الطريق إلى انهاء حصار غزة والتطبيع بين حماس وإسرائيل

الطريق إلى انهاء حصار غزة والتطبيع بين حماس وإسرائيل

منذ اللحظة الأولى للصراع الأخير، اختارت حركة حماس لعب دور المتفرج أمام الضربات الإسرائيلية لقيادات مهمة من الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

وكانت تل أبيب واضحة منذ البداية، المطلوب هو الجهاد الإسلامي وليس أي شخص من حركة حماس التي تحكم القطاع الفلسطيني الكبير، وبالفعل قتلت تل أبيب قياديين مهمين، وتوصلت مصر إلى اتفاق وقف اطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسيرين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة.

عدم مشاركة حماس في هذه المعركة القاسية بين القطاع وإسرائيل يكشف عن خلاف بين الجهاد الإسلامي وحركة حماس حول إدارة المقاومة والمواجهة مع إسرائيل.

حركة حماس تفضل السياسة على الحرب

تدير حركة حماس قطاع غزة، وهي تلاحظ بالفعل الظروف الإقتصادية التي بات القطاع يعيشها، وهي تتحمل مسؤولية هذا الوضع كما تتحمله إسرائيل وبقية الأطراف.

لأشهر لاحظنا أن هناك تقارير تؤكد بأن الحاضنة الشعبية للحركة تعاني من البؤس ولا ترى أن هناك هدف حقيقي من الحرب قد تحقق، سوى مع إسرائيل من الدخول إلى القطاع.

تقاربت حركة حماس مع مصر في السنوات الأخيرة رغم كونها ذات مرجعية إسلامية تستند إلى الإخوان المسلمون، وهي الحركة التي اختارت القاهرة حظرها.

كما أن الحركة نفسها مدعومة من تركيا، بلد آخر يفضل حل مشكلة فلسطين وإسرائيل سياسيا وانهاء الحصار، وهو موقف لا يختلف عن موقف القاهرة.

وفي الأشهر الماضية تم تخفيف الحصار عن قطاع غزة، وأصدرت إسرائيل آلاف تأشيرات العمل والتصاريح لشباب غزة وهو ما يساعد القطاع على التنفس اقتصاديا.

الجهاد الإسلامي تفضل الكفاح المسلح

رغم كون هذه الحركة من الأحزاب الإسلامية الإخوانية في العالم العربي، إلا أنها متحالفة أكثر مع ايران، ورغم أنها تؤكد بأنها ليست تابعة لطهران إلا أن التقارير تؤكد غير ذلك.

تفضل هذه الحركة المسلحة الكفاح المسلح، وقد أرادت أن تكون المعركة الأخيرة طويلة لتصفية الحسابات مع إسرائيل، إلا أن حماس لا ترغب في ذلك.

أكد المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان: أن “حماس قد حاولت إقناع الجهاد بعدم إطلاق صواريخ نحو إسرائيل في بداية المعارك لكن الأخيرة لم تنصع لذلك”.

قد يسبب ذلك خلافا سياسيا بين الحركتين، وسط تنافس على السلطة في قطاع غزة، وقد يستغل بعض أنصار الجهاد الإسلامي موقف حماس لإظهارها على أنها حركة متخاذلة وينبغي أن تتخلى عن قيادة القطاع.

على كل حال، فإن المعركة الأخيرة كانت قصيرة، حيث أن القوى الإقليمية لا تريد حربا في المنطقة، حتى ايران منشغلة بالمفاوضات النووية ولا تريد حاليا أي تصعيد، بينما حزب الله يتابع مفاوضات إسرائيل ولبنان لترسيم الحدود البحرية.

هل التطبيع بين حماس وإسرائيل ممكن؟

بالرغم من استمرار حصار غزة المجحف بأهلها، إلا أن هناك تقدم على أكثر من محور، فمن جهة تطورت علاقة حماس مع مصر نحو الأفضل.

ومن جهة أخرى الدول التي طبعت علاقتها مع إسرائيل يمكنها التدخل لتخفيف الصراعات السياسية الفلسطينية الإسرائيلية.

وخلال الأشهر الأخيرة تم تخفيف الحصار على القطاع وزيادة عدد العمالة الوافدة منه لإسرائيل إلى 20 ألف عامل، كما حصلت حركة حماس على تسهيلات من قبل حكومتي يائير لابيد، ونفتالي بينيت لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية.

لا نتوقع حاليا أي تطبيع بين الطرفين، لكن اختيار حماس المسار السياسي وتصرفها في المعركة الأخيرة قد يأتي بمكاسب للقطاع ويساعد على انهاء حصار غزة في أسرع وقت.

كما تنازع اليسار (فتح) والإسلام السياسي (حماس) السلطة، فإن الجهاد الإسلامي وحركة حماس منفصلين في المقاومة أيضا وهناك تنافس واضح بينهما.

ويبقى الخيار الأفضل للفلسطينيين هو انهاء هذه التجاذبات وحل الخلافات بينهم، حينها سيصبح موقفهم أقوى وسيساعد على حل القضية وبناء دولة فلسطينية مستقلة.

إقرأ أيضا:

قصف تل أبيب وخسائر الشيكل الإسرائيلي واقتصاد اسرائيل

دور مصر في تصدير الغاز الاسرائيلي الى أوروبا

تنافس تركيا والإمارات على ميناء حيفا اسرائيل وطرد الصين

لماذا غزو أوكرانيا أكثر أهمية للمجتمع الدولي من حرب قطاع غزة؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز