لماذا يكره الأتراك اللاجئين وما سبب ذلك حقيقة؟

لماذا يكره الأتراك اللاجئين وما سبب ذلك حقيقة؟

تشهد تركيا من وقت إلى آخر احتجاجات الأتراك المطالبين بطرد اللاجئين السوريين وغيرهم إلى بلدانهم، وهناك أحداث دموية جماعية تحصل إذا تصرف لاجئ بعنف اتجاه مواطن تركي.

آخر هذه الأحداث هي تعرض مواطن تركي للطعن على يد لاجئ سوري، وهو ما دفع مجموعات من المواطنين لشن هجمات واعتداءات على اللاجئين السوريين.

هناك 5 مليون لاجئ ومواطنين عرب من جنسيات مختلفة يعيشون في تركيا، وكل هؤلاء أو جلهم بدأ يشعر بالخوف على حياته وحياة عائلته، مع تصاعد الخطاب العنصري التركي وصوت اليمين المتطرف.

لماذا يكره الأتراك اللاجئين وما سبب ذلك حقيقة؟

رواية الحكومة: المعارضة هي التي تقوم بذلك

تقول الحكومة التركية أن المعارضة هي التي تقوم بهذه السلوكيات المشينة وهي تريد أن تحرج السلطات التركية وتضرب الإقتصاد التركي وتخسر تضامن وتعاطف العرب معها.

حسب مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، فإن هذه السلوكيات شائعة لدى جمهور المعارضة وهذا بسبب قلة الوعي والجهل والعنصرية التي تعلمها هؤلاء في عهد الحكومات المتعاقبة السابقة قبل قدوم العدالة والتنمية إلى السلطة.

واتهم حزب الشعب الجمهوري بأنه واحد من الأحزاب التي نشرت العنصرية والتمييز ضد العرب وغيرهم وتمجيد الأتراك طيلة عقود لهذا فإن هذه العقلية شائعة وحاضرة في تركيا.

وتراهن الحكومة التركية على الجيل الجديد من الشباب الأتراك الذين ينظرون إلى هؤلاء على أنهم اخوتهم في الإنسانية والإسلام.

السبب الإقتصادي وراء كراهية الأتراك للعرب:

رغم أن الكثير من اللاجئين من العراق واليمن وفلسطين ينتقلون إلى تركيا بأموالهم ويشترون عقارات، إلا أن الأتراك ينظرون إلى اللاجئين بنفس النظرة غنيهم وفقيرهم فهم يعتقدون أنهم سبب ارتفاع البطالة وقلة فرص العمل.

في أغسطس 2018 تعرضت الليرة التركية لبداية الإنهيار وتحولت من عملة كانت تساوي 3 ليرات مقابل كل دولار إلى 8.5 ليرات اليوم وهو أدى إلى تبخر أكثر من نصف مدخرات المواطنين الأتراك وارتفعت أسعار المعيشة بالنسبة للمواطنين.

كثير من الأتراك مقتنعون بأن الوضع أسوأ مما توحي به البيانات، وفقًا لاستطلاع حديث يعتقد 83٪ أن معدل التضخم الحقيقي أعلى من المعدل الرسمي.

تعتقد مجموعة أبحاث التضخم، وهي مجموعة مستقلة من الأكاديميين، أنها تقع في منطقة 40٪ على الأقل، يعتمد مؤشر المجموعة الخاص على بيانات الأسعار التي تم جمعها من تجار التجزئة عبر الإنترنت وتحديثها عدة مرات في اليوم، كما يقول فيسيل أولوسوي، الأكاديمي الذي يرأس المشروع.

تتداخل سلة السلع إلى حد كبير، لكنها تستبعد عناصر مثل الكحول والتعليم والصحة، حيث تستطيع الحكومة التحكم في الأسعار، يصر أولوسوي على أن مؤشر الأسعار الخاص به أكثر اتساقًا مع معنويات المستهلك والسوق.

أوضحت أحدث البيانات الرسمية، أن نسبة البطالة خلال يونيو الماضي، استقرت عند 10.6 بالمئة، وأن عدد العاطلين عن العمل بلغ 3 ملايين و399 ألفا.

وتقول تقارير أخرى ان معدل البطالة الحقيقي في تركيا أكبر من هذا بكثير، وأننا نتحدث عن ملايين أخرى من العاطلين إلى جانب ضعف الرواتب التي لم تعد تكفي للحاجيات الأساسية مع انهيار الليرة.

وجهة نظر الأتراك في اللاجئين:

جزء مهم من الشعب التركي خصوصا الغاضبون مما حدث في سوريا والذي شاركت فيه تركيا وساهمت في مسلسل انهيار الجارة العربية، يعتقدون أن السياسات التركية خاطئة، بداية من دعم فصيل في الحرب الأهلية، والتي لم تجلب لتركيا إلا الملايين من اللاجئين وحولت البلد إلى محطة مرور الإرهابيين الذين يقاتلون في سوريا.

وأدى هذا الوضع إلى خسائر اقتصادية لتركيا والأهم إلى خسارة المواطنين للوظائف، خصوصا وأن عددا من الشركات التركية يفضلون توظيف هؤلاء بسبب الأجور الزهيدة التي يقبلون العمل بها.

ولا ننسى أن عدد من اللاجئين والمقيمين العرب أنشئوا مشاريع في مجال الأكل والغذاء تمكنوا من استقطاب شريحة مهمة من المستهلكين وهو ما أغضب التجار الأتراك المتضررين من المنافسة.

كل هؤلاء يرون أنه من الضروري أن يعود اللاجئ السوري إلى بلده، خصوصا مع سيطرة النظام على معظم الأراضي وعود الاستقرار إلى مدن كثيرة وبدء عودة عدد من اللاجئين إلى سوريا من جديد.

إقرأ أيضا:

أزمة حرائق تركيا كشفت أنها دولة فقاعة

أسباب اقبال العرب على شراء العقارات في تركيا

جفاف نهر الفرات ودجلة يكشف خبث تركيا

بيتكوين ما بين الحرب ومنصات النصب في تركيا

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز