فقدت بورصة المغرب 19% من قيمتها السوقية خلال 2022 متراجعة إلى 561 مليار درهم (55 مليار دولار)، لكنها لا تزال ثاني أكبر أسواق المال الأفريقية تليها المصرية فيما البورصة الجزائرية ليست ضمن الـ 14 الكبار.
وكانت أسباب تراجع سوق الدار البيضاء المالية التي خسرت أكثر من 12 مليار دولار في 2022، وهي “تباطؤ النمو الاقتصادي، وموسم الجفاف، وتداعيات الحرب في أوكرانيا، والارتفاع الكبير في التضخم، وقرارات رفع سعر الفائدة الرئيسي من قِبل البنك المركزي”.
القيمة السوقية للشركات في بورصة المغرب
أغلقت تداولات بورصة الدار البيضاء على 561 مليار درهم (55 مليار دولار) بنهاية 2022، وكانت القيمة لهذه السوق قد وصلت إلى 67 مليار دولار في افتتاح العام الصعب.
استفادت البورصة المغربية من سعر الفائدة المتدنية ومعدلات التضخم القليلة في السنوات الماضية، إضافة إلى طرح المزيد من الشركات المغربية من القطاع العام في السوق المالي.
واستطاعت البورصة المغربية أن يكون لها المركز الثاني منذ عدة سنوات متفوقة على البورصة المصرية التي تأتي في المركز الثالث.
وخلال 2019 كانت القيمة السوقية لبورصة الدار البيضاء تتجاوز الـ 60 مليار دولار إلى 61 مليار دولار تقريبا وهي تأتي بعد بورصة جنوب أفريقيا التي تقدر قيمتها السوقية بحوالي 899 مليار دولار.
كيف كان أداء بورصة المغرب خلال 2022
ويفضل المستثمرين شراء سندات الخزينة التي أتاحت عوائد أفضل ومخاطر أقل على حساب الأسهم في عام تضرر فيه القطاع الزراعي الذي يعد من أهم القطاعات في المغرب.
ورغم المؤشرات السلبية في البلاد تجاوزت صادرات المنتجات الغذائية الفلاحية والبحرية عتبة 80 مليار درهم (7.8 مليار دولار في 2022) لأول مرة، بزيادة 20% على أساس سنوي واستفادت الصناعات التصديرية من التضخم العالمي الذي يوفر لها البيع بسعر أعلى من السعر المحلي.
سجلت أسهم 57 شركة، من أصل 75 سهماً مدرجة في بورصة الدار البيضاء، أداءً سلبياً، وكان الانخفاض الأقوى من نصيب “البنك المغربي للتجارة والصناعة” (BMCI)، حيث هوى سعر سهمه بـ45.2% إلى 354 درهماً.
من جهة أخرى شهد سهم شركة “مناجم” (MANAGEM) الصعود الأقوى، حيث بلغ سعراً غير مسبوق عند مستوى 2598 درهماً بارتفاع 61.2% على أساس سنوي، بفضل استفادته من نمو أسعار المعادن وزيادة إنتاج الشركة إضافة إلى تراجع الدرهم المغربي مقابل الدولار.
بورصة الجزائر الضعيفة والصغيرة
جاءت بورصة مصر في المرتبة الثالثة 41.35 مليار دولار 2020، بعد أن وصلت إلى 139.27 مليار دولار أمريكي في عام 2007، ومن جهة أخرى جاءت في المرتبة الرابعة نيجيريا بسوق أسهم قيمته 39.5 مليار دولار.
ثم هناك كينيا بقيمة سوقية 22.7 مليار دولار ثم غانا بقيمة سوقية قدرها 10.7 مليار دولار، ثم بورصة موريشيوس بقيمة سوقية قدرها 9.6 مليار دولار.
وتأتي في المرتبة الثامنة بورصة تونس 8.4 مليار دولار وهي ثالثة أكبر بورصة في شمال أفريقيا وهذا خلال عام 2019.
لكن الملاحظ هو أن البورصة الجزائرية غير موجودة ضمن الـ 14 الكبار سواء في عام 2019 ولا حتى بنهاية 2022، إذ تصل قيمتها السوقية إلى 500 مليون دولار أو 0.5 مليار دولار.
لا ينبغي أن نتفاجأ لأن حجم البورصة الجزائرية لا يتعدى 0.5 مليار دولار في الوقت الذي تصل فيه قيمة نظيرتها المغربية إلى 55 مليار دولار.
حجم البورصة الجزائرية تكشف لنا الحالة المزرية لشبه القطاع الخاص، وهي دولة اشتراكية بعملة ضعيفة يتم طباعتها بدون غطاء، ورغم أنها دولة تصدر النفط والغاز إلا أن الجيش الجزائري الذي يسيطر على نظام الحكم يدير هذا البلد على أنه سجن عسكري كبير.
إقرأ أيضا:
لماذا بورصة الجزائر صغيرة ومن أسوأ البورصات العربية؟
مقارنة بين نظام المقاول الذاتي في المغرب والجزائر
الجزائر من أكبر دول انتاج القنب الهندي والمغرب ثانيا
تنافس المغرب والجزائر حول غاز نيجيريا مكسب للجميع
حرب الجزائر ضد اسبانيا والمغرب يحولها إلى فنزويلا المعزولة
ديون الجزائر 2022: مقارنة مع المغرب والدول العربية
سباق التسلح بين المغرب والجزائر يكلف 140 مليار دولار