من غير المستبعد أن يحدث انسحاب الإمارات من أوبك عام 2023 أو 2024 على أقصى تقدير، وهذا كي تلحق بقطر التي انسحبت من هذه المنظمة والتي تتحكم في سياساتها الإنتاجية مثل الولايات المتحدة وكندا.
قرأنا في الأشهر الماضية عن تقارير عديدة تؤكد وجود خلاف واضح بين أبوظبي ومنظمة أوبك سواء حول حصتها وطموحاتها الإنتاجية وكذلك كونها بلادا ذات علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
وإليك في هذا المقال أسباب انسحاب الإمارات من أوبك ودوافع الخطوة المرتقبة في الأشهر القادمة.
زيادة انتاج النفط لزيادة العائدات من الذهب الأسود
بناء على تواجد في منظمة أوبك لا يُسمح للإمارات سوى بضخ 3 ملايين برميل يوميًا وهو أقل بكثير من قدرتها البالغة 4 ملايين برميل، كما أنه أقل من هدف الإنتاج اليومي البالغ 5 ملايين برميل الذي قدمته شركة بترول أبوظبي الوطنية مؤخرًا حتى عام 2027 من عام 2030.
حاليا تحاول أوبك بقيادة السعودية تحديدا منع زيادة المعروض من النفط للحفاظ على الأسعار مرتفعة ما يخدم مصلحة المملكة التي تعد من كبار المنتجين والتي تحقق هامش ربح كبير من كل برميل تنتجه.
وبالنسبة للإمارات تريد زيادة الإنتاج كي تحقق عائدات أكبر وهي التي تتمتع باقتصاد متنوع، لكنها تحتاج إلى هذه العائدات من أجل تمويل استثماراتها المتنامية وتسرع من نمو اقتصادها وتستغل بشكل قوي الفترات الأخيرة من عصر الذهب الأسود.
زيادة انتاج النفط للحفاظ على أمن الطاقة العالمي
على عكس روسيا التي تحاول استخدام ورقة النفط للضغط على المستهلكين حول العالم وتهديد الأمن العالمي، لا تريد الإمارات أن تسير على هذا النهج.
مع دخول الحظر الأوروبي للنفط الروسي حيز التنفيذ، ورغبتها في التخلص من الوقود الأحفوري الروسي، تريد الإمارات أن يكون لها مكانة مهمة في هذه السوق الكبرى.
كانت الإمارات العربية المتحدة غاضبة من قيود أوبك من قبل في عامي 2020 و 2021 وهي ترغب في زيادة الإنتاج إلى 5 مليون برميل يوميا في السنوات القادمة.
من المفترض أن تعمل التخفيضات الحالية لأوبك على تعويض مخاطر انخفاض أسعار النفط مع دخول الولايات المتحدة وأوروبا في حالة ركود، لكن تراجعات في المزيد من الطلب تهدد بالفعل أسعار النفط.
الإمارات نحو عصر ما بعد النفط
تستضيف دبي مؤتمر المناخ COP28 في نوفمبر القادم، وقد يدفع ذلك الرئيس محمد بن زايد آل نهيان، إلى إعادة النظر في أحد أقدم تحالفات بلاده.
الخروج من أوبك يمكن أن يكون بداية لابتعاد الإمارات عن النفط وهذه الصناعة التي أضرت المناخ والبيئة العالميين بالرغم من الفوائد الاقتصادية الكبيرة لها.
تستثمر الإمارات في مشاريع الطاقة الشمسية والمتجددة، وهي تبحث عن مبادرات تحسن من صورتها عالمية وتفيد بها أيضا عالمنا المضطرب.
الحفاظ على علاقات قوية مع الغرب
تريد الإمارات العربية المتحدة أن تكون على علاقات جيدة مع الغرب، وهي تدرك أن روسيا خسرت حرب أوكرانيا، وهي مسألة وقت فقط قبل أن يصبح الأمر واقعا.
ليس من مصلحة أبوظبي أن تخاطر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي في سبيل موسكو المحاصرة والتي تواجه انتقادات حتى من أقرب حلفائها مثل الصين، حيث الأخيرة تعتبر التهديدات النووية والتهديدات بسلاح الطعام أمرا غير مقبولا ويهدد مصالحها وأمنها.
تستقطب الإمارات مليارات الدولارات من الإستثمارات الغربية وهي تريد الحفاظ على العلاقات مع الطرف الذي يملك التكنولوجيا والشركات الضخمة في العالم والفرص والمعرفة وليس مع بلد لا يختلف كثيرا عن دول الخليج التي قامت ببناء رخاءها على النفط وليس على تكنولوجيا المعلومات أو صناعة حقيقية.
إقرأ أيضا:
تحديد سقف سعر النفط الروسي في صالح الدول الناشئة
ماذا بعد انخفاض حصة النفط بنسبة 50٪ من دخل السعودية والشرق الأوسط؟
تحالف السعودية مع روسيا حليفة ايران مؤقت وهش أيضا
السعودية أكبر رابح في حرب أوكرانيا والخاسر الأكبر هي روسيا
توقعات أسعار النفط 2022 – 2023 بعد خفض الإنتاج
خيارات جو بايدن لمعاقبة السعودية على استخدام سلاح النفط
أسباب خفض إنتاج النفط مليوني برميل يومياً