أخيرا اعترفت ايران بأنها تعمل على تزويد موسكو بشحنات كبيرة من الطائرات المسيرة الإيرانية وتأكد للجميع صحة التقارير الأوكرانية والإسرائيلية والأمريكية التي تثبت تورط طهران في الحرب بأوكرانيا.
قد يقول قائل أن التقارير الإستخباراتية الغربية التي تتحدث عن اعتماد روسيا المتزايد على السلاح الإيراني ضرب من الجنون، لكن طهران اعترفت واتضحت الحقيقة.
لكن لماذا تشتري روسيا الطائرات المسيرة الإيرانية والسلاح الإيراني أليست قوة عالمية في هذا المجال؟
روسيا تشتري السلاح الإيراني بشكل متزايد
قالت كييف إن حوالي 400 طائرة مسيّرة إيرانية استُخدمت بالفعل ضد المدنيين في أوكرانيا، فيما طلبت موسكو الحصول على 2000 وحدة أخرى، ويوميا يتمكن الجيش الأوكراني من اسقاط 10 طائرات على الأقل.
وتهاجم روسيا العديد من المدن الأوكرانية ومنها مدينة أوديسا الساحلية الجنوبية يوميًا تقريبًا بصواريخ مجنحة من إيران التي تعد أيضا رخيصة وليست مكلفة كثيرا.
استلمت روسيا 1000 طائرة بدون طيار من إيران في نهاية أغسطس، وفقًا للولايات المتحدة، أظهر مسؤول دفاعي أوكراني لبلومبيرج صورة لشظايا طائرة بدون طيار عليها علامة جيران -2 الروسية الخاصة بشاهد، والتي عُثر عليها بعد إحدى الضربات.
تستطيع هذه الطائرات المسيرة الإيرانية التحليق لمئات الكيلومترات قبل أن توجه ضربة للهدف الذي يتم اختياره عن بعد، وهي تستخدم أنظمة عادية غير متطورة لكن طيرانها على مدى منخفض يجعل من الصعب على الأنظمة الدفاعية المتقدمة رصدها واسقاطها.
تتضمن تلك الطائرات شرائح يتم الحصول عليها من اصلين وتم انتاجها في تايوان إضافة إلى كاميرات وتقنيات يمكن الحصول عليها من علي بابا بسعر منخفض.
الطائرات المسيرة الإيرانية والسلاح الإيراني أرخص وأقل تكلفة
بسبب العقوبات الدولية على طهران عملت ايران على تطوير الأسلحة بأقل تكلفة ممكنة، وهي المحرومة من التكنولوجيا الغربية والمكلفة، ولهذا تستعد للحروب بالأسلحة الأرخص التي تنتجها محليا.
على العكس فإن السلاح الروسي مكلف وتم تطويره في بيئة اقتصادية ومالية أفضل، لكن ليس لمواجهة الوضع الذي تعيشه حاليا موسكو وحرب الإستنزاف الذي تورطت فيه.
وبما ان الحرب مكلفة جدا لموسكو وتواجه بالفعل اضطرابات في الإنتاج بسبب الحظر الأمريكي والغربي على التكنولوجيا المتقدمة، فإن روسيا تفضل السلاح الإيراني حاليا.
هذا السلاح لعب دورا مهما من قبل في اليمن وكبد التحالف السعودي خسائر كبيرة، واليوم يمكن استخدامه لضرب أوكرانيا.
صُنعت الطائرات المسيرة الإيرانية من قبل شركة HESA الإيرانية، وهي أصغر بكثير من TB2 ويتم تدريب الجنود الروس على استخدامها بسرعة.
تكلفتها حوالي 20000 دولار وهي أيضًا أرخص بكثير من الطائرات المسيرة التركية التي كان ينتظر منها أن تلعب دورا مهما في هذه الحرب.
تقليل تكاليف الحرب الروسية على أوكرانيا
وفقًا لتقديرات مختلفة، فإن كل يوم من أيام الحرب في أوكرانيا يكلف روسيا ما بين 500 مليون دولار إلى 20 مليار دولار وهي تتجه هذا العام إلى انفاق أكثر من 200 مليار دولار في هذه الحرب الخاسرة.
ولتقليل التكاليف لم تعد روسيا تعمل على الغزو البري الواسع من اتجاهات مختلفة للسيطرة على المدن الكبرى، بل إنها في وضع دفاعي حول المناطق التي احتلتها.
ومن جهة أخرى تشتري السلاح الإيراني لتقليل التكاليف بنسب هائلة، وتستعد موسكو لمرحلة صعبة اقتصاديا وهي تتألم بسبب العقوبات الدولية عليها وتزايد عزلتها يوما بعد يوم.
بالنسبة لطهران فهي تسعى إلى زيادة مبيعات أسلحتها والحصول على مكاسب من وراء ذلك وتطوير أسلحتها، والتي تستخدمها في الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
تعد موسكو حليفا مهما لطهران منذ سنوات طويلة، ولديهما وجهات نظر متوافقة في سوريا من قبل، ويبدو أن البلدين متفقين في أوكرانيا ما يحمل رسائل سلبية من موسكو إلى الدول العربية وإسرائيل أيضا.
إقرأ أيضا:
روسيا والصين في ورطة بسبب صراع ايران ضد السعودية
حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا
عن قمة سيكا التي تجمع ايران وإسرائيل والعرب
تحالف السعودية مع روسيا حليفة ايران مؤقت وهش أيضا
احتجاجات الحجاب في الهند وإيران تحقق نفس الهدف