أحدث المقالات

إيقاف الحرب بين الهند وباكستان يُفشل خطة الصين الشيطانية

إن ايقاف الحرب بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية يشكل...

الأدب الإباحي ودوره في تطور الأفلام الإباحية

الأفلام والمسلسلات والأغاني والأناشيد هي نصوص في الأصل، نصوص...

فيديو فضيحة صفاء سلطان وكل التفاصيل المهمة!

تعتبر الفنانة الأردنية صفاء سلطان واحدة من أبرز نجمات...

وصول الذكاء الإصطناعي AI Overview إلى جوجل العربي

بعد عام من إطلاق ميزة AI Overview التي تقدم...

كيف حول المتداول ريتشارد دينيس 1600 دولار إلى 200 مليون دولار؟

تُعد قصة ريتشارد دينيس واحدة من أكثر القصص إلهامًا...

حماس أطلقت طوفان الأقصى فغرقت غزة ونهضت إسرائيل

حماس أطلقت طوفان الأقصى فغرقت غزة ونهضت إسرائيل

في خضم الصراعات التي تعصف بالشرق الأوسط، برزت إسرائيل كقوة لا تُضاهى، تتحكم بمصائر المنطقة وتُملي إرادتها على أعدائها دون وجل أو تردد.

هذا التحول الدراماتيكي في ميزان القوى لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتيجة مباشرة لما يمكن وصفه بالخطأ الاستراتيجي الكارثي الذي ارتكبته حركة حماس بإشعالها حرب غزة.

لقد قدم طوفان الأقصى، بكل ما يحمله من دمار وفوضى، هدية غير متوقعة لإسرائيل، جعلتها اليوم القوة الأعظم في المنطقة، والشكر كل الشكر لمن أطلقوا هذه الشرارة بحماقتهم.

لم تكن إسرائيل يومًا دولة تتردد في استخدام قوتها، لكن الحرب الأخيرة في غزة منحتها ما يشبه الضوء الأخضر لتوسيع نطاق عملياتها العسكرية بلا حدود.

اليوم، نرى الطائرات الإسرائيلية تقصف أهدافًا في سوريا بدقة متناهية، ونشهد عملياتها الجريئة في العراق واليمن، بل وحتى في إيران، التي طالما اعتبرت نفسها منيعة.

في لبنان، تُحلّق المسيّرات الإسرائيلية فوق رؤوس المقاومة، تُراقب وتضرب دون أن تجد من يردعها، هذا التمدد غير المسبوق للنفوذ الإسرائيلي ليس مجرد استعراض عضلي، بل هو إعلان صريح عن قواعد جديدة للعبة الإقليمية، قواعد كتبتها إسرائيل وحدها.

ما حدث في غزة لم يكن مجرد نزاع محلي، بل كان نقطة تحول جيوسياسية، حركة حماس بحساباتها الخاطئة، ظنت أن إشعال الحرب سيُضعف إسرائيل أو يُربكها، لكن ما حدث كان العكس تمامًا.

لقد منحت هذه الحرب إسرائيل الذريعة المثالية لتصفية حساباتها مع خصومها، ليس فقط في غزة، بل في كل زاوية من زوايا الشرق الأوسط.

الضربات الإسرائيلية المتتالية على أهداف تابعة لإيران وحلفائها في المنطقة ليست سوى دليل على أن إسرائيل لم تعد تخشى المواجهة المباشرة، بل إنها تسعى إليها بنشوة القوة.

وقد وصل بها الأمر لمواجهة تركيا التي أرادت أن يكون لها نفوذ عسكري في سوريا وتملأ الفراغ الذي تركته روسيا وإيران اللتان خسرتا الميدان السوري.

ويحاول نظام أحمد الشرع لملمة سوريا من خلال تصفية المعارضين واضطهاد العلويين والدروز وتطبيق الشريعة، بالتوازي مع تلقيه الدعم الإقليمي والأوروبي رغم حذر دول كثيرة ومنها الولايات المتحدة ومصر والمغرب والجزائر والصين.

تؤكد إسرائيل على أن المساس بالدروز في سوريا سيؤدي إلى تصفية النظام السوري الجديد نهائيا، خط أحمر أوضحته الغارات السورية التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي على محيط القصر الرئاسي في دمشق في أولى ساعات صباح اليوم.

إن السخرية الكبرى تكمن في أن هذا التمكين الإسرائيلي لم يكن ليحدث لولا طوفان الأقصى، بدلاً من أن تُسفر الحرب عن تقوية المقاومة، كما كان يُروّج، أدت إلى تقوية إسرائيل وتوسيع هيمنتها.

اليوم، بينما تتفكك أوصال غزة تحت وطأة الدمار، تقف إسرائيل شامخة، تُحلّق فوق المنطقة كطائر جارح لا يُردعه شيء، لقد أصبحت إسرائيل، بفضل هذه الحرب لاعبًا لا يُقهر، يضرب أعداءه في عقر دارهم دون أن يرف له جفن.

فقد تمكنت من كسر حزب الله واسقاط الأسد في سوريا وأضعفت إيران بصورة مذهلة وهي تواجه الحوثي الذي يواجه مصيرا مشابها للمحور الإيراني المنهزم.

ولا شك أن هناك أمل في التفوق الإسرائيلي اليوم بالمنطقة سيقضي على الأعداء الذين يريدون إبادة اليهود والمخالفين وبالتالي ستبقى هناك إسرائيل والدول العربية والمسلمين الذين يعترفون بإسرائيل دولة طبيعية في الشرق الأوسط وليست دخيلا كما حاولت إيران وأبواقها والإسلاميين وحتى اليساريين الترويج كل السنوات الماضية.

ما يحدث يمكن أن يجعل رؤيتنا للشرق الأوسط الجديد تتحقق، دول عربية مستقرة بلا ميليشيات إيرانية أو اخوان تركيا ودولة إسرائيل بجانب دولة لفلسطين أو حكم ذاتي للفلسطينيين في الداخل الإسرائيلي.

ما فعلته حماس كان كارثيا ولا يمكن أن نرى نصرا في حماقة قتل أكثر من 1000 مواطن وسياح من دول وخلفيات متنوعة في ساعات قليلة، كانت نوايا حماس واضحة بأنها أرادت نحر إسرائيل لكن الدولة العبرية المصدومة حينها بسبب تلك الضربة النوعية استيقظت سريعا وغيرت موازين القوى لصالحها.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)