قررت منظمة أوبك وحلفائها في أوبك بلس زيادة إنتاج النفط بداية من سبتمبر بمقدار 100 ألف برميل يوميًا، وتعد هذه الزيادة طفيفة مقارنة بالمتوقع.
وفيما ذهبت التحليلات للقول أن هذه الزيادة تحمل معنيين، الأول هو إرضاء الولايات المتحدة الامريكية بأقل زيادة ممكنة ودون ضرب مصالح منتجي الذهب الأسود، والثاني إهانة بادين الرئيس الأمريكي الذي يبدو أنه فشل حتى الآن في تغيير المسار كما فعل دونالد ترامب عام 2018.
ورغم تحسين العلاقة السعودية الأمريكية وموافقة واشنطن على بيع صواريخ دفاعية للرياض والإمارات العربية المتحدة إلا أن الزيادة المعلنة أقل من المتوقع.
ويقال أن زيادة طفيفة في انتاج النفط لن تؤدي إلى انهيار أسعار النفط، ومن المنتظر ان تشهد أوروبا في الخريف اقبالا أكبر على النفط لتأمين احتياجاتها من الطاقة لهذا فإن سعر البرميل لن يقل عن 100 دولار أمريكي.
وبلغ معدل التضخم في الولايات المتحدة أعلى مستوياته في 40 عاما هذا العام، مع ارتفاع أسعار الطاقة التي اندلعت بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا والعقوبات الغربية التي عقدت مشهد الطاقة أكثر.
لكن التضخم المرتفع في الولايات المتحدة وبقية دول العالم والأسواق العالمية الكبرى، وسياسة الرفع من سياسة الفائدة، كلاهما عاملين قويين يدفعان العالم إلى ركود اقتصادي وبالتالي انهيار أسعار النفط في النهاية.
تدرك أوبك بلس أنه في كل الأحوال ستنهار أسعار النفط، فلماذا عليها تسريع هذه العملية التي ستحدث بسبب الركود الاقتصادي المقبل وانتعاش النفط الصخري الأمريكي وتزايد الإنتاج الإيراني والفنزويلي؟
ورغم احتمال ارتفاع الطلب على النفط بشكل كبير خلال الأشهر المتبقية من هذا العام، إلا أن الوضع الاقتصادي العالمي يدفع الطلب على الذهب الأسود إلى التباطؤ.
وفقًا لتحليل بواسطة Elements Newsletter استنادًا إلى BP Statistical Review of World Energy 2022، جاء ما يقرب من 43٪ من إنتاج النفط في العالم من ثلاث دول فقط في عام 2021 وهي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والاتحاد الروسي، أنتجت هذه الدول الثلاث معًا نفطًا أكثر من بقية الدول العشر الأولى مجتمعة.
تفوقت الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم في عام 2015، وفقًا لبيانات الحكومة الأمريكية، ومع ذلك اعتبارًا من عام 2021 استمرت الولايات المتحدة في كونها مستورداً صافياً للنفط الخام أثناء تصدير المنتجات البترولية المكررة.
أنتج كل من المملكة العربية السعودية وروسيا ما يقرب من 11 مليون برميل في اليوم في عام 2021 وكانا أكبر مصدرين للنفط على مستوى العالم.
في كلا البلدين، كانت شركات النفط المملوكة للدولة (أرامكو السعودية وغازبروم على التوالي) أكثر الشركات المنتجة للنفط والغاز قيمة.
بعد أوبك، تمثل أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك) ما يزيد قليلاً عن ربع إنتاج النفط العالمي في عام 2021. جاء ما يقرب من 70٪ من إنتاج النفط في أمريكا الشمالية من الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم.
تعد السوق الأمريكية أيضا ثاني أكبر مستهلك للنفط والغاز في العالم وفي حال بدأ تباطؤ الاقتصاد الأمريكي فإن أسعار النفط مرغمة لتتراجع وتنخفض.
لمكافحة أزمة النفط، يعمل باقي العالم على تكثيف إمدادات النفط من خلال زيادة الإنتاج أو إطلاق احتياطيات البترول الاستراتيجية (SPRs)، من المتوقع أن يرتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط بمقدار مليون برميل في اليوم في عام 2022 إلى مستوى قياسي، في الوقت نفسه تتجه الأنظار إلى دول أخرى متحمسة لزيادة الإنتاج مثل ايران التي تريد توجيه نفطها إلى أوروبا شرط رفع العقوبات الاقتصادية عليها.
لا تريد أوبك بلس زيادة كبيرة في الإنتاج لأن ذلك سيؤدي إلى تسريع انهيار أسعار النفط، وهو أمر لا ترغب به أي دولة منتجة حاليا.
إقرأ أيضا:
كم برميل نفط تنتج السعودية في اليوم 2022
أكبر 10 دول منتجة للنفط في العالم لعام 2022
زيادة إنتاج نفط ليبيا مفاجأة سارة وضربة لروسيا
أين تذهب أرباح انتاج النفط والغاز في أفريقيا ومن المستفيد؟
أعضاء أوبك بلس والفرق مع منظمة أوبك