كل شيء عن اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ “TPP”

واحدة من أكبر الإتفاقيات التجارية في العالم

خلال الساعات الماضية تداولت وسائل الإعلام قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ “TPP”، وهي واحدة من الإتفاقيات التجارية الكبرى في العالم لكن رغم ذلك معظم الناس لا يعرفون عنها الكثير.

خطوة إلغاء الإتفاقية وخروج الولايات المتحدة الأمريكية هي واحدة من أهم وعود دونالد ترامب، وهو ضدها ويرى أنها لا تساعد الإقتصاد الأمريكي بشيء بل إنها تضره.

قبل أن نتكلم عن تأثيرات خروج أمريكا من هذه الإتفاقية والفائز الأكبر وهو منافستها الصين، يتوجب أن نعرف حقائق عن هذه الإتفاقية المهمة وما هي وما أصلها وأهميتها بالنسبة للدول المشاركة فيها.

 

  • 12 دولة في اتفاق يهدف إلى تعزيز التجارة بينهم ومنافسة الصين

فيما تتوغل الصين تجاريا منذ سنوات طويلة في كل دول العالم وأصبحت ماركة “صنع في الصين” الأكبر والأفضل في العالم من حيث المبيعات والشعبية والشهرة، فقد وجدت الدول المنافسة لها في أن عقد اتفاق تجاري كبير سيكون الحل لمجاراتها.

تشمل هذه الإتفاقية 12 دولة هي الولايات المتحدة واليابان وماليزيا وفيتنام وسنغافورة وبروناي وأستراليا ونيوزيلندا وكندا والمكسيك وتشيلي وبيرو.

وانضمت أمريكا العام الماضي إليها من خلال موافقة أوباما على ذلك لكن لم يتم التصديق عليه من قبل الكونغرس الذي يتمتع فيه خصومه من زملاء ترامب بالأغلبية.

ويهدف الإتفاق ببساطة إلى تعزيز الروابط الإقتصادية بين هذه الدول من خلال خفض الرسوم الجمركية وتعزيز التبادل التجاري وتسهيل تعاون الشركات في هذه الدول.

وبالطبع عدم وجود الصين ضمن أعضاء هذه الإتفاقية يعطي تصورا واضحا بأنه اتفاق موجه ضدها ومن شأنه أن يسعد الدول الـ 12 على منافستها بقوة.

 

  • اتفاقية شراكة كبيرة بدأ الحديث عنها منذ 11 عاما

هذه الإتفاقية ليست وليدة اليوم أو الأمس بل إنها بدأت منذ 2005 حيث تم توقيع الاتفاق الأصلي بين بلدان بروناي وتشيلي ونيوزيلندا وسنغافورة في 3 يونيو 2005 وقد دخلت الدول المشاركة فيها بمفاوضات موسعة واتفقت على خفض أو إلغاء الرسوم الجمركية على حوالي 18 ألف سلعة صناعية وزراعية وتسهيلات أخرى فيما لا تزال المفاوضات جارية حول مواضيع مختلفة أخرى.

يصل عدد سكان دول هذه الإتفاقية إلى 800 مليون نسمة وهي تمثل 40% من إجمالي الاقتصاد العالمي بقيمة 11 تريليون دولار أي 26% من التجارة العالمية.

 

  • اتفاقية ضمن الإستراتيجية الأمريكية التي حددها أوباما

عندما انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه الإتفاقية في عهد أوباما كانت السعادة تغمر إدارته التي قررت التركيز على الصين، وهي المنافس الأول لأمريكا في عصرنا الحالي.

حينها قال أوباما: تسمح اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ “TPP” للولايات المتحدة وليس للصين، بوضع خريطة طريق للقرن الحادي والعشرين.

استراتيجية أوباما بسيطة وهي منافسة الصين وحصارها تجاريا واقتصاديا وايقاف غزوها للأسواق في العالم، من خلال هذه الإتفاقية التي ستعزز التبادل التجاري بين هذه الدول وتخلق الملايين من فرص العمل فيها مع نجاح الشركات وبيع منتجاتها وخدماتها في هذه الأسواق التي تمثل 40% من إجمالي الاقتصاد العالمي وبالتالي تعزيز مكانتها الإقتصادية ولما لا تتفوق اليابان مجددا على الصين تجاريا واقتصاديا بعد أن فقدت مركزها الثاني عام 2009.

تدرك أمركا أن غزو أفغانستان ومن قبله العراق هو خطأ كبير، وكان عليها منذ بداية القرن الحالي منع الصين من المزيد من التمدد وايجاد حل لروسيا التي تتعافى بسرعة على يد بوتين بعد انهيار الإتحاد السوفياتي.

اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ “TPP” كانت اللبنة الأولى لهذا المشروع المتأخر والذي يحاول ايقاف الصين على وجه التحديد.

 

نهاية المقال:

هذه هي اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ “TPP” التي تبلورت أولى فصولها منذ 2005 وانضمت إليها الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا مع أوباما والآن يقوم دونالد ترامب بالتوقيع على الإنسحاب منها.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز