشفت الحقيقية في حرب أوكرانيا، ولا ننسى أن دول الخليج العربي كلها تدعم المغرب قلبا وقالبا إلى جانب الأردن فيما انحازت مصر إلى الموقف المغربي.

حلفاء الجزائر الرسميين

لدى الجيش الجزائري الحاكم مشكلة كبرى مع شعبه الذي ينتظر نتائج الأرباح الضخمة للنفط والغاز على أرض الواقع، ولأن النظام في هذا البلد غارق في الفساد وضيع على الجزائريين عقودا من التنمية الاقتصادية، اختار أن يلعب لعبة قذرة في المنطقة، وهي لعبة الشعارات القومية واليسارية والتحدث عن وجود مؤامرة إسرائيلية مغربية ضد الجزائر.

والحقيقة أن هذه الورقة فعالة في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، حيث لا تنتهي الصراعات بين المغاربة والجزائريين على الشبكات الاجتماعية وهناك حرب إعلامية ومعلوماتية مشتعلة بين البلدين.

واندلع هذا التوتر منذ نوفمبر 2019 على اثر اشتباكات بين البوليساريو المدعومة من الجزائر والمغرب في الكركرات والتي انتهت بتحرير الجيش المغربي للمعبر وطرد المليشيات منه.

ومثل معظم الدول العربية والإسلامية تشتري الجزائر مليارات الدولارات من الأسلحة لكن ليس من السوق الغربية بل من روسيا بشكل أساسي ومن الصين ولها تعاون عسكري مع دول مارقة مثل ايران.

أنفقت الجزائر 9.3 مليار دولار على التسلح في عام 2022، وستعمل على زيادة الميزانية إلى 22 مليار دولار خلال العام المقبل مستفيدة من انتعاش خزينتها بعائدات مبيعات النفط والغاز.

حصلت الجزائر على أحدث الأسلحة الروسية المتطورة وحتى من الصين التي تعمل على تزويدها بأسلحة نوعية هجومية وليس فقط دفاعية لكنها تواجه تحديات متزايدة مع انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا ومعاناتها المتزايدة هناك وفشل أسلحتها أمام السلاح الغربي.

وتأمل روسيا ان يكون لها حصة كبيرة من الـ 22 مليار دولار التي ستنفقها الجزائر العام المقبل، ولهذا تفضل موسكو أن تبقى على تعاون مع هذا الحليف العربي ولا يمكن أن تعترف بمغربية الصحراء أو تقدم على تصرف رسمي يغضب الجزائر.

تواجه الجزائر مخاطر متزايدة حيث يبدي الناتو والإتحاد الأوروبي والمشرعين في الولايات المتحدة قلقهم من التعاون العسكري الجزائري الروسي، ويمكن أن يضع هذا النظام الجزائري أمام عقوبات دولية قاسية لاحقا.

حلفاء المغرب الرسميين

بعد استعادة صحرائه عام 1975، يريد المغرب انهاء هذا الملف للإنشغال أكثر بالتنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي مع دول المغرب الكبير وفي مقدمتها الجزائر، وتبدي الرباط استعدادها للتفاوض المباشر مع النظام الجزائري والتوصل إلى تسويات حقيقية.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه المغرب بمشاكله الإقتصادية وتبعات الأزمات العالمية عليه، وهو من الخاسرين بسبب ارتفاع النفط، يدرك أن الجزائر تستفيد من الظرفية الراهنة ليس لمصلحة شعبها بل للحروب ولخزينة روسيا ومصلحة الخراب.

ومنذ قضية الكركرات أواخر 2020، اندفع المغرب لزيادة مشترياته من الأسلحة وتأمين الحدود الشرقية والجنوبية والتطبيع مع إسرائيل للحصول على التكنولوجيا العسكرية واستعادة العلاقات مع الجالية المغربية اليهودية الكبيرة،

ارتفع الإنفاق العسكري للمغرب بحوالي 60 في المائة ما بين 2009 و2019، وفق تقرير أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية.

وبينما أنفقت الجزائر خلال عام 2021 حوالي 9.1 مليار دولار على التسلح نجد أن الرباط أنفقت 5.4 مليار دولار، ويتفوق المغرب بذلك على عدد من دول الناتو لكن الجزائر تبقى الأكثر إنفاقا على التسلح في أفريقيا.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المغرب أهم شريك عسكري لها في شمال أفريقيا، ومن الدول الصديقة التي اعترفت باستقلالها مبكرا، وقد انحازت اسبانيا إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي وكذلك ألمانيا التي عدلت من موقفها، وكذلك بريطانيا وفرنسا وسيصبح هذا واضحا بشكل أكبر مستقبلا.

صراع إسرائيل وايران في كل مكان

من العراق إلى سوريا واليمن ولبنان وحتى أوكرانيا، يبدو أن الغريمين إسرائيل وايران يحاربان بعضهما البعض ويتنافسان، وعلى ما يبدو فإن الصحراء المغربية قد انضمت إلى هذه القائمة مع حصول البوليساريو على الطائرات المسيرة الإيرانية والتي يمكن أن تستخدمها من تندوف (الأراضي الجزائرية) لضرب مدن الصحراء المغربية.

من جهة أخرى حصل المغرب على طائرات مسيرة إسرائيلية نوعية نجحت أكثر من مرة في قتل العناصر الإرهابية التي تحاول التسلل إلى الصحراء المغربية وافشال كل مخططاتهم وعملياتهم حتى الآن.

إقرأ أيضا:

أين تذهب أموال الغاز والنفط الجزائري؟ الجواب في قانون المالية 2023

كيف ستدمر العقوبات الأمريكية الجزائر وما مصير الدينار؟

فيلسوف بوتين يحرض المغرب على غزو موريتانيا والجزائر

خلافات الجزائر مع دول الخليج ومصر والأردن والمغرب

تنافس المغرب والجزائر حول غاز نيجيريا مكسب للجميع

قصة انبوب الغاز الجزائر اسبانيا ميدغاز

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز