أحدث المقالات

كيف أصبحت المكسيك أكبر شريك تجاري لأمريكا؟

لم تعد الصين المريضة اقتصاديا أكبر شريك تجاري لأمريكا،...

لهذه الأسباب المغرب والجزائر حلفاء في دعم الصوفية

مثل المغرب الذي يمول الصوفية وينشرها في غرب أفريقيا...

هل اللاإنجابية فلسفة شيطانية والتوالد هو الخير؟

توصف اللاإنجابية في الأوساط المحافظة بأنها فلسفة شيطانية، وأن...

المساعدات الامريكية لإسرائيل ومصر منذ الحرب العالمية الثانية

منذ الحرب العالمية الثانية قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مئات...

دليل عدم وجود الله باستخدام مبدأ الحرية عند أوشو

لا تجتمع مبدأ الحرية مع وجود الله، بل أكثر...

حقيقة الأزمة المالية لسنة 1987 أو الاثنين الأسود

stock-market-crash-of-1987

الإثنين الأسود 19 اكتوبر 1987 تحطمت الأسواق المالية بنسبة 22.6 في المئة الأكبر في التاريخ ثم تلقت الأسواق 26 أكتوبر من نفس العام ضربة ثانية بنسبة 8.02 في المئة.

ومن المعلوم أن الأزمات المالية هي جزء لا يتجزأ من النظام المالي العالمي، وهذا لكونه غير مثالي ويتضمن العديد من الأخطاء والنواقص التي تبقى بمثابة ثغرات هي التي تدخل منها الأزمة إلى حلبة الأسواق المالية.

مقارنة بين الإثنين الأسود 1987 والخميس الأسود 1929

فبعد الأزمة المالية لسنة 1929 تم تطوير النظام المالي العالمي من خلال سن قوانين جديدة وأيضا القضاء على النواقص التي تم اكتشافها والتي على أساسها حدث ما حدث، لكن جاءت الأزمة المالية لسنة 1987 لأسباب مختلفة ومن خلال قصة مغايرة تماما.

هذا مختلف عن أزمة 1929 التي شهدت 28 أكتوبر 1929 تحطم الأسواق المالية بنسبة 12.34 في المئة وفي اليوم الموالي 29 أكتوبر تعرضت لهبوط ببنسبة 10.16 في المئة ثم صفعة ثالثة 6 نوفمبر من نفس العام بنسبة 9.92 في المئة.

1987-collapse

وما نلاحظه أنه في أزمة 1987 خسرت الشركات حوالي 22.6 في المئة من قيمتها السوقية بيوم واحد وهو أكبر من الخسارة التي حصلت في يوم واحد من أزمة سنة 1929.

السبب الرئيسي لانهيار الإثنين الأسود

بعد مرور 6 عقود على أزمة الكساد الكبير 1929 كانت اساليب الإتجار بالأسهم قد تغيرت وتطورت أكثر، وقد ساهم في ذلك التطور التقني والتكنولوجي الذي ساهم في ادخال الحواسيب إلى هذه المعاملات التجارية.

ومع هذه الثورة التقنية ظهرت العديد من برامج الإتجار والتداول والتي تسهل عمليات بيع وشراء الأسهم واتخاذ القرارات، وهي التي تعمل على تبادل حزم من الأسهم تضم 15 سهما أو أكثر قيمتها أكثر من مليون دولار وهو ما يساعد على خفض تكاليف المعاملات.

وكان هناك نوعان من البرامج الأول هو التأمين على المحافظ المالية من خلال استخدام المشتقات والثاني التحكم في المؤشرات Index arbitrage بين السوق الحاضر وسوق المستقبليات.

بناء على هذا الأمر يقوم المستثمرين بشراء مجموعة من الأسهم في السوق الحاضر وتحديد تواريخ مستقبلية من خلال هذه البرامج لبيعها والربح منها تلقائيا.

ومع انتشار هذه البرامج أصبحت بنوك الاستثمارات الكبيرة وكبار المستثمرين أيضا يستخدمونها، وقد شمل هذا صناديق المعاشات و صناديق التحوط حيث يعمل المتاجرون على شراء وبيع كميات كبيرة من الأسهم.

وتقوم هذه البرامج ببيع الأسهم عند حدوث أزمة أو تتجه أسهم شركة معينة إلى التراجع، ومن المعلوم أن تراجع سهم شركة معينة في جلسة محددة لا يعني بالضرورة أنها تتجه إلى الإنهيار بل قد يكون مجرد ظرف مؤقت وبالتالي ليس من المفروض اتخاد قرار البيع، بل يمكن للمستثمر الاحتفاظ بالأسهم ولاحقا يقوم ببيعها.

ومن المعلوم أن كثرة بيع أسهم الشركة نتج عنه ببساطة كثرة المعروض وقلة الطلب على شراء الأسهم وهو ما ساهم اكثر في تراجع أسهم الشركات وخسارتها لأكثر من 20 في المئة من قيمتها السوقية لتخسر أيضا المؤشرات الصناعية المختلفة الكثير من النقاط بصورة مرعبة.

قلق حول أوضاع المؤسسات المالية وزيادة الفائدة على السندات زاد الطين بلة

قبل اندلاع الأزمة المالية بأسابيع قليلة تطرقت التقارير الإقتصادية عن قلق بخصوص المؤسسات المالية والشركات بشكل عام مع تحقيق الغالبية نموا كبيرا في سوق الأسهم وأن الأمر مشكوك فيه وقد يكون هناك شيء غير صحي وراء ذلك.

وفي تلك الفترة تمت زيادة نسبة الفائدة على السندات من 7 في المئة إلى 10 في المئة قبل الإنهيار.

وبالطبع الاستثمار في السندات كانت أكثر ربحية من شراء أسهم الشركات والاستثمار في البورصة، لهذا اتجه الكثيرون لبيع أسهمهم وتحويلها إلى الاستثمار في السندات وهو ما زاد من المعروض مقابل الطلب ودفع برامج التداول في الحواسيب للعمل على بيع الأسهم خوفا من الأزمة وبالطبع هذا زاد الطين بلة وعملت تلك البرامج في يوم الإثنين الأسود 19 أكتوبر على بيع الكثير من الأسهم بدون توقف ما أفقد سوق المال في الولايات المتحدة الأمريكية جزءا كبيرا من قيمته.

دروس من الإثنين الأسود

لأن النظام المالي في العالم موحد ومترابط فقد كان من الطبيعي أن نرى في نفس الوقت انهيار البورصة في هونغ كونغ وأيضا المملكة المتحدة وأوروبا ووصول الأزمة إلى اليابان بعد أيام قليلة.

الخسارة كانت كبيرة للغاية بالنسبة للكثير من أسواق المال، ومن المعلوم أن غالبية الأسواق في هذا الوقت لم تتبنى الحواسيب.

الخسائر تعدت صراحة 2000 مليار دولار وهناك من يقول أنها وصلت إلى 5000 مليار دولار “نصف تريليون” حسب تقارير أخرى حول الإثنين الأسود 1987.

دعا الرئيس الأمريكي رونالد ريغان الشعب الأمريكي إلى الهدوء خصوصا وأن ما حدث أعاد الجميع إلى جو الكساد الكبير 1929 وقال في خطابه حينها أنه من الغريب ما حدث فعلا، فهو أمر غير متوقع ولا يمت أيضا بصلة إلى الإقتصاد الأمريكي والعالمي القوي في تلك الفترة.

الأزمة كما قلنا فهي مالية أي أنها محصورة في أسواق المال وقد منع الاحتياطي الفيدرالي أن تتحول إلى أزمة اقتصادية من خلال بيان رسمي حينها تم اصداره في العشرين من نفس الشهر يؤكد فيه استعداده لتوفير السيولة اللازمة لدعم النظامين الاقتصادي والمالي.

كما أعلنت عدد من الشركات إطلاق برامج لشراء أسهمها هي بنفسها، كنوع من الابتكار لا يزال معمولا به وهذا لتتدخل لشراء أسهمها كلما ازداد عدد المستثمرين الذين يتخلون عن أسهمها وبالتالي منع حدوث انهيارات كبيرة في قيمتها السوقية.

في التاريخ هناك الخميس الأسود 1929 و الاثنين الأسود 1987 وهناك أزمات أخرى ساهمت في تطوير النظام المالي العالمي في قالب مأساوي، الخبر السار في 1987 هو أن الأزمة مالية فقط ولم تتحول إلى اقتصادية تدفع الشركات إلى تسريح الموظفين وحدوث مآسي كبيرة لا أحد يريد حدوثها.

إقرأ أيضا:

قصة أزمة 1929: الكساد الكبير وبداية الحرب العالمية الثانية

تأثير مؤشر السوبر بول Super Bowl على الأسهم الأمريكية

تأثير مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي على التجارة الإلكترونية

ما هو الفرق بين التحليل الفني والأساسي؟

كيفية قراءة أسعار الأسهم ومعلومات كل سهم في جوجل

مقارنة بين أداء البورصة الهندية والأسهم الأمريكية

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)