منذ وفاة شابة كردية ايرانية تبلغ من العمر 22 عاما في 16 سبتمبر، وايران تعيش على صفيح ساخن داخليا، حيث تشهد كل يوم احتجاجات عنيفة، وكل هذا يحظى بتغطية مميزة من قناة ايران انترناشيونال وعدد من القنوات الأجنبية التي تتواجد مقراتها في بريطانيا ودول أخرى مثل السعودية.
وقد هددت طهران سواء من خلال وسائل اعلامها أو صحفها الرسمية نظيرتها الخليجية، بالذهاب بعيدا في العلاقات الثنائية، وهذه المرة إلى حرب عسكرية مباشرة، إذا لم تتوقف الرياض عن تمويل ودعم تلك القنوات الفضائية ووسائل الإعلام التي يزداد متابعتها في ايران.
خلفية قناة إيران إنترناشيونال وحقائق عنها
تم اطلاق القناة إيران إنترناشيونال عام 2017، وتملكها شركة بريطانية اسمها Volant Media UK Ltd وهي متخصصة في القضايا الإيرانية وتغطية ما يحدث في هذا البلد وتتوفر بثلاثة لغات هي الفارسية والعربية والإنجليزية.
ولأن ايران دولة ديكتاتورية الإعلام فيها موجه وكذلك الإنترنت مراقب وهناك حجب الوصول إلى الكثير من مواقع الإنترنت والشبكات الاجتماعية فلإن الشعب بحاجة إلى مصادر اخبار مختلفة تخبرهم بوجهة نظر أخرى غير تلك التي تحاول الحكومة التأكيد على صتها.
وليست ايران انترناشيونال هي الوحيدة التي تم اطلاقها لهذا الغرض، لكن العامل المشترك بينها أن أغلبها موجودة في بريطانيا، كما أن عدد منها يتلقى تمويلا خليجيا خصوصا سعوديا.
وحسب العديد من التقارير الموثوقة فإن قناة إيران إنترناشيونال يتم تمويلها من رجال أعمال سعوديين، وهم من يوجهون محتوياتها.
كابوس طهران في احتجاجات 2022
في أكتوبر 2018 نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرا مكتوبا من أحد موظفي هذه القناة الفضائية والمؤسسة الإعلامية لم يكشف عن اسمه، يؤكد فيه أن الممولين السعوديين يؤثرون بالفعل على الخط التحريري.
ومرة أخرى خلال فبراير 2019، نشرت وول ستريت جورنال تقريرا، يكشف جهود السعودية في بناء قوتها الإعلامية، وأكد التقرير أن أفراد مرتبطون بالديوان الملكي السعودي ساعدوا في إطلاق إيران إنترناشونال، وهي محطة إذاعية باللغة الفارسية في لندن، وفقًا لسجلات الشركات البريطانية والأشخاص المطلعين على القناة.
اشتكى بعض الصحفيين في إيران الدولية من أن الإدارة تدفع بخط مؤيد للسعودية ومعاد لإيران في القناة التي تبث على مدار 24 ساعة، والتي تبث عبر الأقمار الصناعية إلى الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، ويمكن مشاهدتها في إيران.
وأضاف التقرير أن المملكة تدفع الكثير من المال لبناء التأثير والمصداقية في هذا المجال، وهذا ليكون لديها امبراطورية إعلامية قوية.
وقال متحدث باسم قناة إيران الدولية إنها “لا تمولها الحكومة السعودية أو الحكومة الإيرانية أو أي حكومة أخرى”، لكن التقارير حولها تتفق على أنها تتلقى تمويلا خليجيا.
وتحولت هذه القناة الفضائية على كابوس بالنسبة للسلطات الإيرانية في الأسابيع الأخيرة حيث تعمل على بث مقاطع الفيديو التي تتوصل بها بطرق مختلفة من الإحتجاجات التي تحدث بمدن ومقاطعات كثيرة.
عوض أن تصلح ايران مشاكلها تبحث عن تصديرها إلى الخارج
مثل أي بلد قائم على نظام ديكتاتوري، يعد صوت المعارضة والمطالبة بالمحاسبة والشفافية وفتح النقاش العام أمرا مؤلما ويجب قمعه.
ورغم أن الإعلام يمكن أن يستخدم كسلاح إلا أنه ما دام يكشف عن ما يحدث في الشارع ويناقش المشاكل الحقيقية فهو ليس إرهابيا أو منظمة تهدد الأمن القومي، وعوض ملاحقة الصحفيين والمدونين من الأفضل للحكومة حل المشكلات التي يعاني منها البلد وهذا أفضل رد على المعارضة.
في ايران هناك جيل من الشباب الذي يريد الحرية وتريد النساء أن يكون لديهن الحرية في الملبس والتصرف بحقوقهن، وهي قضايا يصعب ادارتها بطريقة القمع.
وبينما تستمر تقارير قناة ايران انترناشيونال التي تفضح ما يجري في ايران، تشعر طهران بالغضب الشديد من الرياض ودول الخليج وتهدد بالحرب، وهي بذلك تفضل تصدير مشاكلها إلى الخارج.
وقد توصلت الإستخبارات السعودية على نتيجة مفادها أن ايران قد تلجأ إلى بعض الأعمال العدائية ضد السعودية ربما باستخدام وكلائها في اليمن والمنطقة والذين يملكون الطائرات بدون طيار وهذا لضرب منشآت أرامكو أو حتى منشآت مهمة في العاصمة السعودية.
إقرأ أيضا:
روسيا والصين في ورطة بسبب صراع ايران ضد السعودية
حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا
عن قمة سيكا التي تجمع ايران وإسرائيل والعرب
تحالف السعودية مع روسيا حليفة ايران مؤقت وهش أيضا
نهاية شرطة الأخلاق في ايران وهيئة الأمر بالمعروف في السعودية