أصبح التعاون العسكري بين المغرب واثيوبيا رسميا بعد اجتماع رفيع بين مسؤولين عسكريين في شهر أغسطس تحث رعاية الملك محمد السادس.
تعكس التطورات الأخيرة في التعاون العسكري بين إثيوبيا والمغرب تعزيز العلاقات بهدف تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين.
تطورات التعاون العسكري بين المغرب واثيوبيا
في 15 يوليو 2024، التقى وفد عسكري مغربي بقيادة اللواء عزيز إدريسي بالمشير برهانو جولا، رئيس أركان قوات الدفاع الوطني الإثيوبية.
ركز هذا الاجتماع على إحياء العلاقات العسكرية واستكشاف فرص التعاون في مجال السلام والأمن، وأكد الجانبان على الروابط التاريخية بين البلدين وأعربا عن تفاؤلهما بشأن التعاون المستقبلي.
في أعقاب الاجتماع الأول، زار المشير برهانو جولا المغرب في الفترة من 25 إلى 29 أغسطس 2024، وخلال هذه الزيارة، التقى بالوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني المغربي، عبد اللطيف لوديي، لمناقشة الحالة الحالية للتعاون العسكري وسبل تعزيزه بشكل أكبر.
وشملت المناقشات توسيع التعاون في مجالات أخرى ذات اهتمام مشترك، مما يعكس الالتزام بتعميق العلاقات الثنائية.
يعد الاجتماع الذي حدث في أواخر أغسطس أكثر أهمية وحظي باهتمام اعلامي أكبر، خصوصا وأنه جمع أعلى القيادات في الجيشين واستمر لعدة أيام.
مجالات التعاون العسكري بين المغرب واثيوبيا
تعمل الدولتان على تعزيز علاقاتهما في مجال التعليم والتدريب العسكري، ويشمل ذلك تبادل الخبرات والتجارب لرفع مستوى تعاونهما العسكري إلى مستوى أعلى.
وتضمنت زيارة الوفد المغربي إلى إثيوبيا مناقشات حول مؤسسات التدريب العسكري، مما يسلط الضوء على الالتزام بالتنمية المتبادلة في هذا المجال.
تطورت العلاقة بين إثيوبيا والمغرب إلى شراكة استراتيجية، مدعومة بطموح مشترك للمساهمة في استقرار وتنمية القارة الأفريقية.
وتتجذر هذه الشراكة في تاريخ غني، مع معالم مهمة مثل زيارة الملك محمد السادس لإثيوبيا في عام 2016، والتي شكلت نقطة تحول في العلاقات الثنائية.
تركز إثيوبيا والمغرب على عدة مجالات محددة للتعاون العسكري في سعيهما إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية. وتشمل المجالات الرئيسية:
التعليم والتدريب العسكري
يعمل كلا البلدين على تعزيز تعاونهما في التعليم والتدريب العسكري، ويتضمن ذلك تبادل الخبرات والمهارات من مؤسساتهما العسكرية.
وقد سهلت الزيارات الأخيرة التي قامت بها الوفود العسكرية المغربية إلى الكليات الدفاعية الإثيوبية المناقشات حول الارتقاء بالعلاقات القائمة في هذا المجال، مع التركيز بشكل خاص على تطوير العلوم والفنون العسكرية الدولية.
التعاون في مجال الدفاع والأمن
تلتزم الدولتان بتعميق تعاونهما في مسائل الدفاع والأمن، وقد أكدت الاجتماعات رفيعة المستوى على أهمية العمل معًا في مهام حفظ السلام والمبادرات الأمنية الأخرى.
وقد أعرب الجانبان عن رغبتهما في إبرام اتفاقية دفاع رسمية لتعزيز شراكتهما في معالجة تحديات الأمن الإقليمي.
المبادرات المشتركة والاستقرار الإقليمي
تركز إثيوبيا والمغرب أيضًا على المبادرات المشتركة التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وقد شملت المناقشات استراتيجيات للجهود التعاونية لمعالجة التهديدات الأمنية المشتركة وتعزيز قدرات حفظ السلام، وهذا يعكس طموحهما المشترك للمساهمة بشكل فعال في استقرار القارة الأفريقية
كيف سيؤثر هذا التعاون العسكري على مشاركتهم المشتركة في الشؤون السياسية الأفريقية؟
ومن المتوقع أن يؤثر التعاون العسكري بين إثيوبيا والمغرب بشكل كبير على مشاركتهما المشتركة في الشؤون السياسية الأفريقية بعدة طرق:
تعزيز العلاقات الدبلوماسية
من المرجح أن تعزز الشراكة العسكرية العلاقات الدبلوماسية بين إثيوبيا والمغرب، مما يمكنهم من تقديم جبهة موحدة بشأن مختلف القضايا الإقليمية.
يمكن لهذه الوحدة أن تعزز نفوذهما في مناقشات ومبادرات الاتحاد الأفريقي، حيث يتمتع كلا البلدين بتاريخ في دعم مواقف بعضهما البعض بشأن المسائل السياسية.
قد يؤدي تعاونهما إلى نهج أكثر تنسيقًا في معالجة التحديات مثل التهديدات الأمنية وعدم الاستقرار السياسي في جميع أنحاء القارة.
مبادرات الأمن الإقليمي المعززة
من خلال التعاون في التدريب العسكري والدعم العملياتي، يمكن لإثيوبيا والمغرب المساهمة بشكل أكثر فعالية في بعثات حفظ السلام التي يقودها الاتحاد الأفريقي والمبادرات الأمنية.
قد تسمح قدراتهما العسكرية المشتركة لهما بتولي أدوار أكبر في حل النزاعات وجهود الاستقرار في المناطق التي تواجه الاضطرابات، مثل القرن الأفريقي والساحل.
يمكن لهذا الموقف الاستباقي أن يعزز سمعتهما كلاعبين رئيسيين في الشؤون الأمنية الأفريقية، مما قد يؤدي إلى زيادة النفوذ السياسي داخل الاتحاد الأفريقي
التأثير على التكامل السياسي الأفريقي
إن التعاون العسكري المتعمق قد يسهل أيضًا اتباع نهج أكثر تكاملاً للشؤون السياسية الأفريقية، فمع انخراط الدولتين في التدريبات العسكرية المشتركة وبرامج التدريب، يمكنهما تبادل أفضل الممارسات والاستراتيجيات التي تعزز الاستقرار والحكم.
ويمكن أن يدعم هذا التبادل للمعرفة الجهود الأوسع نحو التكامل السياسي داخل الاتحاد الأفريقي، بما يتماشى مع تطلعات القارة إلى مزيد من الوحدة والتعاون في معالجة التحديات المشتركة.
مواجهة التأثيرات الخارجية
مع تزايد المصالح الجيوسياسية من القوى الخارجية مثل الصين وروسيا في أفريقيا، يمكن للشراكة العسكرية القوية بين إثيوبيا والمغرب أن تعمل كقوة موازنة.
ومن خلال تقديم استراتيجية متماسكة بشأن المسائل الأمنية والسياسية، يمكنهما تأكيد نفوذهما ضد التدخلات الخارجية التي قد لا تتوافق مع المصالح الأفريقية، ويمكن لهذا التعاون أن يعزز الشعور بالوكالة بين الدول الأفريقية في تحديد مستقبلها السياسي.
هل التعاون العسكري بين المغرب واثيوبيا موجه ضد دولة محددة؟
لدى إثيوبيا والمغرب تاريخ في دعم بعضهما البعض في الشؤون السياسية الأفريقية، مما يشير إلى أن تعاونهما العسكري يتماشى مع تعزيز الوحدة الأفريقية ومعالجة القضايا القارية بدلاً من معارضة أي دولة بمفردها.
وقد أبرزت الاجتماعات والتبادلات بين المسؤولين العسكريين من كلا البلدين أهمية تبادل الخبرات في مجال التدريب والتعليم العسكري.
ويُنظر إلى هذا التعاون باعتباره أساسًا لإنشاء اتفاقية دفاعية تعزز قدراتهما الجماعية في معالجة التحديات الأمنية المختلفة في جميع أنحاء أفريقيا.
ويمكن أن يؤسس التعاون لسحب اعتراف أديس أبابا بالدولة الوهمية الصحراوية التي تتواجد على الأراضي الجزائرية وتطالب بالصحراء المغربية.
من جهة أخرى هذا ليس تحالفا يتطلب من أحد البلدين التدخل ومساعدة الآخر في أي حرب يتورط بها، إنه تعاون عسكري يتم عادة بين الدول دون أن يكون بينها إلتزام دفاعي.
إقرأ أيضا:
مميزات قمر التجسس الإسرائيلي Ofek-13 وأهميته لمخابرات المغرب
كيف يهدد تعويم الجنيه المصري اقتصاد المغرب؟
ماذا يفعل الجيش المصري في الصومال ولصالح من سيقاتل؟
خفايا وأسرار اتفاق اثيوبيا وأرض الصومال وأهمية الميناء الإثيوبي
أهمية جيبوتي وكيف تحولت إلى بلد القواعد العسكرية الأجنبية
لماذا لا تريد مصر ضرب سد النهضة حتى الآن؟
روسيا تدعم اثيوبيا لبناء قاعدة عسكرية بحرية لمواجهة مصر
قصة الثورة الإقتصادية في اثيوبيا في عهد الزعيم أبي احمد