كشفت أرباح بيركشاير هاثاواي في الربع الأول أن رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي وارن بافيت قد بنى حصن النقد الخاص به واشترى فقط أجزاء صغيرة من الأسهم خلال الهزيمة العنيفة لأسواق الأسهم بسبب فيروس كورونا.
وأظهرت النتائج ان الشركة لديها 137 مليار دولار نقدا وصكوكا معادلة في ميزانيتها في نهاية الربع الأول، ارتفاعا من حوالي 127 مليار دولار في نهاية العام.
أنفقت الشركة 1.8 مليار دولار فقط لشراء الأسهم و 1.7 مليار دولار فقط لإعادة شراء أسهم بيركشاير هاثاواي.
يمكن أن تشير النتائج إلى أن المستثمر الناجح لم ير أي من فرصة قيمة في انخفاض الأسهم، رغم تراجع المؤشرات الأمريكية بحوالي 30٪.
لا يوجد تفسير آخر حقيقة لعدم تدخله واستخدام السيولة الكبيرة التي تملكها شركته لشراء المزيد من الأسهم في السوق.
يأتي هذا في الوقت الذي أبلغت فيه شركة Berkshire عن خسارة فادحة بلغت 50 مليار دولار في الربع الأول، وهو رقم قياسي لتكتل بافيت.
ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه النتيجة الفصلية خادعة لأن بيركشاير تمتلك الكثير في أسهم شركات أخرى.
تغيرت قواعد المحاسبة قبل بضع سنوات وتتطلب الآن من الشركة الإبلاغ عن خسائر غير محققة في الأسهم، وبالتالي فإن هذه الخسارة هي في الغالب انعكاس لهبوط سوق الأسهم خلال الربع الأول من هذا العام.
لا يحب بافيت أن ينظر المستثمرون إلى الأرباح الفصلية على الإطلاق، ولكن إذا كان الأمر كذلك ، فهو يعتقد أنه يجب عليهم الاطلاع على نتائج التشغيل.
باستثناء التقلبات في أسعار الأسهم، ارتفعت الأرباح التشغيلية لشركة Berkshire إلى 5.9 مليار دولار من 5.6 مليار دولار في نفس الربع من العام الماضي.
لا ينبغي أن يكون موقف بافيت المحافظ بمثابة مفاجأة بعد تعليقات نائب رئيس بيركشاير تشارلي مونجر لصحيفة وول ستريت جورنال الشهر الماضي.
وقال للصحيفة: “نريد فقط اجتياز الإعصار، ونفضل الخروج منه بكمية كبيرة من السيولة”، مشيرًا إلى أنه و بافيت لا يقومان بأي استثمارات كبيرة بسبب عدم اليقين المتعلق بأزمة فيروس كورونا.
وأشار مونجر أيضًا إلى أن أعمال الشركات متوقفة ولا تدعو بافيت للاستثمارات كما فعل في الأزمة المالية لعام 2008.
وخلال شهر أبريل حصل المستثمرين في شركات S&P 500 بقيادة مايكروسوفت وآبل وأمازون على 2.9 تريليون دولار وهي أقرب إلى حزمة الانقاذ والدعم الحكومي للشركات والتي وصلت إلى 3 تريليون دولار.
تجاهلت البورصة خلال أبريل البيانات السلبية بما فيها البطالة وقلة الأموال التي حصل عليها الفقراء، ما يهمها أنها حصلت على الدعم الحكومي واستفاد المستثمرين.
وانضم أبريل 2020 إلى أفضل الأشهر لمؤشر S&P 500 في البورصة الأمريكية الذي حقق نموا بنسبة 12.7 في المئة.
وتأتي تحركات وقرارات واحد من أفضل المستثمرين في العالم لتكشف لنا أن الإندفاع حاليا لشراء الأسهم والمخاطرة بمعظم السيولة التي تتوفر لدى المستثمرين قد تكون حماقة.
من الوارد جدا أن تتهاوى الأسهم في وقت لاحق من هذا العام، بينما تستمر البيانات الاقتصادية السلبية في الظهور إلى العلن، سنصل لنقطة سيكتشف فيها السوق بأن التعافي ليس قريب المنال ولن يحصل هذا العام.
وننصح بالوقت الحالي على الإستثمار في المدى القصير وتداول الأسهم لتحقيق أرباح سريعة وليس الإستثمار طويل المدى.
لا يزال الركود الإقتصادي واردا هذا الصيف بينما كل الإقتصادات حول العالم ستجل انكماشا قويا وواضحا، وتتصاعد أيضا مخاطر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة والتي عادت إلى الواجهة مع توعد دونالد ترامب لبكين باستخدام الرسوم الجمركية كي تدفع ثمن إخفاء الفيروس والتستر عنه حتى أصبح مصدرا له وهو الذي قتل آلاف الناس حول العالم.
إقرأ أيضا:
إدارة الأزمات: أكبر خطأ يساعد على انتشار فيروس كورونا والأوبئة
التاريخ يقول أن فيروس كورونا سيؤدي إلى الركود الإقتصادي
أدوات الحكومات والبنوك المركزية لمنع أزمة مالية جديدة والركود الإقتصادي القادم
لهذه الأسباب سيكون الركود الإقتصادي 2020 كابوسا سيئا