سبب ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب وتداعياته

سبب ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب وتداعياته

معلوم أن المغرب ليس من الدول البترولية، فهو مقارنة دول عربية كثيرة أقل من حيث الموارد الغازية والنفطية، لذا يعتمد على الفلاحة والسياحة والصناعة وهناك صعود للخدمات.

تابعنا ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب مساء أمس الأربعاء، حيث قفز سعر الغازوال إلى 14،50 درهما، فيما استقر ثمن البنزين 14 درهم و40 سنتيما.

ورغم تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى 113 دولار للبرميل، إلا أن تلك الأسعار لا تزال مرتفعة وتشكل ضغطا على آلية الدعم الحكومي.

ثمن غزو روسيا لأوكرانيا

وتعد روسيا ثالث أكبر منتج للبترول والوقود السائل في العالم، بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهي ثاني أكبر مصدر للنفط الخام بعد المملكة العربية السعودية، وفي ظل العقوبات التي تتعرض لها موسكو بسبب تهورها وغزوها لأوكرانيا ورفض الرياض زيادة الإنتاج يتعرض العالم لصدمة ارتفاع أسعار.

أدت العقوبات المفروضة على شركات النفط الروسية والحظر المزمع على النفط الروسي إلى زيادة أسعار الوقود في السوق الدولية.

على الرغم من أن الدول المصدرة للنفط مثل المملكة العربية السعودية وقطر ستستفيد من هذا الارتفاع في الأسعار، فإن الدول المستوردة للنفط مثل اليابان والمغرب والصين وأوروبا تتضرر بشكل كبير.

تعاني كل الدول حول العالم من ارتفاع الأسعار والتضخم، وتعيش دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ظروفا سيئة تشبه تلك التي سبقت ما يسمى بالربيع العربي.

ارتفاع الأسعار أكثر في المملكة المغربية

ترتبط تحركات أسعار الوقود والغذاء ارتباطًا وثيقًا، حتى البلدان التي تتمتع بالاكتفاء الذاتي في إنتاج الحبوب، مثل المملكة المتحدة (التي تنتج 90٪ من القمح المستهلك محليًا)، يمكن أن تتأثر بالتأثير غير المباشر لارتفاع أسعار الأسمدة والوقود.

في نهاية المطاف، ينتقل عبء التكلفة العالية لإنتاج الغذاء وتخزينه ونقله إلى المستهلكين من خلال ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

من المؤكد أن ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب سيشكل ضغطا سلبيا على المصانع المحلية وكذلك خدمات النقل، حيث سترتفع التكاليف وستعمل الشركات على نقلها إلى المستهلك النهائي.

ولا تعاني المملكة حاليا من أي مشاكل مثل انخفاض الإمدادات الغذائية، حيث يتوفر كل شيء في المتاجر الصغرى والكبرى ولكن ارتفاع الأسعار يؤثر سلبا على المشتريات من الأفراد ويزيد من الديون عليهم في ظل عدم قدرة الدخل الفردي للكثير من المواطنين في تغطية زيادات الأسعار.

سيؤدي ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب إلى ارتفاع أسعار الكثير من الخدمات بما فيها خدمات النقل وكذلك المنتجات التي يتم نقلها، كما أنه سيؤثر سلبا على السياحة المحلية ويهدد هذا بضرب الإنتعاش المتوقع خلال الصيف القادم، والذي يعول عليه الكثير من المهنيين لتعويض خسائر العامين الماضيين.

لا ينبغي أن تتفاجأ حقيقة مع ارتفاع أسعار كل شيء الفترة القادمة بشكل ملحوظ، الزيادات السابقة في أسعار الدواجن والزيت والبيض قد لا تكون الزيادات الأخيرة.

معاناة أصحاب محطات الوقود في المغرب

طالب الإتحاد الوطني لأصحاب محطات الغاز والبائعين والمديرين في المغرب بدعم حكومي وسط الارتفاع المستمر في أسعار الوقود.

يحث الاتحاد الآن الحكومة المغربية على اتخاذ إجراءات “لدعم المقاولات في القطاع وضمان إمدادات الطاقة في البلاد” حيث تشهد الشركات انخفاضًا في أرباحها.

اضطر الكثير من أصحاب محطات الوقود للإقتراض من أجل الإستمرار في شراء الوقود وإعادة بيعه، كما طالبت جماعة الضغط بمزيد من التنظيم في القطاع، متهمة موردي الطاقة ببيع الوقود خارج محطات الوقود لتجار طاقة آخرين، مما تسبب في خسائر مالية هائلة للخزينة الوطنية.

تأتي مطالب الاتحاد بعد أيام من إعلان الحكومة المغربية إطلاق برنامج الدعم المالي للتخفيف من آثار ارتفاع أسعار الوقود على مشغلي النقل.

يشمل المستفيدون من المخطط المهنيين العاملين في قطاعات النقل العام، والسياحة، والعبور، ونقل البضائع، والنقل المدرسي والموظفين، لكن هذه الأنماط من الدعم تزيد من الضغط على المملكة التي ينتظر أن تتزايد ديونها وحاجتها إلى اقتراضها من أجل دفع ثمن غزو روسيا لأوكرانيا.

لم تتعافى بعد المملكة بشكل كامل من وباء كورونا وهي من الدول التي اعتمدت كثيرا سياسة الإغلاق والصرامة في مكافحة فيروس كورونا وبشكل متشدد مقارنة بدول أخرى في الجوار.

إقرأ ايضا:

التمور الجزائرية في المغرب ليست مسرطنة أو مسمومة

لماذا أوقف المغرب تعويم الدرهم وما هو مستقبل العملية؟

سباق التسلح بين المغرب والجزائر يكلف 140 مليار دولار

لماذا ينبغي خفض الضرائب في المغرب وما هي مقترحاتنا؟

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز