دونالد ترامب يهدد بالحرب التجارية والبورصات العالمية تتألم

الحرب التجارية العالمية

يستمر دونالد ترامب في تحويل وعوده الإنتخابية إلى وقائع يشهد له بها التاريخ أنه على الأقل ليس مثل السياسيين الذين تتغير نبرتهم الثورية بعد الوصول إلى الحكم ويتخلفون عن وعودهم!

أمس الخميس قرر الرئيس الأمريكي اتخاذ قرار شكل صدمة بالنسبة للتجارة العالمية ألا وهو فرض رسوم جمركية كبيرة على واردات الصلب والألومنيوم.

القرار الذي جاء ليضاف إلى مجموعة من الخطوات التي لوح بها من قبل لتعزيز الحمائية التجارية وحماية صناعة بلده، لطالما حذر خبراء الإقتصاد وحتى السياسيين محسوبين على تيارات مختلفة من تأثيراته السلبية على التجارة العالمية.

وأعلن الرئيس الأمريكي أنه سيفرض رسوم جمركية كبرى منها 25 في المئة على الصلب المستورد و 10 في المئة على واردات الألومنيوم لحماية المنتجين الأمريكيين.

الهدف من قراره على حد قوله هي العمل على حماية الصناعة الأمريكية من المنافسة الأجنبية وتوفير فرص العمل والتدخل من أجل انقاذ الوضع في هذه القطاعات الصناعة المهمة في ظل استمرار المنافسين وأبرزهم الصين والاتحاد الأوروبي في تحقيق نتائج جيدة بهذه المنافسة.

وتعد السوق الأمريكية واحدة من أكبر الأسواق في العالم لاستهلاك الصلب والألومنيوم كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد واحدة من الدول المنتجة لها.

 

  • البورصات العالمية قلقة والخسائر كبيرة

شهد فبراير المنصرم أكبر سقوط لمؤشر داو جونز في التاريخ على اثر توجهات البنك المركزي الأمريكي بقيادته الجديدة للتوجه إلى رفع أسعار الفائدة 4 مرات هذا العام.

وفيما لا يزال هذا موضوع يؤرق بال المستثمرين الذين يفضلون عادة انخفاض الفائدة ويرون أنه جيد بالنسبة لهم، أضاف دونالد ترامب سببا آخر لبيع الأسهم في الوقت الحالي.

القرار أدى أمس إلى خسارة داو جونز الصناعي 420 نقطة على الأقل، فيما خسر اليوم في التداولات الجارية حاليا 342 نقطة أخرى.

أسهم الشركات التي تستخدم هذه المواد التي تم فرض رسوم جمركية عالية على استيرادها تضررت أمس، لعل في مقدمتها Boeing لصناعة الطيران إضافة إلى عملاقة صناعة السيارات General Motors.

وبالطبع يأتي هذا التراجع في ظل قلق المستثمرين من أن القرار سيؤدي إلى تراجع هامش أرباح شركات صناعة وسائل النقل التي تفضل عادة الألومنيوم الصيني والأجنبي لكونه رخيصا ومربحا لها.

لا يختلف الوضع عن البورصة الأمريكية في كل من أوروبا والصين وأيضا اليابان، حيث البورصات كلها تراجعت بنسب جيدة ومنيت البورصة الألمانية بحصة الأسد من تراجع الأسهم على اثر هذا القرار خلال أمس وكذلك اليوم.

 

  • خبر جيد لعدد من الشركات الأمريكية

وبعيدا عن الصدمة والخوف في البورصات عموما، احتفلت شركات أمريكية بهذا الخبر حيث ارتفعت أسهم شركة Century Aluminum حوالي 7.51% إضافة إلى Alcoa وكلتيها شركتان متخصصتان في صناعة الألومنيوم.

القرار يصب في صالحهما حيث من المنتظر أن يدفع الشركات الصناعية الأمريكية للجوء إلى استخدام الألومنيوم الأمريكي والتعامل مع الشركات المحلية.

ومن المنتظر أن تزداد مبيعات هذه الشركات من الألومنيوم الذي تنتجه، بينما المصانع والشركات في أوروبا والصين ستتضرر أكثر لأن سعر منتجاتها سترتفع في الولايات المتحدة الأمريكية وقد لا تساير المنافسة.

 

  • خطوة تشجع الحمائية وتشعل الحرب التجارية

رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، عبر في بيان رسمي عن أسفه الشديد للخطوة التي اعتبرها تدخل سافر من البيت الأبيض لحماية الصناعة المحلية الأمريكية دون أي مبرر للأمن القومي.

وأضاف أن الأوروبيين لن يجلسوا مكتوفي الأيدي بل سيكون لهم رد لحماية صناعتهم ومنع خسارة آلاف العاملين في هذا المجال لوظائفهم.

وقال أن الإتحاد الأوروبي يدرس حاليا إجراءات تتسق مع قواعد منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة لإعادة موازنة الوضع من شأنها أن تعيد التوازن.

وتواجه صادرات الاتحاد الأوروبي من الصلب إلى الولايات المتحدة والتي بلغت 5 ملايين طن في 2017، خطر التراجع بحوالي 50 في المئة على الأقل بسبب هذا القرار.

وتتصاعد المخاوف إزاء إمكانية إندلاع حرب تجارية في العالم من شأنها أن تؤدي إلى تدمر التجارة العالمية أو يكون لها نتائج عسكرية وسياسية وخيمة.

الصين التي صدرت العام الماضي 4 مليارات دولار من الألومنيوم والصلب إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلتزمت الصمت وإن حذرت خلال الأسابيع الماضية من أن بكين لن تتردد في الرد بقوة على أي خطوة أمريكية غير عادلة اتجاه تجارتها.

ورغم أن 4 مليارات دولار من هذه الصادرات تشكل فقط نسبة قليلة من التجارة البينية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية إلا أنه سيكون لها تأثيرات على العلاقة التجارية بينهما.

بعض المحللين الأمريكيين ونظرائهم الأسيويين أكدوا على أن الصين لن تلجأ إلى التلويح بخياراتها عبر الإعلام، بل إنها سترد في صمت كي لا تثير توترا عالميا يضاف إلى التوترات الحالية، ناهيك على أن قيادة هذا البلد ذكية في استغلال الأزمات وقرارات الآخرين للاستفادة لصالحها.

 

نهاية المقال:

نذكر بأن دونالد ترامب قد نشر على تويتر تغريدة أشار فيها إلى سهولة انتصار الولايات المتحدة على أي بلد في الحرب التجارية التي أشعلها امس بقرار هز تجارة الصلب والألومنيوم.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.