تتزايد الأصوات التي تطالب المغرب بالتراجع عن التطبيع مع إسرائيل، وهي قادمة من المعسكرين الإسلامي واليساري، فيما القوميون المغاربة يدافعون عن العلاقات المغربية الإسرائيلية.
وتعد خطوة تطبيع المغرب مع إسرائيل مفاجأة كبرى، حيث جاءت مع الموجة الجديدة من اتفاقيات التطبيع التي بدأت في أغسطس 2020، وهي لا تزال مفتوحة ولم تغلق نهائيا، وكان من الممكن أن تنضم إليها السعودية وموريتانيا واندونيسيا لولا الحرب في غزة.
يتساءل الكثير من الناس ماذا يستفيد المغرب من التطبيع مع إسرائيل؟ ما هي الفائدة من العلاقات الإسرائيلية المغربية؟ وهذا ما نجيب عنه.
دعم مغربية الصحراء
تعد قضية الصحراء المنظار الذي ينظر من خلاله المغرب إلى العلاقات الدولية ومصالحه الإستراتيجية، وهو إن كان يسيطر على الصحراء كليا ويعمرها وتشهد مدن الصحراء مشاريع تنموية كبرى إلا أن الإعتراف الدولي بكونها أرضه هو أمر في غاية الأهمية بالنسبة له في ظل طرف على الأراضي الجزائرية يدعي أن الصحراء دولة منفصلة عن المغرب.
وقد اعترفت الولايات المتحدة بمغربية الصحراء إضافة إلى دعم مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، مقابل الإعتراف بإسرائيل التي بدورها اعترفت بسيادة المغرب على صحرائه.
ويطمح المغرب أيضا ليستفيد من قوة علاقات إسرائيل بالإتحاد الأوروبي والغرب عموما في دعم روايته بشأن الصحراء المغربية وزيادة الدول التي تتبنى أطروحة الحكم الذاتي التي يتبناها المغرب.
منذ هذه الخطوة سارعت الدول لدعم الرواية المغرب وعلى رأسها اسبانيا، التي قررت الإنحياز إلى الحكم الذاتي المغربي للصحراء في خطوة شكلت صدمة للجزائر.
الإستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية
تعد إسرائيل وادي سيليكون الشرق الأوسط وهي تزخر بشركات التكنولوجيا في الأمن السيبراني والفلاحة والزراعة والطب ومجالات كثيرة إضافة إلى التسلح المتقدم.
ويرغب المغرب من خلال تطبيع العلاقات مع إسرائيل الوصول إلى التكنولوجيا المتطورة التي تحصل عليها دول صديقة لها مثل الهند على سبيل المثال لا الحصر.
استفادة مصر من إسرائيل في الزراعة الصحراوية بالحصول على تكنولوجيا متقدمة في هذا الشأن، وبدوره حصل المغرب على هذه التقنيات وقد بدأ يستخدمها في الزراعة بالصحراء وإنتاج الغذاء.
الأمن السيبراني في غاية الأهمية، وتستخدم المملكة هذه التقنيات استخباراتيا ولجمع المعلومات ومكافحة التهديدات التي من شأنها أن تهدد الأمن القومي إلى جانب مواجهة أي هجمات سيبرانية على أنظمة المملكة الرقمية.
تصنيع السلاح الإسرائيلي في المغرب
تخطط أكبر شركات الصناعة العسكرية الإسرائيلية لتصنيع الأسلحة في المغرب الذي يتميز بكونه قوة صناعية صاعدة، من مجال السيارات إلى الطيران.
شركة “ألبيت سيستمز”، وهي شركة تكنولوجيا دفاعية إسرائيلية، قررت فتح مصنعين لها في المملكة، وذلك لإنتاج طائرات التجسس بدون طيار التي تحتاجها الدول المختلفة التي تشتريها بشراهة من إسرائيل مثل الهند والولايات المتحدة وأوكرانيا.
هناك شركات إسرائيلية أخرى في مجال انتاج الطائرات الإنتحارية بدون طيار قد اتجهت بالفعل إلى المغرب لزيادة انتاجها وللتكلفة المتدنية في الإنتاج التي ستحصل عليها من المغرب.
ومن جهة أخرى سيحصل المغرب على الخبرة أكثر في تصنيع الأسلحة وتطوير الموارد البشرية في هذه المجالات التي تعد مهمة للغاية.
الرفع من التبادل التجاري المغربي الإسرائيلي
بلغ حجم التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل 38.5 مليون دولار في النصف الأول من عام 2023، بزيادة قدرها 96.43 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022.
ومنذ التطبيع تزداد الصادرات المغربية إلى إسرائيل خصوصا في المجال الفلاحي والزراعي والأغذية والسيارات فيما تصدر إسرائيل للمملكة الأسلحة والمواد الكيماوية ومنتجات النقل.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 180 مليون دولار خلال 2022، بزيادة بنسبة 160 في المئة مقارنة بعام 2020 التي تم توقيع فيه اتفاقية التطبيع.
التعاون المائي والفلاحي
تعد إسرائيل دولة متفوقة في تأمين حاجياتها المائية من خلال محطات التحلية وترشيد استهلاك مياه الأنهار واستغلالها، وهذا بفضل التكنولوجيا المتقدمة التي استخدمتها.
وفي المقابل يعرف المغرب بسياسة السدود والتي تفوق فيها على البلدان المحيطة به، لكنه يعاني من تراجع الأمطار في السنوات الأخيرة وبالتالي أصبح مفروضا عليه بناء محطات التحلية وهو ما بدأ فيه.
من خلال التعاون المائي والفلاحي، ينتظر ان تتقدم أدوات الري في المجال الزراعي والإستفادة أيضا من تقنيات تحلية المياه بتكاليف أقل.
إقرأ أيضا:
مكاسب صناعة الطائرات بدون طيار الإسرائيلية في المغرب
إسرائيل ستجعل الفلاحة المغربية أعظم وصحراء المغرب خضراء
أهمية اعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء وتأثيره الدولي
شروط المغرب للموافقة على تطبيع العلاقات مع سوريا الأسد
شعب غزة يؤيد التطبيع مع إسرائيل بعد المملكة العربية السعودية
حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا