قبل سنوات قليلة قرر المغرب اعتماد التوقيت الصيفي على مدار السنة باستثناء شهر رمضان في خطوة ذكية، والآن يريد مشرعون أمريكيون اعتماد هذا التوقيت بشكل دائم، وتدرس دول عديدة مثل مصر والإتحاد الأوروبي والبرازيل زيادة الساعة بشكل دائم.
وصوّت مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع في 15 مارس 2022 لإقرار تشريع يجعل التوقيت الصيفي دائمًا، وينهي دورة تغيير الساعات بساعة مرتين في العام، لكن مشروع القانون فشل في إخراجها من مجلس النواب، أعاد السناتور ماركو روبيو، جمهوري فلوريدا تقديم مشروع القانون في مارس 2023.
إذا أقر الكونغرس مشروع القانون ووقع عليه الرئيس بايدن فسيستغرق تنفيذ القانون الجديد حوالي عام، وهي خطوة مهمة ستجعل البلاد تسير على خطى المغرب في هذا الشأن.
سيؤدي التغيير إلى نقل غالبية الولايات المتحدة باستثناء أريزونا وهاواي وبعض الأقاليم الأمريكية إلى التوقيت الصيفي، والذي يمنح الناس ساعة إضافية من ضوء الشمس في فترة ما بعد الظهر، على مدار الوقت القياسي والذي يوفر المزيد من أيام الإضاءة المبكرة.
جربت الولايات المتحدة اعتماد التوقيت الصيفي في عام 1973 لكنها عادت إلى الوراء بعد عامين، الآن إذا وافق مجلس النواب على تبني التشريع ووقع عليه الرئيس جو بايدن فسيصبح التغيير دائمًا.
تم اعتماد التوقيت الصيفي لأول مرة في أوروبا خلال الحرب العالمية الأولى كوسيلة للحفاظ على الطاقة، عن طريق دفع أنشطة الاستيقاظ إلى أكبر عدد ممكن من ساعات النهار وتقليل الحاجة إلى الكهرباء والغاز لإضاءة المنازل وتدفئتها، سرعان ما حذت الولايات المتحدة حذوها ، حيث كلفت لجنة التجارة بين الولايات (ICC) بالإشراف على تغيير الوقت “للمساعدة في المجهود الحربي”.
بين يناير 1974 وأبريل 1975، اعتمدت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي على مدار العام لمكافحة أزمة الطاقة، وفي عام 2005 أصدر الكونجرس قانونًا يمدد التوقيت الصيفي لمدة شهر لإبقاء تكاليف الطاقة منخفضة.
أظهرت دراسة أجراها معهد بروكينغز أن التوقيت الصيفي يقلل من السرقات، والتي تميل إلى الحدوث أكثر تحت جنح الظلام، مع مزيد من الضوء في وقت مبكر من المساء عندما يعود الناس إلى منازلهم من العمل من المحتمل أن تكون هناك تهديدات أقل.
وعلى كل حال فإن مخترع التوقيت الصيفي هو ويليام ويليت، وهو رجل بريطاني كان يعتقد أن المواطنين سيستمتعون بمزيد من ضوء الشمس في فصلي الربيع والصيف، كتب كتيبًا بعنوان “The Waste of Daylight” قدم مفهوم إعادة توجيه الساعات لمدة 80 دقيقة من أبريل إلى أكتوبر، توفي عام 1915 قبل أن ترى الفكرة تطبيقا حقيقيا.
أصبحت ألمانيا أول من اعتنق هذه الممارسة في أبريل 1916 للحفاظ على الكهرباء، تبعتها المملكة المتحدة بعد فترة وجيزة والتي طبقتها.
اليوم، تتبع 48 ولاية التوقيت الصيفي، هاواي وأريزونا هما الإستثناء، ومع ذلك يعتقد الكثيرون أن التوقيت الصيفي يجب أن يكون دائمًا طوال العام لأغراض الصحة العقلية ولتعزيز النشاط الاقتصادي.
ويعد المغرب أبرز دولة تعتمد التوقيت الصيفي على مدار السنة باستثناء رمضان، وقد استفاد من ذلك حيث قلص بشكل ملحوظ استهلك الكهرباء، وتجنب أزمات الطاقة والأهم بالنسبة له أنه اعتمد وقتا مقاربا لأوقات أسواق غرب أوروبا وعلى رأسها فرنسا التي تملك شركاتها العشرات من المصانع للإنتاج في المملكة.
وفي حال اعتمدت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي بشكل دائم، فمن غير المتوقع أن نرى عشرات الدول الأخرى تقدم على خطوة مماثلة من أجل تقليل استهلاك الكهرباء وترشيد النفقات على الطاقة، خصوصا وأن هناك أزمة عالمية أبعادها طاقية ومناخية تتطلب بعض التضحيات والقرارات الجريئة.
إقرأ أيضا:
ما سبب انسحاب الدول الأوروبية من معاهدة ميثاق الطاقة (ECT)؟
تأثير الركود الاقتصادي على أسعار البنزين والطاقة
المغرب وتونس يلعبان لعبة ذكية وخطيرة مع النفط الروسي
المغرب بين مكافحة التضخم ونهاية الدعم الحكومي قبل 2025
لهذه الأسباب يجب تعويم الدرهم المغربي بالكامل قبل 2030
