وافقت الجزائر على عدد من شروط دول الخليج ومصر والأردن والمغرب لعقد القمة العربية، فقد هددت تلك الدول بإفشال القمة إذا غاب المغرب أو حضرت سوريا، ورغم ذلك فإن الخلافات الجزائرية مع محيطها كثيرة ومعقدة.
تخالف الجزائر الإجماع العربي في عدد من القضايا منها قضية الصحراء المغربية وكذلك العلاقة مع روسيا والقضية السورية والعلاقة مع ايران.
خلافات الجزائر مع المغرب
تدعم الجزائر انفصال الصحراء عن المغرب وتقزيم المملكة المغربة منذ عقود طويلة، وتقول السلطات الجزائرية أن القضية هي مسألة تصفية استعمار.
ويسيطر المغرب على 80 في المئة من الصحراء وأنفق مليارات الدولارات على التنمية الاقتصادية وبناء المدن في المنطقة فيما تحتفظ الجزائر بمخيمات البوليساريو في تندوف.
بدون حل هذا الخلاف لا يمكن فتح الحدود بين البلدين ولا يمكن انشاء اتحاد المغرب الكبير ولا التأسيس لاتحاد دول شمال أفريقيا الذي سيضم مصر.
التنافس بين البلدين هو أمر طبيعي، لكن يمكنهما تحقيق التكامل على الطريقة الفرنسية الألمانية في الإتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى ترفض الجزائر قيام المغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وهي الخطوة التي زادت الطين بلة للعلاقات بين البلدين، فيما تتهم الرباط جارتها الشرقية بإدخال ايران إلى شمال أفريقيا مع وجود أدلة متزايدة على تدريب البوليساريو من قبل خبراء إيرانيين وهذا منذ 2018 على الأقل.
خلافات الجزائر مع مصر
تتزايد الخلافات بين البلدين، إذ ترفض الجزائر تطبيع العلاقات مع إسرائيل والتوجه العربي إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع تل أبيب.
ويعد التقارب الجزائري التونسي تهديدا للأمن القومي المصري حيث يعزز من نفوذ الجزائر في ليبيا حيث هناك خلافات بين البلدين في وجهات النظر والأطراف التي يدعمها كل واحد منهما.
لكن الخلاف بينهما يكبر أكثر خصوصا في ملف سد النهضة، حيث هناك أدلة متزايدة على أن الجزائر تدعم اثيوبيا وأصبح التقارب الإثيوبي الجزائري واضحا خصوصا من خلال دعوة رئيسة اثيوبيا إلى حضور احتفالات عيد الإستقلال الجزائري وتجاهلت دعوة مصر.
من جهة أخرى لا تريد القاهرة أي وجود إيراني في ليبيا أو الساحل أو شمال أفريقيا بشكل عام، لأن ذلك سيعني ظهور مليشيات تقوض سيادة الدول والأمن القومي لدول المنطقة.
خلافات الجزائر مع دول الخليج العربي
تدعم دول الخليج العربي كلها بشكل واضح مغربية الصحراء وترى أن الجزائر هي الدولة المعتدية في هذه القضية إذ تثير هذا الخلاف لتمزيق جسد الأمة العربية والإسلامية.
كما أن قطر والسعودية تحديدا لا تعترفان بشرعية النظام السوري، ولا تريدان دعوة سوريا حاليا إلى القمة العربية أو عودتها إلى الجامعة العربية وهذا عكس وجهة نظر الجزائر التي تريد الإعتراف بشرعية النظام السوري ودعمه أيضا.
ومع تزايد الأدلة التي تؤكد التقارب الجزائري الإيراني تتزايد الهوة بين الخليج العربي والقيادة الجزائرية أكثر والخلافات بين الطرفين.
خلافات الجزائر مع الأردن
لدى المملكة الهامشية نفس مواقف المغرب ودول الخليج العربي ومصر في عدد من الملفات وهناك تطابق واضح في وجهات النظر.
وهذا يجعل الجزائر بالنسبة للأردن دولة مخالفة وتقف على الخط المقابل لها في عدد من الملفات المهمة بالسياسة الخارجية الأردنية.
تقف الأردن ضد تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة وهو الذي يهددها إذ تشترك الحدود مع سوريا حيث تنتشر الميلشيات الإيرانية.
الجزائر معزولة عربيا
لدى الدولة الواقعة في شمال أفريقيا العديد من الخيارات التي ذهبت فيها بعيدا والتي تهدد النسيج العربي، فهي ورغم دفاعها على الصين الواحدة تؤيد الإنفصال في المغرب، ورغم انتقادها التطبيع مع إسرائيل تتقارب مع ايران التي لم تخفي أنه لديها أطماع في الدول العربية والتي تتواجد بقوة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وهي الدول التي تحولت إلى خراب وتورطت في صراع إقليمي ودولي خطير.
ولا يريد العرب أيضا التورط في الصراع الأمريكي الروسي، لكن الجزائر تتصرف وكأننا في عصر الحرب الباردة، عندما اختارت أن تكون إلى جانب الجانب الخاسر.
تعد القمة العربية فرصة من أجل أن تعيد الخارجية الجزائرية حساباتها وتنظر في عدد من مواقفها وتلعب دورا إيجابيا خصوصا في شمال أفريقيا.
إقرأ أيضا:
الجزائر من أكبر دول انتاج القنب الهندي والمغرب ثانيا
استسلام الجزائر أمام إصرار اسبانيا على مغربية الصحراء
قصة انبوب الغاز الجزائر اسبانيا ميدغاز
أخطاء الجزائر المعزولة: ضد اتفاقيات إبراهيم ومع روسيا ضد أوروبا
تنافس المغرب والجزائر حول غاز نيجيريا مكسب للجميع
هكذا سيموت مشروع الغاز الجزائري النيجيري