
إن الصراع بين المتمردين الحوثيين في اليمن والمملكة العربية السعودية يتجاوز مجرد صراع حدودي فهي معركة بالوكالة في صراع إقليمي أكبر.
وسيطر الحوثيون، المتحالفون مع الإسلام الشيعي، على العاصمة اليمنية وأجزاء كبيرة من البلاد، مما أثار قلق المملكة العربية السعودية، التي تمارس الإسلام السني.
وكان يُنظر إلى استيلاء الحوثيين على هذه الأراضي على أنها خطوة على السلطة تدعمها إيران، الدولة ذات الأغلبية الشيعية التي تعتبر المنافس الإقليمي للمملكة العربية السعودية.
وشعرت المملكة العربية السعودية بالتهديد من احتمال وجود حليف إيراني على عتبة بابها، فقامت بتشكيل تحالف وتدخلت في اليمن، وأدى ذلك إلى حرب تسببت في أزمة إنسانية حادة.
يصبح الوضع أكثر تعقيداً عندما ننظر إلى عداء الحوثيين تجاه إسرائيل، وهي التي تقع على بعد حوالي 2000 كيلومتر (1200 ميل) من اليمن، وهي مسافة بعيدة عن متناول المعدات العسكرية القياسية للحوثيين.
وعلى الرغم من ذلك، وجه الحوثيون في بعض الأحيان تهديدات إلى إسرائيل، حيث أطلقوا الصواريخ وأرسلوا طائرات بدون طيار في لفتة رمزية إلى حد كبير للتحدي.
وتعتبر هذه التصرفات بمثابة تصريحات سياسية ضد علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وتعبيرًا عن دعم القضية الفلسطينية.
ومع ذلك، فإن قدرتهم على شن هجوم ناجح على إسرائيل محدودة للغاية، ولا تعتبر المسافة حاجزًا كبيرًا فحسب، بل إن أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة، مثل القبة الحديدية والسهم، مصممة لاعتراض التهديدات الجوية المتنوعة، وتحييد مثل هذه الهجمات البعيدة والفظة نسبيًا بشكل فعال.
ويسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد سبل لمعالجة الأزمة، ويحث على إجراء حوارات للتعمق في جذور مظالم الحوثيين ويسعى جاهداً لمساعدة المدنيين اليمنيين العالقين في مرمى النيران.
والهدف هو إيجاد حل سلمي ينهي الحرب ويعيد الاستقرار إلى اليمن، إنها مهمة صعبة تتطلب معالجة احتياجات الحوثيين ومخاوفهم، والحد من تدفق الأسلحة إلى المنطقة، وإدارة المنافسة الجيوسياسية الأوسع التي أدت إلى تفاقم هذا الصراع.
بالطبع ليس صحيحًا دائمًا أن الصواريخ لن تصل إلى إسرائيل من اليمن، ومع ذلك، تستطيع إسرائيل التعامل مع هذه الصواريخ، ولكن ليس لأن هذه الهجمات تسبب تهديدات كما يستطيع حزب الله أن يفعل.
وحتى الآن تجمع التقارير إلى أن هجمات الحوثيين على إسرائيل لم تضر الدولة العبرية بل إنها تشكل خطرا على اقتصاد مصر ومصالح السعودية الراغبة في السلام بالشرق الأوسط لتنفيذ رؤية 2030 التي سيكون لها اثر إيجابي على المنطقة وليس فقط الشعب السعودي.
وفيما تتعرض السفن التجارية في البحر الأحمر للهجمات اليمنية، يصيح هذا الطريق التجاري مكلفا وغير آمنا للتجارة العالمية وهو ما يخدم الخطط والطرق البديلة مثل الممر الإقتصادي الجديد إضافة إلى الممر الشمالي بين الصين وأوروبا والطرق التجارية الأخرى.
وتعد السياحة على البحر الأحمر مهمة لكل من مصر والسعودية أيضا وهو ما يعني أهمية السلام في هذه المنطقة، وإلا فإن الهجمات على السفن والزوارق يدفع السياح إلى الهروب نحو مدن ومناطق آمنة أكثر.
وفيما يثني الكثير من العرب على تلك الهجمات يتجاهل هؤلاء أن جماعة الحوثي، سواء بشكل متعمد أو غير متعمد، تسعى إلى تهديد مصالح مصر والسعودية وأيضا التلميع لنفسها بعد سنوات من المشاركة في الحرب الأهلية اليمنية وكونها طرفا في المشكلة وليس الحل.
من جهة أخرى ستجلب هجمات الحوثيين على إسرائيل لليمن المزيد من العقوبات والحصار وهو ما شرعت الولايات المتحدة في تنفيذه من خلال معاقبة مجموعة من الشركات والمؤسسات المالية التي لديها علاقة بهذه الجماعة.
إقرأ أيضا:
كيف خسرت دول الخليج العربي اليمن لصالح الدمار؟
سبب ترحيل اليمنيين من السعودية وعددهم وحقائق أخرى
أهمية سقطرى اليمنية وسر جاذبيتها والصراع حولها
كي تنجح رؤية 2030 يجب على السعودية وقف حرب اليمن
الحرب في اليمن تستنزف اقتصاد السعودية وتهدد مكانتها المالية