لم تكن حماس لتتواجد بشكلها الحالي دون تدخل إسرائيلي، هذا ما يسلط الضوء على تقرير بالفيديو نشرته The Intercept خلال عام 2018.
التقرير الذي أعده مهدي حسن، المذيع البريطاني الأمريكي ودينا سيد أحمد، صحفية الوسائط المتعددة المقيمة في نيويورك، يركز على إلى أن إنشاء حماس، وهو اختصار لعبارة “حركة المقاومة الإسلامية”، تأثر إلى حد كبير بالموارد التي قدمتها إسرائيل.
ليست نظرية مؤامرة كما يقول المدافعون عن حماس
من المعروف أن هناك سياسة فرق تسد، وهي من أشهر السياسات التي يمكن لدولة معينة أن تستخدمها لتقيم شعب واحد وجعلهم في صراع مع بعضهم البعض، وقد نهجت إسرائيل السياسة مع الفصائل الفلسطينية المختلفة، حركة فتح اليسارية العلمانية من جهة والتي كانت العدو الأكبر لإسرائيل في القرن الماضي، وحركة حماس الإسلامية التي تحولت إلى العدو الأكبر حاليا.
يشير التحقيق إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين، مثل العميد الجنرال يتسحاق سيغيف، الحاكم العسكري السابق في غزة.
وبحسب ما ورد صرح سيجيف بدوره في تقديم المساعدة المالية للحركة الإسلامية الفلسطينية، معتبرًا إياها “ثقلًا موازنًا” لمنظمة التحرير الفلسطينية العلمانية وحزب فتح بقيادة ياسر عرفات (الذي أشار هو نفسه إلى حماس على أنها “مخلوقة لإسرائيل”).
دور إسرائيل في صناعة حماس
واعترف سيجيف لمراسل صحيفة نيويورك تايمز قائلاً: “لقد أعطتني الحكومة الإسرائيلية ميزانية، والحكومة العسكرية تعطيها للمساجد”.
وفي اكتشاف مذهل، قال أفنير كوهين، المسؤول الإسرائيلي السابق الذي عمل في الشؤون الدينية في غزة لأكثر من عشرين عاماً، لصحيفة وول ستريت جورنال: “لأسفي الكبير، حماس هي صنيعة إسرائيل”.
ووفقا للتحقيق، في منتصف الثمانينيات، كتب كوهين تقريرا رسميا إلى رؤسائه يحذرهم من ممارسة سياسة فرق تسد في الأراضي المحتلة، من خلال دعم الإسلاميين الفلسطينيين ضد العلمانيين الفلسطينيين.
وكتب “أقترح… أن نركز جهودنا على إيجاد سبل لتفكيك هذا الوحش قبل أن يقفز هذا الواقع في وجهنا”، وبالطبع تحولت مخاوفه إلى حقيقة.
على مدار العقد الماضي -خلال الأعوام 2009 و2012 و2014 انخرطت إسرائيل في صراع عسكري مع حماس ثلاث مرات على الأقل، مما أدى إلى سقوط نحو 2500 ضحية من المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وقد اتُهمت حماس بقتل مدنيين إسرائيليين أكثر من أي جماعة فلسطينية علمانية مقاتلة، كما جاء في المقال، وبالتأمل في سلسلة الأحداث، اعترف ديفيد هاشام، الخبير السابق في الشؤون العربية في الجيش الإسرائيلي المتمركز في غزة، قائلاً: “عندما أنظر إلى الوراء، أعتقد أننا ارتكبنا خطأً”.
دور مصر في قوة حماس بقطاع غزة
إن حماس هي ذراع جماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة تأسست في مصر في عشرينيات القرن العشرين، قبل ولادة دولة إسرائيل من جديد، واليوم انتشرت هذه الجماعة رغم اعتبارها إرهابية ومحظورة في البلد الأم لها.
وكان قطاع غزة يخضع لحكم مصر من 1948 إلى 1967، وهو ما يساعد في تفسير قوة حماس في هذه المنطقة حيث انتشر الفكر الإخواني وأدى إلى ظهور هذه الحركة العسكرية التي تسامحت معها إسرائيل.
تعمل جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا تحت أسماء ومجموعات واجهة مختلفة، مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، كما أن لديها منظمات إرهابية، بما في ذلك تنظيم القاعدة، الذي كان معظم قادته من أعضاء الإخوان المسلمين، والذي كان يديره بعد بن لادن أعضاء من جماعة مصرية منشقة عن الإخوان المسلمين.
لقد انخدع الإسرائيليون، مثل الأميركيين والأوروبيين، في البداية بحماس، ونظروا إليها كما تميل الحكومات الغربية إلى رؤية منظمات الإخوان المسلمين في بلدانها، على أنها دينية وسياسية، ولكنها ليست إرهابية.
لماذا دعمت إسرائيل حماس في الأصل؟
حسب اعترافات القادة في إسرائيل، كان الغرض من دعم الإسلاميين وعلى رأسهم حماس التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، هي مواجهة العلمانيين الذين لجأوا من قبل للعنف ضد إسرائيل.
طردت إسرائيل منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان في حرب 1982، وهي المنظمة الوحيدة والشرعية المعترف بها من المجتمع الدولي، ولكن في المقابل سمحت إسرائيل لحماس والحركات الإسلامية بالصعود من أجل تقسيم الفلسطينيين إلى فريقين، وهو ما حدث عندما انقلبت حماس واستولت على الحكم في غزة بداية من 2007.
ويمكنك مشاهدة التقرير الذي نشرته THE INTERCEPT من هنا، وهو يشرح أكثر أن حماس صناعة إسرائيلية وغالبا بشكل غير مباشر.
إقرأ أيضا:
من باع القضية الفلسطينية؟ حماس وفتح برعاية قطر الممولة لنتنياهو
الإنقسام الفلسطيني أكبر خيانة لشعب فلسطين
شعب غزة يؤيد التطبيع مع إسرائيل بعد المملكة العربية السعودية
الحروب الدينية التي تحدث في العالم الآن
هذه فرصة مصر لاسترجاع غزة من احتلال حماس
الدين هو أساس الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليس الحل
مصالح قطر في خطر بسبب حماس ودعم الإرهاب