
يبدو أن الصين المتورطة في الكثير من الوعود لأفريقيا عاجزة عن الوفاء بوعودها الكبيرة التي قدمتها لأكبر اقتصاد في أفريقيا، ونتحدث عن نيجيريا التي تنتظر 8.3 مليار دولار من بكين كقرض لتمويل مشروع السكك الحديدية.
حصلت أبوجا على 15% فقط من تمويل موعود لمشروع سكك حديدية ضخم يربط بين المركز التجاري في لاغوس ومدينة كانو الشمالية، وإلى الآن لم ينتهي المشروع الذي تراهن عليه الدولة الأفريقية لتحقيق التنمية الشاملة.
المشروع سيحسن من التجارة الإلكترونية المحلية ومن توصيل السلع وتقليل التكاليف، ما سيعزز من مكانة نيجيريا في خريطة التجارة الأفريقية.
ما بديل الصين التي خذلت نيجيريا وعجزت عن التمويل؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه المسؤولون في نيجيريا هذه الأيام.
البحث عن قروض من الدول الغربية:
أوضح وزير النقل النيجيري أن حكومته تواصلت منذ ذاك الحين مع بنك “ستاندرد تشارترد” التي يتخذ من لندن مقرا له، والذي وافق بالفعل على المشاركة ببعض القروض.
وعلى ما يبدو أن الوزير يبحث عن بنوك أخرى، وتتواصل وزارته مع بنوك دولية مختلفة من أجل جمع أكثر من 8.3 مليار دولار لإنجاز المشروع بالكامل.
لا تريد البنوك الصينية منح أبوجا أي قروض حاليا رغم وعود بكين، وتصر نيجيريا على تنفيذ مشاريع سكك حديدية ضخمة من أجل ربط كل المدن الرئيسية ببعضها البعض.
وتخطط الحكومة لإنفاق 3 تريليون دولار في 30 عاما القادمة لتنفيذ مشاريع عملاقة تعزز من ريادة الإقتصاد النيجيري، وهي بحاجة إلى التمويل وهو ما يعد فرصة للبنوك والمؤسسات المالية التي تبحث عن كسب المال من منح القروض بفوائد جيدة.
ليس واضحا لماذا توقفت الصين عن دعم هذه المشاريع، لكن هذه فرصة البنوك الأفريقية والغربية والأمريكية للدخول على الخط وتقديم قروض أفضل.
استغلال ارتفاع النفط والإستفادة من ذلك:
مع ارتفاع أسعار النفط، تتخذ نيجيريا إجراءات صارمة ضد سرقة النفط كجزء من جهود البلاد لاستعادة الإيرادات الضائعة.
نيجيريا تفقد حوالي 150 ألف برميل من النفط يوميًا، وبهذا المعدل تقول السلطات إن الدولة تخسر حوالي 4 مليارات دولار كل عام، أو 10 في المائة من ميزانيتها السنوية.
تقول لجنة النفط إن خطة التعافي الطموحة ستضاعف إنتاج البلاد من 1.5 مليون برميل من النفط يوميًا إلى 3 ملايين برميل يوميًا.
تضاءل الإنتاج في نيجيريا في السنوات الأخيرة بسبب الفساد، وقالت المفوضية إن إنتاج النفط تراجع إلى 1.5 مليون برميل يوميا في ديسمبر 2021 من 1.7 مليون في بداية العام الماضي.
يقل مستوى الإنتاج الحالي لنيجيريا عن المستوى المخصص لأوبك للدولة الواقعة في غرب إفريقيا، ومن المطلوب أن تحل هذه الدولة المشكلة في أسرع وقت.
هذا سيوفر لها سيولة كبيرة لتمويل مشاريعها التنموية، ومن جهة أخرى سيقنع مزيدا من البنوك حول العالم لتقديم القروض للحكومة.
قفزت أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى أكثر من 90 دولارًا للبرميل، يعتمد الإقتصاد النيجيري بشكل كبير على عائدات النفط، ومن جهة أخرى يأمل في أن يصدر الغاز إلى أوروبا عبر كل من المغرب والجزائر.
الصين مهتمة لكنها في أزمة اقتصادية
أعلن رئيس مجلس الأعمال الصيني الأفريقي (CABC)، دانا تشين، أن الحكومة الصينية تخطط لاستثمار أكثر من 300 مليار دولار في القارة الأفريقية خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وبحسب قولها من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة حجم التجارة بين إفريقيا والصين من 30 مليار دولار حاليًا، وقالت: “تستورد نيجيريا الكثير وتحتاج أيضًا إلى التصدير لتحقيق مستوى الميزان التجاري، وهذا من شأنه أيضًا أن يجعل العملة النيجيرية قوية، هناك الكثير من المجالات التي يمكننا استكشافها وتعزيز علاقاتنا التجارية”.
وقالت: “يمكننا الاستثمار أكثر في اللوجستيات وسلسلة التوريد وتصنيع المنتجات في نيجيريا”، وأضافت: “أننا نعمل أيضًا على زيادة الإستثمارات في الترويج للثقافة في نيجيريا، لأن الصناعة الإبداعية في نيجيريا هي واحدة من أكبر الصناعات في العالم حيث يمكن تطويرها للتصدير إلى الدول الآسيوية وتوفر إمكانات هائلة لنيجيريا”.
لكن الحكومة الصينية تواجه أزمة اقتصادية كما أن العديد من المشاريع التي مولتها في دول مثل باكستان لم تنجح ولم تحقق التنمية الإقتصادية المتوقعة.
تتنافس العديد من الدول والقوى المختلفة على الأسواق الأفريقية، ويمكن أن تكون هذه فرصة لكل من أوروبا والولايات المتحدة ودول مثل الإمارات والسعودية والمغرب لزيادة الإستثمارات.
إقرأ أيضا:
لماذا تخشى الصين رفع أسعار الفائدة الأمريكية والأوروبية؟
كيف تحررت المرأة الصينية من الزواج والإنجاب بنجاح؟
أهداف زيارة وزراء خارجية دول الخليج إلى الصين
عملة e-Naira تنقل نيجيريا إلى عالم العملات الرقمية
لماذا تريد الصين إنشاء بنوك في نيجيريا وما علاقة أفريقيا بذلك؟