أحدث المقالات

إيقاف الحرب بين الهند وباكستان يُفشل خطة الصين الشيطانية

إن ايقاف الحرب بين الهند وباكستان بوساطة أمريكية يشكل...

الأدب الإباحي ودوره في تطور الأفلام الإباحية

الأفلام والمسلسلات والأغاني والأناشيد هي نصوص في الأصل، نصوص...

فيديو فضيحة صفاء سلطان وكل التفاصيل المهمة!

تعتبر الفنانة الأردنية صفاء سلطان واحدة من أبرز نجمات...

وصول الذكاء الإصطناعي AI Overview إلى جوجل العربي

بعد عام من إطلاق ميزة AI Overview التي تقدم...

كيف حول المتداول ريتشارد دينيس 1600 دولار إلى 200 مليون دولار؟

تُعد قصة ريتشارد دينيس واحدة من أكثر القصص إلهامًا...

الغزو الإسرائيلي لسوريا طبيعي مثل الغزو الروسي لأوكرانيا

الغزو الإسرائيلي لسوريا طبيعي مثل الغزو الروسي لأوكرانيا

بدأ الغزو الإسرائيلي لسوريا مباشرة بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، وبينما تؤكد تل أبيب أنها ليست بصدد احتلال الأراضي السورية إلا أن روايتها تستند إلى منطق بوتين في الغزو الروسي لأوكرانيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدافع عن غزو أوكرانيا بحجة أن روسيا كانت تسعى إلى حماية مواطنيها الأقليات الروسية ومنع توسع الناتو نحو حدودها الشرقية، وهو ما يعتبره الكرملين تهديداً مباشرًا لأمنها القومي، لكن إذا تمعّنّا في هذه الحجج، هل يمكن أن نجد تشابهاً بين هذا المنطق وبين الادعاءات الإسرائيلية المتعلقة بغزو جنوب سوريا؟

منطق الغزو الروسي لأوكرانيا

وفقًا لبوتين، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا يهدف إلى “إعادة بناء الأمن القومي الروسي” وحماية المواطنين الروس في المناطق الناطقة بالروسية مثل دونباس.

وقد استندت موسكو إلى تاريخ طويل من العلاقات الثقافية والسياسية مع أوكرانيا لتبرير تدخلها العسكري، حيث كانت أوروبا ضمن الدول التي احتلتها روسيا وكانت ضمن الإتحاد السوفيتي.

اليوم وبينما يتطلع الشعب الأوكراني إلى الديمقراطية وهي بالفعل ديمقراطية ناشئة، ويريد الشعب الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي تتدخل روسيا في شؤونهم وتعتبر مصيرهم من مصيرها.

وهي ترفض التواجد الغربي في أوكرانيا لأن الأخيرة هي جزء من التاريخ الروسي، مع العلم أن أوكرانيا هي أصل روسيا وليس العكس.

تدّعي أن توسع الناتو شرقًا يمثل تهديدًا وجوديًا لها، وتعتبر أوكرانيا خطًا أحمر لأن انضمامها إلى الناتو سيجعل القوات الغربية على حدودها المباشرة، مع ذلك، لم يكن هناك أي تهديد عسكري فوري من أوكرانيا لروسيا، بل كان الأمر يتعلق بسيادة أوكرانيا على قرارها السياسي.

بوتين استغل وجود أقلية ناطقة بالروسية في دونباس كذريعة للتدخل، رغم أن العديد منهم لم يطلبوا الحماية الروسية ولم تكن هناك إبادة جماعية كما ادعت موسكو.

المقارنة مع مواقف روسيا تجاه الأقليات داخلها (مثل الشيشان والتتار) تُظهر تناقضها في مسألة حقوق الأقليات حيث اضطهدت تلك الأقليات ومنها المسلمين.

روسيا تدّعي أن أوكرانيا جزء من تاريخها، لكنها تتجاهل أن أوكرانيا كانت كيانًا مستقلاً قبل أن تخضع للقياصرة الروس، كما أنها سعت للاستقلال مرارًا خلال القرون الماضية.

كما أن كييف كانت عاصمة الدولة الكييفية (كييف روس)، التي يُنظر إليها على أنها أصل كل من روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا، لكن هذا لا يمنح موسكو حق السيطرة عليها اليوم.

منطق الغزو الإسرائيلي لجنوب سوريا

ولكن، إذا أخذنا نفس المنطق وطبقناه على إسرائيل، فإن الدولة العبرية قد قامت بنفس الخطوة في جنوب سوريا تحت مسمى “حماية الأمن القومي”.

إسرائيل تدعي منذ سنوات أن وجود الجماعات المسلحة، وخاصة تلك المرتبطة بإيران مثل حزب الله، في جنوب سوريا يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، وقد شنت هجمات متكررة ضد مواقع عسكرية ومطارات داخل الأراضي السورية بهدف منع ترسانة أسلحة متقدمة من الوصول إلى أيدي هذه الجماعات.

بل إن إسرائيل ذهبت أبعد من ذلك، حيث أعلنت بشكل صريح أنها لن تقبل بأي اتفاق سياسي يسمح لإيران بالبقاء في سوريا، وهي ترفض أن يتحول جنوب سوريا إلى جنوب لبنان أخرى.

تمامًا كما تبرر روسيا غزوها لأوكرانيا بحماية أمنها القومي وحقوق الناطقين بالروسية، فإن إسرائيل تتبنى منطقًا مشابهًا في تدخلها العسكري واحتلالها لمناطق في جنوب سوريا.

بناءً على هذا المنطق، تقوم إسرائيل بعمليات عسكرية مستمرة داخل سوريا، وتحتل أراضي مثل الجولان منذ عام 1967 وتعمل على ترسيخ وجودها هناك.

روسيا ترفض أي نفوذ غربي في أوكرانيا، وتعتبر أن كييف جزء من محيطها الجيوسياسي، وهي الحجة نفسها التي تستخدمها إسرائيل لتبرير عملياتها ضد أي نفوذ إيراني في سوريا.

إسرائيل تقول إنها لا تستطيع السماح لسوريا بأن تصبح “قاعدة إيرانية”، بينما روسيا تدّعي أنها لا تستطيع السماح بأن تصبح أوكرانيا قاعدة غربية.

روسيا ترى أوكرانيا كجزء من تاريخها القديم، رغم أنها دولة مستقلة ذات سيادة. وبالمثل، فإن إسرائيل تدّعي ارتباطها التاريخي بأراضي سوريا الكبرى، وتعتبر أن أمنها يستدعي التدخل المستمر هناك.

ماذا يقول القانون الدولي عن الغزو الروسي الإسرائيلي؟

القانون الدولي واضح فيما يتعلق بسيادة الدول وعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وفي حالتي الغزو الروسي لأوكرانيا والتدخل الإسرائيلي في جنوب سوريا، هناك انتهاكات قانونية متشابهة، رغم التبريرات المختلفة.

يستند القانون الدولي إلى ميثاق الأمم المتحدة، المادة 2(4)، التي تنص على: “يمتنع جميع الأعضاء في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة…”

كما أن المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة تتيح استخدام القوة فقط في حالة الدفاع عن النفس ضد هجوم مسلح قائم، وبشرط إبلاغ مجلس الأمن.

إسرائيل تدّعي الدفاع عن نفسها ضد إيران في سوريا، لكنها تتدخل دون تفويض دولي، ما يعني أن ضرباتها لا تتوافق مع المادة 51.

روسيا تدّعي الدفاع عن نفسها ضد الناتو، لكن أوكرانيا لم تهاجمها أولًا، مما يجعل الغزو غير مشروع، إنه انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)