بدون سابق انذار وجد المئات من اليمنيين أنفسهم عاطلين عن العمل من الجامعات والوظائف في جنوب السعودية تحديدا، ومع خسارة وظائفهم يتحدث الإعلام عن ترحيل اليمنيين من السعودية.
ويعاني اليمن من حرب بالوكالة بين ايران والسعودية، وهو ما أضر كثيرا بالوضع الإقتصادي في هذا البلد، الذي يعاني جزء مهم من سكانه من الجوع ونقص الماء الصالح للشرب وانتار كورونا والسل وعدد من الأمراض القاتلة الأخرى.
في الساعات الماضية أصدرت 13 منظمة حقوقية دولية ويمنية بيانات تؤكد فيها عن قلقها إزاء إنهاء المملكة العربية السعودية عقود عمل آلاف العمال اليمنيين جنوبي المملكة.
ترحيل اليمنيين من جنوب السعودية:
وتتفق العديد من التقارير من أن عمليات الترحيل تحصل تحديدا في جنوب السعودية، وهي المناطق الحدودية مع اليمن والتي تشهد تدفقا لليمنيين الراغبين في حياة أفضل، مثل الحصول على فرص العمل وتدريس الأبناء والحصول على بيت وعدد من متطلبات الحياة الضرورية.
ويعمل الكثير منهم في الجامعات والشركات والمؤسسات العمومية والخاصة وكذلك في التجارة، وعلى ما يبدو فإن السعودية قد اتخذت قرارا بترحيل 800 ألف يمني على الأقل.
وحسب قناة DW الألمانية، فإن تعليمات وقرارات سعودية شفهية قد تلقاها اليمنيين خلال الأيام الماضية، فقد حاورت شخصا اسمه أحمد لديه عائلة مكونة من 20 فردا، تلقوا تعليمات بالبحث عن العمل في مكان آخر، وقول انه يرتب الأمور لتحديد وجهته القادمة والهجرة إليها.
وحسب يمنيين آخرين فإن الحل المتاح لهم هو الهجرة إلى الشمال في السعودية من أجل العثور على العمل والبقاء في هذا البلد وتجنب العودة إلى اليمن.
ويجمع العديد منهم على أن التعليمات التي جاءت لهم هي سرية وهي غير معلنة على المواقع الإلكترونية الرسمية أو من الحكومة تجنبا للجدل ولأن ذلك يخالف القوانين الدولية.
سبب ترحيل اليمنيين من السعودية:
تشير إحصائيات مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية إلى أن مليوني يمني يعملون في السعودية، وقد تسعى المملكة إلى خفض عددهم خصوصا في المناطق الجنوبية التي يعاني فيها المواطنين السعوديين من البطالة.
وتجمع مصادرنا إلى أن المملكة تريد خفض عددهم بحوالي 800 ألف يمني وذلك بدفعهم للعودة إلى اليمن أو الهجرة إلى دول أخرى.
وحسب أحدث التقارير تصل معدل البطالة للذكور السعوديين إلى 7.2% في الربع الأول من عام 2021، مقابل 7.1% في الربع الرابع من العام الماضي، في حين بلغ معدل البطالة للسعوديات 21.2% خلال الربع الأول من عام 2021، مقابل 24.4% في الربع السابق.
انخفضت نسبة البطالة بين السعوديين من 12.6% بالربع الرابع من العام 2020 إلى 11.7% في الربع الأول من عام 2021، لكنها لا تزال نسبة كبيرة ومزعجة للسلطات.
لن تسعى الرياض إلى ترحيل كافة اليمنيين البالغ عددهم مليوني شخص، لا يزال الكثير منهم سيبقى وسينتقل إلى الشمال السعودي.
الأزمة الإقتصادية في اليمن:
في اليمن المعتمد على الاستيراد، تراجعت قيمة العملة مقابل الدولار الأمريكي في الشهر الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود والغذاء بأسرع معدل منذ أن كانت البلاد على شفا المجاعة في 2018.
ارتفع سعر إمدادات شهر من دقيق القمح وزيت الطهي والفول والسكر بأكثر من 250٪ إلى 60 ألف ريال في يوليو 2021 من 17 ألف ريال في فبراير 2015.
ومن شأن عودة 800 ألف يمني إلى بلادهم أن يزيد الوضع سوءا في اليمن ويعزز من موقف المجاعة التي تهدد الملايين وهي الأسوأ منذ عقود طويلة في المنطقة.
إقرأ ايضا:
أهمية سقطرى اليمنية وسر جاذبيتها والصراع حولها
لماذا يكره الأتراك اللاجئين وما سبب ذلك حقيقة؟
كي تنجح رؤية 2030 يجب على السعودية وقف حرب اليمن
الحرب في اليمن تستنزف اقتصاد السعودية وتهدد مكانتها المالية