
هذا هو السبب الرئيسي وراء بقاء معظم الناس في الطبقة التي نشأوا فيها، نتعلم كيف نتصرف من خلال تصرفات من حولنا، برمجة الفقراء تختلف عن برمجة الأثرياء.
عندما يعود والدك أو والدتك بسيارة جديدة (بما في ذلك قسط سيارة جديد كبير)، من المحتمل أن الجميع من حولنا كانوا يعربون عن إعجابهم بها، وكنا نعتقد أن “امتلاك سيارة فاخرة أمر مرغوب فيه”.
إذا كان والداك يميلان إلى الإستدانة وتراكم الديون من أجل أثاث البيت والملابس والسيارة والعطل والأعياد المختلفة، فمن المحتمل جدا أن تستمر على نفس المنوال، وتقضي بقية حياتك محاولا تسديد ديونك كلها.
إذا كان والداك يميلان إلى الإستدانة من أجل الإستثمار في العقارات وتوسيع أعمالهما التجارية فأنت غالبا الآن في طبقة أعلى وتفهم أن هناك ديون جيدة وديون سيئة.
أبناء الموظفين غالبا ما يتم توجيههم إلى التكوين الذي يجعلهم موظفين سواء في التعليم أو القطاع البنكي أو الطاقي أو أي قطاع آخر عام أو خاص.
وأبناء التجار عادة ما يتم توجيههم إلى التجارة أو حتى الحصول على تكوين عالي ليكونوا تجارا ورواد أعمال ويعملون على تنمية أعمال عائلاتهم.
وهذا ما يحصل طيلة الوقت ولكسر هذه القاعدة يجب أن تغير المسار الذي رسمته لك تصرفات والديك وأيضا التكوين الذي حصلت عليه.
هذا التغيير يبدأ من الحصول على الثقافة المالية التي يملكها الأثرياء والتعلم منهم، والتخلص من العادات المالية السلبية والخاطئة التي ترسخ الفقر ومحدودية الدخل.
يبحث الأثرياء عن حل المشكلات من خلال الخدمات والمنتجات التي يقدمونها في شركاتهم، أما محدودي الدخل فيبيعون وقتهم مقابل راتب بالكاد يكفي لمعيشة شهر.
يرى الأغنياء والأثرياء في المشاكل فرصة، فهي توفر لهم بناء شركات تحل مشاكل الناس، وأيضا شراء الأراضي والعقارات والأسهم عندما ينهار سعرها.
هذه الفترات الصعبة هي التي تصنع الأغنياء، في المقابل يطالب الفقراء بالدعم المالي من الحكومة وفرض المزيد من الضرائب على الأثرياء.
لا يحب الفقراء المال وهذا واضح من ربطه مع الشر والفساد وحساب الأثرياء بعد الموت سيكون عسيرا، لذا يميلون إلى الإنفاق القوي على أمور ثانوية لا تعود عليهم بعائد حقيقي وكأنهم يتخلصون منهم.
والعائلات التي تقدس الإدخار عادة ما تجلب لنا أشخاص يحافظون على ادخار أموالهم سواء في البنوك أو طرقا تقليدية أو في شراء الذهب، لكنهم بالكاد يحافظون على مستوى المعيشي ويتضررون بشكل ملحوظ في أزمات التضخم.
الثقافة المالية التي يملكها الناجحون ماليا تجمع بين الإستثمار والإدخار، بين المخاطرة والحذر، بين الإنفاق على الكماليات والترفيه لكن معظم انفاقهم يذهب إلى ما يزيد من ثرواتهم.
يبحث هؤلاء في كل محنة عن المنحة، وعن الفرص في الأزمات، وعن حل المشاكل الحقيقية وتقديمها في منتجات وخدمات، ولا يبيعون وقتهم مقابل راتب محدد.
المعلومات هذه قد تكون منتشرة على نطاق واسع هذه الأيام، لكن يظل التطبيق هو صانع الفارق الحقيقي، المعرفة بطريقة تفكير الأثرياء وحدها لا تكفي بل تبنيها واستيعابها وترجمتها إلى أفعال هو ما يصنع الفرق.
يتطلب الأمر بعض العمل الجاد للتخلص من أي عملية تفكير راسخة، والتخلص من التصرفات المالية وطريقة التفكير الخاطئة التي تميز عادة الطبقتين المتوسطة والفقيرة.
وفي هذه الرحلة قد تتخلص من بعض الأشخاص الذين يصرون على اتباع السلوكيات الفاشلة في حياتك ويؤثرون عليك بشكل مباشر (زوجة أو شريك حياة أو شريك عمل..).
دليل شراء الأسهم الأمريكية والاحتفاظ بها ثم بيعها بسعر أعلى في الدول العربية
إقرأ أيضا:
كم يستغرق التحويل البنكي الدولي؟ مدة معالجة الحوالة الدولية
جرانت كاردون: الإدخار سياسة الفاشلين والخاسرين
7 خصائص تميز عقلية الأثرياء عن غيرهم
نظرية الأحذية: شراء الأشياء الرخيصة يزيدك فقرا
منطقيا فوائد البنوك حلال وليست حراما