
تستمر خسائر إسرائيل الاقتصادية والمالية في التنامي بعد عملية طوفان الأقصى التي تسببت في اشعال حرب كبرى بين الدولة العبرية والقطاع الفلسطيني الذي تسيطر عليه حماس.
الحرب التي تهدد في الواقع الشرق الأوسط خصوصا السياحة في إسرائيل وفلسطين ومصر والأردن ولبنان وسوريا، وتسبب خسائر للقطاعات الحيوية في هذه الدول.
بالنسبة لإسرائيل اقتصاديا وماليا تكبدت حتى الآن خسائر قياسية، مع توقف القطاع السياحي في البلاد إضافة إلى توقف أنشطة التنقيب على الطاقة وشركات عديدة في قطاعات مختلفة.
8 مليارات دولارات من الخسائر حتى الآن
حتى الآن وصلت خسائر اسرائيل في طوفان الأقصى إلى 8 مليارات دولار وقد تحولت إلى ديون، وهي في تصاعد مستمر، مع تزايد الإنفاق على العملية العسكرية البرية الواسعة التي تشنها في قطاع غزة واستخدام القبة الحديدية في التصدي للصواريخ، وكذلك المواجهة المحدود ضد حزب الله في جنوب لبنان.
وحسب أرقام بلومبرغ، تخسر إسرائيل يوميا 260 مليون دولار في هذه الحرب العسكرية، لهذا فإن قواتها تبذل الجهد من أجل القضاء على حماس في أسرع وقت.
في ظل هذا الواقع السيء، ستضطر إسرائيل إلى زيادة الإستدانة، حيث أعلنت وزارة المالية عن خطط لاقتراض 75% أكثر في نوفمبر مقارنة بالشهر الماضي.
لكن إسرائيل دخلت الحرب باحتياطيات بقيمة 200 مليار دولار ومساعدات بقيمة 14 مليار دولار، معظمها للتمويل العسكري، من الولايات المتحدة الأمريكية.
خسائر قطاع السياحة في اسرائيل
أظهرت بيانات رسمية أن 89700 سائح زاروا إسرائيل خلال شهر أكتوبر، في حين تجاوز العدد 370000 سائح في نفس الشهر من العام الماضي، وهذا يعني انهيار عدد السياح، ومع استمرار الحرب ستخسر الفنادق الإسرائيلية وقطاعها السياحي.
نعتبر السياحة مصدرًا رئيسيًا للدخل الإقتصادي في إسرائيل، يزور الآلاف من السياح الأجانب إسرائيل سنويًا، مما يسهم في زيادة الإيرادات وتعزيز النمو الاقتصادي، ينفق السياح أموالًا على الإقامة في الفنادق، والمطاعم، والتسوق، والجولات السياحية، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويخلق فرص عمل جديدة.
وفقًا للبيانات المتاحة، في عام 2019 قبل تداعيات جائحة كوفيد-19، كان قطاع السياحة يمثل نحو 6.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل.
إن صناعة السياحة في إسرائيل، التي توظف 3.6% من سكان البلاد، وفقاً لمنظمة التعاون الإقتصادي والتنمية، أصبحت مغلقة فعلياً في أعقاب توغل حماس المميت وغارة الاختطاف من غزة والرد العسكري الإسرائيلي الذي لا يرحم.
السندات الإسرائيلية وسيلة قوية للحفاظ على مرونة الاقتصاد الإسرائيلي
حققت شركة التنمية لإسرائيل (المعروفة باسم السندات الإسرائيلية) والشركات التابعة لها في جميع أنحاء العالم استثمارات تزيد قيمتها عن 50 مليار دولار منذ تأسيسها قبل 72 عامًا.
تعتبر السندات الإسرائيلية استثمارًا ذكيًا بمعدلات فائدة قوية واستثمارات ذات مغزى، وتعمل بمثابة رابط رمزي مع إسرائيل وشعب إسرائيل لليهود في جميع أنحاء العالم.
منذ الهجوم الوحشي الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تمكنت شركة السندات الإسرائيلية والشركات التابعة لها من تأمين أكثر من مليار دولار من استثمارات السندات من المستثمرين، مما أدى إلى تحصين الإقتصاد الإسرائيلي في زمن الحرب.
وقال داني نافيه، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة إسرائيل بوندز: “هذه هي أعلى زيادة في الاستثمار في السندات الإسرائيلية على الإطلاق، مما يدل على الدعم القوي لإسرائيل من الجاليات اليهودية ومؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة وحول العالم”.
انكماش الاقتصاد الإسرائيلي خلال 2023
تتوقع وكالة التصنيف الائتماني “ستاندرد آند بورز” أن ينكمش الإقتصاد الإسرائيلي بنسبة 5% في الربع الرابع من هذا العام، مشيرة إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية والأمنية منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس في تقرير لها يوم الإثنين.
ولا تتوقع وكالة ستاندرد آند بورز، التي أكدت تصنيف إسرائيل عند AA-، وهي رابع أعلى درجة، في الوقت الحالي أن القتال الحالي مع الحركة المدعومة من إيران سيمتد إلى ما هو أبعد من قطاع غزة، لكنها حذرت من تباطؤ حاد في الاقتصاد في المستقبل.
إقرأ أيضا:
ما الذي يتحكم في تحركات سعر الدولار اليوم بالشيكل؟
انهيار الشيكل الإسرائيلي: إسرائيل تنفق 30 مليار دولار لمنع ذلك
ربح المال من قوة الشيكل الإسرائيلي في الحرب والسلم
هل حماس صناعة إسرائيلية وما دور مصر فيها؟
عندما تهدد مظاهرات نصرة فلسطين حكم الملك محمد السادس