نظرية “سام فيمز” أو “نظرية الأحذية” للظلم الاجتماعي والاقتصادي، هي نظرية مستمدة من سلسلة روايات Discworld للكاتب تيري براتشيت، وتتعلق بشخصية سام فيمز الذي يعمل كابتن للشرطة في مدينة أنكموربورك.
تتلخص نظرية الأحذية في فكرة أن هناك نوعًا من الظلم الإجتماعي والإقتصادي يحدث عندما يضطر الأشخاص ذوو الدخل المنخفض لشراء أحذية رخيصة ذات جودة منخفضة، وفي المقابل، يمكن للأشخاص ذوي الدخل العالي شراء أحذية ذات جودة أفضل وتدوم لفترة طويلة.
وتأتي النظرية من نقطة البداية الفلسفية التي تقول إنه عندما يقوم الأشخاص بشراء أحذية رخيصة وتلفها بسرعة، فإنهم سيضطرون إلى شراء أحذية جديدة بشكل متكرر، مما يؤدي إلى إنفاق مال إضافي مقارنة بالأشخاص الذين يستطيعون شراء أحذية متينة وجودتها عالية.
وتتفاقم هذه النظرية فيما يتعلق بالظلم الإجتماعي، حيث يكون لدى الأشخاص ذوي الدخل المنخفض ميزانية محدودة وبالتالي لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء أحذية ذات جودة عالية، وبالتالي، فإنهم يبقون في حلقة مفرغة من شراء أحذية رخيصة وغير متينة، مما يزيد من معاناتهم ويؤثر على قدرتهم على الارتقاء اقتصادياً واجتماعياً.
يمكن أيضًا رؤية تفاوت واضح في استطاعة الأشخاص في الطبقات الاجتماعية المختلفة في شراء أحذية ذات جودة عالية ومتانة، فالأشخاص ذوو الدخل المرتفع يمكنهم شراء أحذية متينة وجودتها عالية، مما يعني أنهم لن يحتاجوا إلى استبدالها بشكل متكرر، بينما الأشخاص ذوو الدخل المنخفض قد يجدون أنفسهم مضطرين لشراء أحذية رخيصة وغير متينة، وهذا يعني أنهم سيواجهون تكاليف إضافية وإزعاج بسبب استبدال الأحذية بشكل متكرر.
أدرك سام فيمز في القصة أن كونك فقيرًا يشبه الوقوع في فخ، يستطيع الأثرياء اتخاذ القرارات والمشتريات التي تجعلهم أكثر ثراءً وأكثر راحة ويتمتعون بمزيد من وقت الفراغ.
فكر في مقدار الوقت والمال الذي يتم إنفاقه في نقل الملابس إلى المغسلة إذا كنت لا تستطيع شراء غسالة، أو أخذ سيارة لإصلاحها إذا كنت لا تستطيع سوى شراء سيارة قديمة تقطع عليها أميال كثيرة على مدار الساعة، وينتهي الأمر بالأشخاص الأكثر تضرراً من الفقر الغذائي إلى إنفاق المزيد والتسوق في كثير من الأحيان بسبب افتقارهم إلى الموارد المالية اللازمة لتوفير المال عن طريق الشراء بالجملة.
من السهل توفير المال عندما تكون غنياً فالفقر مكلف ويستهلك الوقت أيضا، ومن خلال شراء الأشياء الرخيصة معتقدا أنك توفر المال، تعمل على تنمية الفقر في حياتك.
مثال آخر مثير للغاية، هو شراء سيارة مستعملة لأنها أرخص من شراء سيارة جديدة، والحقيقة أن السيارة الجديدة ستكلفك كثيرا في البداية لكنها لا تتطلب تكاليف عالية للصيانة كما أن مشاكلها نادرة، على العكس السيارة المستعملة تبدو أرخص لكنك ستنفق الكثير على اصلاح العيوب التي تظهر مع الوقت كما أنها ليست مستدامة.
مثال آخر، قد لا يرى الأفراد الأثرياء أن غسل الملابس في المنزل يعتبر رفاهية، ولكن الوقت والمال الذي يتم توفيره مهمان، إذا كنت تستطيع تحمل السعر – ولديك غرفة في المنزل – فيمكن أن توفر لك الغسالة مئات الدولارات كل عام، بالإضافة إلى ساعات عديدة من وقتك.
عندما تقوم بغسل الملابس في المنزل، ستقضي عادةً حوالي 95% من إجمالي وقت دورة التحميل في القيام بشيء آخر مفيد مثل الطهي أو التنظيف أو العمل، إذا قمت بجمع كل الساعات التي تكسبها في العام من خلال الوصول إلى أجهزتك الخاصة، فمن السهل أن ترى لماذا الغني ينعم بتكاليف أقل فيما الفقر مكلف بالفعل.
ينطبق الأمر على كل شيء، شراء الملابس الرخيصة والأثاث الرخيص وكل الأشياء الرخيصة الأخرى يعني أنك تضحي بالجودة والوقت والمال في سبيل الحصول على هذا الشيء لاستخدام مؤقت.
تأتي الأشياء المكلفة غالبا بجودة عالية مع الضمان ودعم ما بعد البيع، وهي شروط لا تتوفر في الأشياء الرخيصة والمستعملة وبالتالي ستضطر لشراء أخرى جديدة وستبقى في حلقة مفرغة.
إقرأ أيضا:
منطقيا فوائد البنوك حلال وليست حراما
استراتيجية رفع الأثقال: تحقيق الثروة ورحالة البال على المدى الطويل
كيف تكون مواطن عالمي من الطراز الرفيع؟
ما هو التحرر وما هي تحديات هذه العملية وصعوبتها؟
لا يمكن تغيير صفات شريك الحياة السيئة ولا تغيير الآخرين
فوائد الضحك والإبتسام في زمن الإكتئاب والأحزان
متى تكون الإيجابية الزائفة مفيدة ومتى تصبح مضرة؟
الأشخاص الهادئون في الإجتماعات رائعون ومبهرون
كيفية التخلص من الطاقة السلبية في رمضان