فاجأت الجزائر العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بإعلانها أمس قطع العلاقات الديبلوماسية مع المغرب، بعد أيام قليلة من اتهام المملكة بأنها تقف وراء حرائق الجزائر الكبرى.
وبعيدا عن الجانب السياسي لهذا الموضوع، والذي نتركه للمحللين والمختصين، سنتطرق في هذه المقالة إلى بعض القرارات التي يمكن أن تتخذها الجزائر أيضا.
انهاء مشروع أنبوب الغاز المغربي الجزائري:
أسابيع قليلة تفصلنا عن لحظة الحقيقة، هل سيتمكن المغرب والجزائر واسبانيا من تجديد خط الغاز الطبيعي الرابط بين البلدان الثلاثة؟
وتستخدمه عادة الجزائر لتصدير الغاز الطبيعي إلى السوق الأوروبية المشتركة، لكنها عملت على مشروع بديل آخر يمر من البحر الأبيض المتوسط.
لهذا تبدو الجزائر هذه المرة متحمسة من خلال صحافتها من أجل إغلاق هذا الخط، وإن كان ذلك سيجعلها تخسر السوق المغربية.
يتمسك المغرب بهذا الخط وكذلك اسبانيا، فيما تقول الجزائر أنها هي التي تقرر استمراره من عدمه، وأنها ستحرص على أن لا تتضرر صادراتها من الغاز إلى اسبانيا والبرتغال.
طرد المغاربة من الجزائر:
هناك أكثر من 250 ألف مغربي مقيمون في الجزائر، دائما ما تلوح الدولة الجزائرية إلى إمكانية طردهم من خلال أبواقها الإعلامية، وهذا ليس بالأمر الغريب، إذ سبق لها وأن طردت في عيد الأضحى 18 ديسمبر 1975، حوالي 45 ألف عائلة مغربية وفصلتهم عن أقاربهم الجزائريين.
من الممكن أن تستغل الحكومة الجزائرية التوتر الأخير أو حتى أي توتر مستقبلي جديد، لطرد المغاربة والتخلص من هؤلاء، وهذا لافتعال أزمة اقتصادية للمغرب والذي سيجد نفسه أمام ربع مليون شخص مطرود، سيكون مطلوبا منه ادماجهم ومنع تشريد الكثير منهم.
وتعد هذه ورقة قوية من الجزائر في ظاهرها، لكن ستخلق لها صورة سلبية دوليا ومشاكل مع المجتمع الدولي الذي يتابع تصرفاتها المثيرة للجدل في المنطقة.
منع الجزائريين من السياحة إلى المغرب:
يصل عدد السياح الجزائريين إلى المغرب لنحو 100 ألف سائح سنويا، ويمكن بمنع رحلات الطيران بين البلدين أن تخسر السوق السياحية المغربية هذا العدد من السياح، ما يجعل مكاسب تونس وتركيا وإيطاليا أكبر من وراء ذلك.
لكن المفاجأة أن عدد السياح المغاربة إلى هذا البلد سنويا يقارب 90 ألف سائح، وهو ما يعني أن الجزائر ستتضرر في المقابل إذا أقدمت على استخدام هذه الورقة.
وتعاني السياحة إلى الجزائر من قلة الوافدين منذ عقود، وعادة ما يتنافس المغرب ومصر وتونس في شمال أفريقيا بالسياحة العالمية.
دعم ميليشيات البوليساريو بالأسلحة النوعية:
قد يقدم الجيش الجزائري على تسليح الميليشيات الإرهابية بالأسلحة النوعية التي تمكنهم من اسقاط الطائرات المغربية وضرب العمق في الصحراء المغربية.
إذا حدث ذلك ودفع الجيش هذه الميليشيات للقتال ضد المغرب، فقد نشهد حربا واسعة، وقتالا بين الجيش المغربي والعصابات ما سيضر بالأمن الإقليمي ويترتب عنه خسائر اقتصادية ومالية لبلدان المغرب الكبير.
ومن غير المستبعد أن يؤدي تلك الخطوات إلى جر المنطقة نحو حرب عسكرية بين البلدين هي الأولى من نوعها منذ الحرب الباردة.
منع التبادل التجاري مع المغرب:
لا تريد الحكومة الجزائرية استخدام هذه الورقة لأنها ليست في صالحها، ففي عام 2016 صدرت 482 مليون دولار من السلع إلى المغرب مقابل استيراد 158.98 مليون دولار أمريكي منه عام 2019.
إذا أقدمت الجزائر على هذه الخطوة فهي تخسر بذلك نصف مليار دولار من الصادرات، ومن الصعب تعويض ذلك خصوصا صادرات التمور حيث تواجه منافسة من تونس ومصر والإمارات والسعودية في المغرب وهي تسيطر بمنتجاتها على الجهة الشرقية.
يستفيد النظام الجزائري أيضا من تهرب الوقود والبنزين عبر الحدود إلى المدن الحدودية مثل وجدة، وهو ما يضر بمحطات الوقود الرسمية في المملكة.
منع مرور الطائرات الجوية المغربية في الأجواء الجزائرية:
الطائرات التي تأتي وتذهب إلى تركيا والإمارات ومصر ودول الشرق الأوسط وحتى إيطاليا، تمر الكثير منها في الأجواء الجزائرية.
إذا أقدمت الجزائر على هذه الخطوة فإنها ستتسبب في أزمة للرحلات الجوية الدولية، وسيكون على الكثير من الرحلات الدولية أن تغير مساراتها.
وبالطبع ستخسر الجزائر ماليا من ذلك وهي التي تعاني من قلة رحلات الطيران في ظل كورونا ويتوفق مطار محمد الخامس في الدار البيضاء على نظيره مطار هواي بومدين منذ سنوات.
إقرأ أيضا:
الجزائر المغرب: الواردات والصادرات والتبادل التجاري
لماذا تكره الجزائر جارتها المغرب وتحاول تقسيمها بأي ثمن؟
لا حرب بين المغرب والجزائر ولا فتح الحدود أيضا
كيف ينتقم المغرب من الجزائر حاليا؟