كيف تختلف أزمة 2020 عن أزمات مالية سابقة 2008 و 1929 و 1987؟

كيف تختلف أزمة 2020 عن أزمات مالية سابقة 2008 و 1929 و 1987؟
MarketWatch photo illustration/iStockphoto

مع استمرار أزمة فيروس كورونا الحالية تخسر البورصات العالمية مليارات الدولارات رغم كل محاولات البنوك المركزية حول العالم وأدواتها إيقاف عمليات البيع القوية.

وحاليا خسرت البورصة الأمريكية 31 في المئة من قيمتها منذ بداية عمليات بيع الأسهم أواخر فبراير الماضي، وبمعنى آخر لا تزال الأسواق في نطاق التصحيح لكنها تقترب من الأزمة المرتقبة.

إذا استمرت عمليات البيع لأسابيع وخسرت البورصات أكثر من نصف قيمتها فسنتحدث عن بداية الأزمة المالية العالمية الجديدة منذ أواخر الشهر الماضي.

وفي هذا المقال نحاول أن نجيب عن سؤال مهم: كيف تختلف أزمة 2020 عن أزمات مالية سابقة 2008 و 1929 و 1987؟

  • أزمة 2020 مختلفة عن الأزمات السابقة:

عادة ما تحدث الأزمة بسبب حلول ركود اقتصادي عالمي أو انفجار فقاعة مالية معينة مثل فقاعة العقارات عام 2008 وفقاعة شركات التكنولوجيا في بداية الألفية الحالية وأزمات سابقة مثل 1987 و 1929.

وتعد الأزمة محطة لا مفر منها في الدورة المالية والإقتصادية، لذا مهما تدخلت الحكومات لمنعها فإنها ستحدث في نهاية المطاف.

لكن الأزمة المرتقبة تأتي في وقت مفاجئ، فرغم الإضطرابات التي شهدها كل من مارس 2019 و مايو 2019 وأغسطس 2019 بسبب الحرب التجارية والمخاوف من الوقوع في فخ الركود الاقتصادي، إلا أن التوقعات كانت تتجه إلى إمكانية تأجيل الأزمة حتى عام 2021 بفضل هدوء الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

تاريخيا لا يمكن توقع موعد اندلاع الأزمة بشكل دقيق، لكن ما حدث منذ بداية العام الجاري مفاجئ فالأحداث السلبية تتوالى وكلها تصب في مصلحة الإنهيار القادم.

  • المقاييس المالية والإقتصادية لا معنى لها الآن:

بالنسبة لكثير من المستثمرين إن لم يكن معظمهم، فإن عملية بيع الأسهم التي تسببها أزمة فيروس كورونا ضربت بعرض الحائط كل التوقعات بخصوص القاع الذي يمكن أن تصل إليه الأسهم ومن ثم تبدأ التعافي منه

بعد كل شيء ما هي مقاييس التقييم التقليدية الجيدة، مثل نسب السعر إلى الأرباح ونسب السعر إلى المبيعات، عندما يتم طرح تقديرات الإيرادات والأرباح خارج النافذة مع توقف نشاط الأعمال؟

إذا كان أولئك الذين يركزون على الأساسيات لتحديد القيمة العادلة للأصل محرجين بشكل صحيح، فإن المحللين الفنيين الذين يهدفون إلى قياس اتجاه الأسعار من خلال التركيز على اتجاهات الأسعار التاريخية، وحجم الشراء والبيع والمؤشرات الإحصائية الأخرى، يعتقدون أنه قد يكون لديهم ميزة.

يعتقد الفنيون أن التاريخ يميل إلى إعادة نفسه، وأن دراسة مخططات الأسعار خاصة فيما يتعلق بالاتجاهات السابقة، يمكن أن تساعد في تحديد نقاط التحول في السوق، ومستويات الدخول والخروج المثالية، والتغيرات في القيادة.

عادة فدراسة الرسوم البيانية والأسعار يمكن أن يمنحك بعض التوجيهات حول كيفية البيع المفرط للأسواق، وما إذا كانت هناك المزيد من الانهيارات في متناول اليد.

  • سعر السهم هو الخبر الأبرز الآن

في مثل هذه الأوقات يكون السعر خبرًا مهما، وغالبا ما يكون هذا هو المرشد الوحيد الذي يساعد المستثمرون خلال حالة من الذعر.

وفي هذا الإطار لا يعرف أحد إلى أي مدى ستتهاوى أسعار الأسهم إضافة إلى المؤشرات الأخرى، بينما يتم تداول أسهم الكثير من الشركات التي توقفت أنشطتها أو تعثرت بسبب الظروف الحالية.

إنه أمر مختلف تماما عن الأزمة المالية لسنة 2008 أو أية أزمة أخرى سابقة، ففي تلك الظروف كانت الأنشطة الإقتصادية مستمرة.

الفيروس التاجي الذي ظهر لأول مرة في الصين أواخر العام الماضي، يجتاح الولايات المتحدة ويحدث دمارًا في نظام الرعاية الصحية والإقتصاد والأسواق المالية.

هذا مختلف تماما الأزمات السابقة التي شهدت انهيارا في الطلب على الأسهم وتراجع الإستهلاك، إذ أنه في هذه الحالة ينهار الطلب وحتى العرض نفسه بسبب مشاكل التوريد والإنتاج.

  • فيروس كورونا يشتد والعالم مرعوب

لا تزال أزمة فيروس كورونا مستمرة في نشر الذعر ومع قيام السلطات في مختلف دول العالم بتوجيه الناس للبقاء في منازلهم وتجنب الخروج إلا للضرورة، يبدو أن استمرار الوضع الحالي سيطول.

هذا إذن ليس رعبا مستمرا على فترة زمنية قصيرة، إنه رعب مستمر لفترة غير معلومة إذ أن الأرقام يوما بعد يوم تزداد سوءا.

انهيار إيطاليا مرعب حاليا وسير اسبانيا والبرتغال وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وحتى سويسرا والولايات المتحدة على طريقها يزيد الطين بلة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز