ضحكة تقنية: عودة إلى السيو SEO بعد سنوات من إدمان زيارات فيس بوك

انهارت الزيارات القادمة من فيس بوك وتراجعت حركة المرور بأكثر من النصف، ظاهرة لم تسثتني صغيرا ولا كبيرا ولا عربيا ولا أجنبيا ضمن مواقع الويب.

انتهت سنوات صناعة المجد باستخدام زيارات فيس بوك التي وجد فيها كثيرون أفضل وسيلة للشهرة والوصول إلى القراء والرفع من المشاهدات والعائدات الإعلانية، بعيدا عن تعقيدات السيو SEO وتحديثات جوجل ومحركات البحث المنافسة.

وسواء أقام موقع بنشر قصة مثيرة للجدل أو قصة إخبارية حقيقية منطقية، فالنتيجة واحدة، زيارات قليلة مقارنة بالأمس القريب، وتفاعل شبه ميت.

المواقع الإلكترونية في أستراليا خلصت إلى استنتاج واضح، ألا وهو أن فيس بوك ليس مهتما بحركة المرور نحو مواقع الويب الإخبارية ولا يهمه ذلك.

الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم أكدت على أن الهدف من تقليل ظهور منشورات الصفحات العامة التي تشكل مصدرا أساسيا للزيارات إلى مواقع الويب، هو تعزيز تواصل المستخدمين مع الأصدقاء والعائلة والتقليل من ظهور القصص الإخبارية التي تزيد من الاحتقان، كما أنها خطوة للقضاء على الأخبار المزيفة.

ولا شك أن الكثير من المواقع الإخبارية تنشر ولا تزال المزيد من الأخبار المزيفة، وهي سياسة ناجحة لتحقيق أرباح طائلة، لكنها غير قانونية.

لكن هذا لا يبرر أبدا قرار فيس بوك بمعاقبة جماعية للمواقع الإخبارية والمدونات والمجلات والصفحات العامة وحثهم على شراء الزيارات وحركة المرور.

خطوة فيس بوك غبية وتزيد من الإحتقان الإعلامي ضده، ناهيك على أنها لم ولن تساعد على إخفاء الأخبار المزيفة، إذ أن الواقع يقول أن الصفحات الشخصية هي الأخرى تشكل مصدرا أساسيا للقصص الملفقة والمزيفة.

ماذا سيفعل فيس بوك؟ هل سيضيف في التحديث القادم التقليل من ظهور منشورات الأصدقاء والعائلة أيضا؟ لثد ضرب تحديث خوارزمية خلاصة الأخبار لشهر يناير 2018 التفاعل على المنصة وقلل أيضا من مدة تواجد المستخدمين لتبدأ الشركة في خسارة أهم رأس مال لها، ألا وهو بقاء المستخدمين على المنصة لمدة أطول.

لسان حال كل واحد من أصحاب المواقع الإلكترونية هذه الأيام هو: “جوجل، أنا آسف على تهميشك وتجاهلك لصالح فيس بوك، هذا الأخير خذلني وسأهتم بك مجددا”.

وهذه حقيقة، حيث تعمل المواقع الإخبارية على توظيف خبراء السيو SEO وإنفاق مبالغ متزايدة على تهئية مواقعهم لمحركات البحث والتقليل من الإنفاق على الشبكات الإجتماعية.

وقد عاد أصحاب المواقع للتردد مجددا على منتديات محركات البحث والمواقع التي تحرص على نشر الأخبار عن التحديثات وعن طرق استخدام جوجل ومنافسيه في جلب الزيارات.

يحدث هذا بينما هناك حالة من الغضب والحزن والشعور بالغدر يحمله أصحاب المواقع اتجاه فيس بوك، والذين يراقبون عن كثب علامة ايجابية أو تراجع عن سياساته المعلنة حديثا.

هناك من يقول أن هذا سيحدث معلقا آماله على الأسابيع والأشهر القادمة، لكن هناك فئة ترى أنه لا يجب أن نضيع المزيد من الوقت في الإنتظار، ما حدث هو تغيير كبير ولا يمكننا العودة إلى الماضي فقواعد اللعبة تغيرت ربما للأبد.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز