اكتشف مؤسس صندوق التحوط الشهير والمستثمر صاحب الرؤية مايكل بوري في عام 2005 مخالفات في سوق الرهن العقاري، وتوقع الأزمة المالية في عام 2008، والتي أدت إلى الركود.
بعد أن كشف تحليله الشامل لممارسات الرهن العقاري ومخاطر السوق عن الانهيار الوشيك، كانت رؤية بوري تتلخص في إدراك الخطر المتمثل في حصول المقترضين من ذوي الدخل المنخفض على قروض عقارية عالية الاستدانة، وللاستفادة من هذا، استخدم مقايضات العجز الائتماني من بنوك مثل جولدمان ساكس للمراهنة ضد سوق الإسكان.
قوبل التزامه في البداية بالتشكيك، لكن إلتزامه أتى بثماره، مما أكسبه هو ومستثمريه أرباحًا كبيرة عندما تحول السوق كما توقع.
ومع تكشف اضطرابات السوق في عام 2008، انهارت المؤسسات المالية الكبرى، لقد أتى رهان بيري بثماره بشكل جيد، مما أدى إلى تحقيق أرباح كبيرة وتم تأريخه في كتاب وفيلم بعنوان “The Big Short”.
كيف بدت أزمة سوق الرهن العقاري
لقد ضربت الأزمة المالية بقوة من حيث الأرقام، وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.3% في الفترة من 2007 إلى 2009، الأمر الذي أدى إلى خسارة 8.8 مليون وظيفة وارتفاع معدل البطالة إلى 10% بحلول أكتوبر 2009.
وأثرت عمليات حبس الرهن العقاري على 8 ملايين أسرة، الأمر الذي أدى إلى محو 19.2 تريليون دولار من ثروات الأسر والتسبب في انخفاض أسعار المساكن بنسبة 40% في المتوسط.
تلقت سوق الأسهم ضربة قوية، مع انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 38.5% في عام 2008، مما أدى إلى خسارة 7.4 تريليون دولار في ثروة الأسهم، أو حوالي 66.200 دولار لكل أسرة.
فقد شهدت حسابات التقاعد التي يرعاها أصحاب العمل انخفاضاً بنسبة 25% (نحو 0.8 تريليون دولار) في عام 2008، كما اقتربت معدلات فشل القروض العقارية ذات الفائدة القابلة للتعديل من 30% بحلول عام 2010.
الوضع الحالي لسوق الرهن العقاري
في تغريدة على منصة X من المؤسس المشارك لـ Residental Club ومحلل سوق الإسكان الأمريكي، لانس لامبرت، من إمكانية تكرار الأحداث التي أدت إلى أزمة سوق الإسكان عام 2008.
شهد قطاع الرهن العقاري والصناعة المالية سلسلة من التطورات الهامة في الأشهر الأخيرة، والجدير بالذكر أنه كان هناك العديد من عمليات الاستحواذ وتسريح العمال، حيث تم الاستحواذ على شركات مثل Trustar Mortgage من قبل شركة Archer Mortgage وPeople’s Bank of Commerce التي خرجت من إقراض الرهن العقاري السكني.
كما أثرت عمليات تسريح العمال على شركات مثل Homestar Financial و Hometown Lenders، في حين توسعت شركات أخرى، مثل Wesley Mortgage، من خلال استيعاب المنافسين.
استجابة لظروف السوق المتغيرة، اتخذت العديد من الشركات قرارات استراتيجية، أغلقت شركة Equity Prime Mortgage قسم التجزئة لديها، وخفضت شركة Point قوتها العاملة في بالو ألتو، كاليفورنيا.
قامت شركة Re/Max بتقليص حجم قوتها العاملة، وأغلق بنك المناطق بعض فروع الرهن العقاري المستقلة، في حين خفضت Blend قوتها العاملة إلى حد كبير.
وإذا أثبت لامبرت صحته، فربما نشهد الآن أزمة إسكان أخرى قد تخلف عواقب وخيمة وتؤدي إلى ركود أسوأ من ذلك الذي أعقب انهيار السوق في عام 2008.
هل سيحدث انهيار سوق الرهن العقاري مجددا في 2024؟
انخفضت مبيعات المنازل القائمة في سبتمبر 2023 إلى وتيرة سنوية قدرها 3.96 مليون منزل، وفقًا للبيانات الرسمية، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 15.4 بالمائة على أساس سنوي، ومع ذلك قد تدور هذه الإتجاهات في عام 2024 إذا انخفضت معدلات الرهن العقاري.
حاليا المشكلة في الولايات المتحدة والأسواق العالمية هي ارتفاع سعر الفائدة التي تصل إلى 5.5 في المئة بالأسواق الأمريكية والدول التي تستخدم الدولار، لذا في هذه الفترة حيث يحارب المركزي الأمريكي التضخم، من الطبيعي أن تتراجع مبيعات العقارات.
لكن يتوقع الخبراء عدم حدوث انهيار في سوق الإسكان في عام 2024، حيث أصبحت معايير الإقراض الآن أكثر صرامة مما كانت عليه قبل الركود الكبير، ومع استمرار انخفاض المعروض وارتفاع الطلب، فمن غير المرجح أن يدخل سوق الإسكان في حالة ركود في عام 2024.
إقرأ أيضا:
رسالة الإمارات إلى السعودية من افتتاح أفخم فندق في العالم بحضور بيونسيه
سوق العقارات في دبي قوي جدا أمام مشاريع رؤية السعودية 2030
رفع سعر الفائدة: هل حان وقت الإستثمار في العقارات؟
تأثير رفع سعر الفائدة على العقارات
أسباب ارتفاع أسعار العقارات والإيجار عالميا (تركيا مثلا)
