نرى العديد من الشركات الناشئة حول العالم سواء المحلية أو الدولية تعتمد التوسع السريع و تورط نفسها في أكثر من معركة منافسة بنفس الوقت .
و بالفعل أعرف شركات ناشئة عربية لا تزال في بدايتها و رغم ذلك هي مصرة على أن تتواجد في أكثر من ميدان و مجال باحثة عن الأرباح و المزيد من الشهرة غير أنه لدي وجهة نظر مغايرة لمن يدافعون عن نهج التوسع السريع في عالم الأعمال .
أعتقد أن لجوء هذه المؤسسات الصغيرة إلى إطلاق أكثر من منتج و خدمة في مدة قصيرة و التنافس بمجالات كثيرة في ظل عدم النجاح الساحق بالمجال الرئيسي أو حتى المجالات التي دخلت إليها سابقا يعد خطأ فظيعا للغاية .
و إليك لماذا أعتقد أن وجهة نظري صحيحة .
- التشتت عدو التركيز و غياب هذا الأخير لدى الشركة خطر
كونك تدير مؤسسة صغيرة فهذا يعني أنك لا تزال في السوق علامة تجارية متواضعة ، لست مايكروسوفت أو جوجل أو حتى أبل تلك العلامات التجارية التي تملك أقساما كثيرة و تنافس على أكثر من مجال لديها فرق عمل كبيرة و أقسام مستقلة بخططها و استراتيجيتها و مواردها المالية .
أما أنت في مؤسستك الجديدة فتملك فريق عمل واحد أو حتى فريقين على الأكثر ما يعني أن زيادة إطلاق المنتجات و الخدمات يشتت التركيز و قدرة مؤسستك على التنافس بقوة في نقطة معينة بحذ ذاتها .
- مواردك المالية لا تسمح لك بالتوسع السريع
بالتأكيد ، تطوير المنتجات و الخدمات التي تقدمها تحتاج إلى سيولة مالية و فيما لا تزال أرباح الشركة متواضعة و رأس المال كذلك أعتقد أن إضافة المنتجات و الخدمات يعد نوعا من التهور لا أقل و لا أكثر .
من السهل أن تخطط لدخول مجال معين لكن من الصعب أن تتحمل مؤسستك المزيد من المصاريف الخاصة بالتطوير ما دامت الأرباح في بدايتها .
- التركيز على النشاط الرئيسي يعني النجاح بشكل أسرع
التركيز على نشاط معين و بدل كل جهود فريق العمل فيها مع إستغلال موارد المؤسسة يعني المزيد من الأرباح و كسب العملاء و توسيع قاعدة الجمهور الخاصة بالعلامة التجارية التي تديرها.
هذا يسمح لك أكثر بإطلاق إصدارات أفضل من المنتجات و التي تركز فيها على نقاط ضعف المنافسين و مسألة وقت و جد و اجتهاد سيكون النجاح حليف مؤسستك .
- التوسع السريع للمؤسسات الناشئة يؤدي لتقلصها لاحقا !
الدخول إلى أكثر من مجال في أوقات متقاربة جدا و عدم إنتظار نتائج جيدة من المشروعات السابقة سيدفعك لاحقا للسعي إلى التخلص من أقسام و فرق جديدة أضفتها و ستدرك بالفعل أنك كنت مخطئا عندما إتخدت قرارا بالتورط في مجالات جديدة و أسواق أخرى لها ينشط بها منافسيك و غالبا العمالقة منهم .
سمعة الشركة في هذه الحالة عادة ما تتعرض للتدهور في نظر عشاقها و المراقبين و حتى المستثمرين و شركائك في السوق توحي لهم بأنها ليست بالحجم الكبير الذي تظهر بها في الحقيقة .
نهاية المقال :
هناك الكثير من الشركات الناشئة التي تتخبط في قراراتها ، ها هي فتحت على نفسها المنافسة في مجال جديد بينما المجالات السابقة التي تنافس بها لم تقدم بها بعد كل إبداعاتها و إمكانياتها و لم تعطي الفرصة للتركيز على المدى الطويل كي يعطي ثمارا أحلى طعما أبرزها ترسيخ العلامة التجارية الخاصة بها و زيادة شهرتها و بطبيعة الحال زيادة الأرباح و رأس المال و حجمها بشكل عام لتصبح مؤسسات متوسطة أو عملاقة !
قبل أن تقرر في الدخول إلى مجال جديد و بينما شركتك الناشئة تنافس في مجالها الرئيسي فكر جيدا لأنك قد تضطر لاحقا للإنسحاب من السوق الجديدة بمرارة فادحة .