تأثير غزو أوكرانيا على المسلمين والعرب في رمضان

تأثير غزو أوكرانيا على المسلمين والعرب في رمضان

قادت روسيا غزو أوكرانيا وحصل ما حذرنا منه، وقلنا سابقا أنه يتعين على العرب والمسلمين أن لا يتحمسوا كثيرا لأن جزء من ثمن هذه الحرب ستأتي من جيوبهم.

لا يزال الارتفاع الكبير في أسعار الوقود والطاقة الذي يعاني منه المستهلكون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعكس الآثار الكاملة للحرب في أوكرانيا.

ارتفع التضخم بشكل متسارع في منطقتنا كما هو الحال في بقية العالم، لكن التأثير السلبي أكبر على المسلمين في رمضان، حيث يرتفع عادة استهلاك الأطعمة بسبب وجبات الفطور والسحور والعشاء والتقاليد الاجتماعية.

ومن المعلوم أن وباء كورونا قد تراجع كثيرا في المنطقة، ومن المنتظر ان يكون رمضان هذا العام أفضل اجتماعيا في المنطقة مقارنة بالعامين الماضيين.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الزيادات في أسعار المستهلكين الرسمية للطاقة والوقود لم تعكس بالكامل بعد التطورات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة وتداعيات الصراع في أوكرانيا، كما أنها ترفع من تكاليف نقل البضائع محليا وتؤدي إلى زيادة أسعار المنتجات التي يتم انتاجها محليا.

أكدت إسبانيا زيادة بنسبة 10٪ في الأسعار لشهر مارس، وهي أكبر زيادة في ما يقرب من أربعة عقود بينما تجاوز التضخم أيضًا التوقعات في ألمانيا، فما بالك بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يعتمد بشكل أساسي على استيراد القمح والذرة والحبوب من أوكرانيا وروسيا.

في كل مرة يزداد سعر المواد الخام الأساسية، مثل الكهرباء أو البنزين، فهذا يعني أن تكاليف الشركات مع إنتاج أو نقل البضائع تزداد أيضًا وتضاف هذه التكلفة إلى سعر المنتج المباع للمستهلك، ومع ذلك عندما لا يتبع ارتفاع الأسعار زيادة في دخل المستهلك فإن هذا يترجم إلى فقدان القوة الشرائية.

زادت تكاليف الطعام في جميع المجالات وقد ازداد سعر الخبز في كل من تونس ومصر ودول أخرى بالمنطقة، رغم أنه من المعلوم أن أغلب الدول في المنطقة تفضل دعم أسعار الخبز والوقود وتحديد الأسعار.

أعرب العديد من السكان في الدول العربية وحتى الإسلامية بأفريقيا وآسيا عن أسفهم لارتفاع الأسعار، فيما أشار البعض في العاصمة داكار إلى أن إغلاق حدود السنغال مع مالي هو السبب الرئيسي، لكن الخبراء يتحدثون على أن غزو روسيا لأوكرانيا هو السبب الأسوأ حالا عالميا.

أوكرانيا مُصدر رئيسي للقمح والذرة وزيت عباد الشمس ومن المتوقع أن يؤدي الغزو الروسي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي.

حتى قبل الحرب في فبراير 2022، كانت العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم تكافح من أجل الوصول إلى الإمدادات الغذائية الكافية بعد الانكماش الاقتصادي الذي أحدثه فيروس كورونا.

أصيب ما بين 720 و 811 مليون شخص بالجوع في عام 2020، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم في عام 2022 إلى مليار نسمة على الأقل.

تعد أوكرانيا هي أكبر منتج لزيت عباد الشمس في العالم، وهي مسؤولة، جنبًا إلى جنب مع روسيا، عن أكثر من نصف الصادرات العالمية لزيت عباد الشمس، والمنطقة مسؤولة أيضًا عن أكثر من ثلث (36٪) صادرات القمح (مما يجعلها أكبر مصدر للقمح في العالم).

تعتمد كل قارة تقريبًا عليها إما في زيت عباد الشمس أو القمح، في عام 2018 كان الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية أخرى من بين أكبر مستوردي زيت عباد الشمس الروسي والأوكراني، وكان جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط أكبر مستوردي قمح المنطقة.

لذلك من المحتمل أن يؤثر عدم الاستقرار في المنطقة على الإمدادات الغذائية في البلدان المستوردة، والتي يعاني الكثير منها حاليًا من نقص الغذاء وهي حالة لا يوجد فيها ما يكفي من الغذاء لتناوله.

أدى الغزو الروسي إلى تعليق العمليات التجارية في موانئ أوكرانيا، مما أعاق قدرة البلاد على تصدير منتجاتها، يعد وقف الصادرات الزراعية أمرًا سيئًا بالنسبة لأوكرانيا لأن الزراعة هي مصدر رئيسي لإيرادات الصادرات.

قال وزير الزراعة الأوكراني السابق رومان ليشينكو إن مساحة زراعة المحاصيل الربيعية في البلاد قد تقل عن نصف ما كانت عليه في عام 2021 وهو ما يعني أن المحاصيل في الموسم الفلاحي القادم ستكون أقل بالنصف تقريبا وهو ما سيزيد الطين بلة بالنسبة للدول التي تستورد المنتجات الفلاحية الأوكرانية.

أطلقت الحكومة الأيرلندية مخططًا لزراعة المحاصيل بقيمة 12 مليون يورو لتعزيز زراعة الشعير والقمح والشوفان للمساعدة في تعويض الانخفاض في الإنتاج في أوكرانيا، ومن المنتظر أن تبحث دول أخرى حول العالم عن مبادرات لتقليل اعتمادها على استيراد الحبوب من الخارج.

بالإضافة إلى التأثيرات على السكان وبالتالي على القوة العاملة، فإن تدمير المزارع ومرافق التخزين وتحويل الجرارات إلى مركبات مصفحة، كلها عوامل تساهم في تقليل إنتاج الغذاء.

بشكل عام، تؤثر الحرب على الإمدادات الغذائية في كل مكان، في مناطق الصراع نتيجة لانخفاض إنتاج الغذاء، وبقية العالم بسبب انخفاض تصدير السلع الغذائية الأساسية.

وفيما سيعود المسلمون هذا العام إلى المساجد في رمضان والمشاركة في العبادات الجماعية، إلا ان ارتفاع الأسعار يؤرق العائلات ويحزن الكثير من الأفراد الذين هم بحاجة إلى زيادة الدخل من أجل العيش بمستوى محترم على الأقل.

إقرأ أيضا:

دليل مسابقات رمضان 2024 والمسابقات الرمضانية 1445

استعد لبداية الركود الإقتصادي في أي وقت قبل أبريل 2023

هزيمة روسيا في أوكرانيا أصبحت حقيقة

سبب ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب وتداعياته

لماذا ارتفع الروبل الروسي وأصبح أفضل عملة خلال مارس؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز