يمكن أن يكون الإستيراد من الهند بدلا من الصين الإتجاه الأكبر في السنوات القادمة، وهذا ما اتجهت إليه شركة البيع بالتجزئة الأمريكية، وول مارت.
وتعكس هذه الخطوة الديناميكيات المتغيرة في سلسلة التوريد العالمية، بهدف تقليل الاعتماد على سوق واحدة وتبني فعالية التكلفة.
يمثل هذا التحول لحظة محورية لفهم العوامل التي تحرك محور وول مارت والآثار التي يحملها على كلا البلدين.
مقارنة بيانات الاستيراد من Walmart بين الهند والصين
وسط التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، تصور مقارنة بيانات الاستيراد التي تجريها وول مارت بين الهند والصين تحولا كبيرا.
فمن مجرد 2% في عام 2018، أصبحت شركة التجزئة العملاقة الآن تحصل على ربع وارداتها الأمريكية من الهند، في حين انخفضت مساهمة الصين من 80% إلى 60% خلال نفس الفترة.
لقد دفعت عدة عوامل إلى إعادة التنظيم الاستراتيجي لشركة وول مارت، وقد دفعت التكلفة المتصاعدة للواردات من الصين والشكوك الجيوسياسية الشركات الأمريكية الكبرى، مثل وول مارت، إلى استكشاف أسواق مصادر بديلة.
وشددت أندريا أولبرايت، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التوريد في Walmart، على ضرورة مرونة سلسلة التوريد للتخفيف من المخاطر التي تشكلها الكوارث الطبيعية ونقص المواد الخام.
تركيز وول مارت على تنويع أسواق المصادر
تبرز الهند كحجر زاوية استراتيجي في سعي وول مارت إلى زيادة القدرة التصنيعية المتنوعة، يؤكد الاستثمار الكبير للشركة في شركة التجارة الإلكترونية الهندية Flipkart والتزامها باستيراد بضائع بقيمة 10 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2027 على أهمية الهند في استراتيجية سلسلة التوريد العالمية لشركة وول مارت.
وتكمن جاذبية الهند في قوتها العاملة المزدهرة وبراعتها التكنولوجية، مما يوفر مشهدا واعدا للتصنيع الفعال من حيث التكلفة على نطاق واسع، وهذا يتناقض مع الصين التي تتصارع مع انخفاض عدد السكان وارتفاع تكاليف العمالة.
بينما تمضي وول مارت قدمًا في تنويع مصادرها، يظل التركيز منصبًا على التزامها بتعزيز سلاسل التوريد المرنة وسط الشكوك الجيوسياسية والاضطرابات غير المتوقعة.
هذا التحول الاستراتيجي لا يعزز البصمة العالمية لشركة وول مارت فحسب، بل يبشر أيضًا بالخير للمشهد الاقتصادي والجيوسياسي الأوسع.
واردات وول مارت من الهند
تشمل عمليات توريد Walmart من الهند مجموعة واسعة من المنتجات، بدءًا من الإلكترونيات والألعاب وحتى الأغذية المعبأة والأدوية.
ولم يؤدي تعامل الشركة مع الموردين الهنود إلى تعزيز الاقتصادات المحلية فحسب، بل عزز أيضًا مكانة الهند كمركز تصنيع تنافسي.
وتمتد التأثيرات المتموجة لاستراتيجية التوريد التي تنتهجها وول مارت إلى ما هو أبعد من الهند، لتستفيد منها دول مثل باكستان وبنغلاديش في قطاعي المنتجات المنزلية والملابس.
ويعمل هذا التنويع بمثابة حاجز استراتيجي، لا سيما وسط نقاط الضعف التي كشفت عنها جائحة كوفيد-19 في سلاسل التوريد العالمية.
وخلال السنوات الأخيرة انتقلت العديد من المصانع والمؤسسات الصناعية من الصين إلى الهند وفيتنام ودول أخرى، أيضا بعض المصانع الكبرى المتعددة الجنسيات افتتحت مصانع لها في الهند، لهذا في سنوات قليلة سيصبح البلد الأسيوي بديلا للصناعة الصينية.
أهمية الإستيراد من الهند
يعكس القرار الذي اتخذته شركة وول مارت بإعادة ضبط استراتيجية الاستيراد من الصين إلى الهند لحظة محورية في تطور سلاسل التوريد العالمية.
لا تشير هذه الخطوة إلى فعالية التكلفة فحسب، بل تسلط الضوء أيضًا على ضرورة مرونة سلسلة التوريد في عالم يتزايد فيه عدم اليقين.
وبينما تواصل وول مارت المضي قدمًا في تنويع مصادرها، فإن مشاركتها مع الهند وغيرها من الأسواق الناشئة تدفعها إلى القيام بأدوار محورية في المشهد الاقتصادي العالمي.
تسعى Walmart إلى تنويع أسواق مصادرها وخفض التكاليف وضمان مرونة سلسلة التوريد وسط التوترات الجيوسياسية وارتفاع النفقات في الصين.
تستورد وول مارت مجموعة من المنتجات من الهند، بما في ذلك الإلكترونيات ولعب الأطفال والأدوية والأغذية المعبأة والدراجات في الوقت الحالي.
وتشكل التوترات الجيوسياسية تحديات أمام سلاسل التوريد العالمية، مما يستلزم استراتيجيات متنوعة للمصادر للتخفيف من المخاطر الناجمة عن الاضطرابات.
إقرأ أيضا:
حقائق عن التصنيع و الإستيراد من فيتنام ومقارنة مع الصين
6 نصائح للشراء والإستيراد من علي بابا الصين دون التعرض للنصب
عوامل تحدد أسعار الشحن البحري وأهمية الحاويات
مشكلة قانون السعر الواحد في عصر منتج واحد بأكثر من سعر
نصائح قبل شراء الأجهزة الكهربائية المستعملة
حقائق عن انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية