لم يعد شهر رمضان شهرا للصيام وخفض الإستهلاك والتقشف وتعلم الزهد، بل شهرا يزداد فيه استهلاك المأكولات والمشروبات والمحتوى الترفيهي والألعاب الإلكترونية والسهر ليلا والنوم نهارا.
يتنافى هذا مع قيم هذا الشهر والأهداف منه، ولكن بالنسبة للشركات والأعمال التجارية الوضع الحالي هو الأفضل، ورمضان مثل المواسم الدينية المسيحية التي تقام في نهاية العام الميلادي، فرصة للشركات كي تبيع أكثر ويتخلص أصحاب التجارة من بضاعتهم.
ازدياد استهلاك الأكل والطعام خلال رمضان
مع كل اقتراب لهذا الشهر ستلاحظ الكثير من الإعلانات الترويجية، سواء ما يخص تخفيضات الأطعمة والأكلات أو حتى الأجهزة المنزلية، إضافة إلى الإعلانات الترويجية للمسلسلات والبرامج التلفزيونية التي سيتم بثها على مئات القنوات الفضائية.
في مصر تؤكد إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري أن أكثر من 85% من المصريين يغيرون عاداتهم الغذائية في شهر رمضان، ويرتفع حجم الاستهلاك بنسبة تقترب من 150% وهو ما يعادل استهلاك 3 أشهر.
ولا يختلف الحال في الواقع بالنسبة لبقية الدول العربية الخليجية والعراق وكذلك دول المغرب الكبير والأردن وفلسطين والدول الإسلامية الأخرى.
ورغم تراجع عدد الوجبات في اليوم، إلا أن كل وجبة تتضمن أعداد أكبر من الأطباق والأكلات المتنوعة ما يجعل وجبة الإفطار وكذلك السحور مكلفتين وتعادلان 3 أيام من الأكل في الأشهر العادية.
وتلعب نفسية الصائم دورا في ذلك، حيث طيلة اليوم لا يأمل ولا يشرب وبالتالي فهو يشتهي أطباقا وأكلات مختلفة، ليقوم بإعدادها أو شراءها من الخارج، وهو مت يشجع المخابز وصناعة الاكلات على زيادة انتاجها وتقديم أنواع مختلفة من الحلويات والأكلات الرمضانية طيلة الشهر الكريم.
من المفترض حقيقة انخفاض الاستهلاك إلى الثلث خلال شهر رمضان، لكن ما يحدث منذ سنوات طويلة هو عكس المتوقع، ووسط هذا الجوع يزداد الإستهلاك ويتضاعف خصوصا في وجبة الإفطار.
شهر رمضان موسم الترفيه الرقمي
منذ ظهور القنوات الفضائية، تميز الشهر الفضيل بتشكيلة متنوعة من البرامج والمسابقات التلفزيونية وكذلك المسلسلات، ولأنها تستقطب مشاهدات عالية على مدار 30 يوما، فقد استثمرت شركات الإنتاج والإعلام في انتاج المحتوى الرقمي بغزارة خصيصا لشهر رمضان.
السبب في ذلك هو أن الناس كلهم يتجمعون للإفطار في وقت واحد، وحينها يشاهدون التلفزيون خصوصا وأن هذا الحدث يأتي في آخر اليوم، وليس مثل الإفطار باليوم العادي حيث قلة من الناس يبدؤون يومهم بمشاهدة التلفزيون كما أن أغلبهم ينتظره الدراسة أو العمل.
من جهة أخرى خلال أوقات النظر تتابع ربات البيوت وحتى الموظفون في مكاتبهم المسلسلات التي يثم بثها خلال النهار، وهو ما لاحظته وسائل الإعلام واستثمرت في استغلاله.
وحاليا حتى مع وجود تطبيقات المشاهدة عند الطلب، فقد تحول الصائمون إليها لمشاهدة المحتوى الرقمي والمسلسلات المختلفة وفق تجربة مشاهدة أفل خالية الإعلانات أيضا بتكلفة شهرية محددة أو حتى مجانا مع عرض القليل من الفواصل الإعلانية.
ولا ينبغي أن ننسى أيضا ألعاب الفيديو خلال شهر رمضان يكون الإقبال عليها كبيرا، سواء فري فاير أو ببجي موبايل ومنافساتها الأخرى، أو حتى ألعاب الورق والدومينو.
شهر رمضان موسم تجاري ضخم
كل الشركات خلال رمضان تتسابق نحو الإعلانات التلفزيونية، وتنفق الملايين على عرض اعلاناتها اثناء الذروة، وهي شركات من كافة القطاعات، من الاتصالات إلى الأغذية وحتى العقارات التي تحتل هامشا مهما في الإعلانات، وهناك أيضا إعلانات العطل والسفر الصيفية التي يتم بثها إذا كان الصيف قريبا بالنسبة للشهر الفضيل.
والسبب في ذلك أن هذه هي الفرصة كي يشاهد الجميع أو معظم الناس تلك الإعلانات ولاحقا ستأتي النتائج من خلال الصفقات والمبيعات.
مهما دفعت الشركات من تكاليف فهي تعرف أن الفوائد الإقتصادية التي ستجنيها أكبر، ورغم أن إعلانات المنصات الرقمية تتيح الاستهداف وميزانية أقل وما إلى ذلك من المزايا فإن الشركات الكبرى التي تتسابق نحو إعلانات التلفزيون تعرف مدى انتشارها وتأثيرها الكبير.
إقرأ أيضا:
دليل مسابقات رمضان 2024 والمسابقات الرمضانية 1445
هل تختفي الولائم الرمضانية في عصر التضخم والغلاء المتزايد؟
لماذا يزداد الإقبال على القمار والمراهنات في شهر رمضان؟
كيفية التخلص من الطاقة السلبية في رمضان
تأثير غزو أوكرانيا على المسلمين والعرب في رمضان
كيفية التخلص من الطاقة السلبية في رمضان