هناك العديد من الدول التي لجأت إلى صندوق النقد الدولي وبوتيرة أكبر أيضا بعد أزمة وباء كورونا ومن ثم الحرب الروسية الأوكرانية وما تلاهما من اضطرابات مالية عالمية.
تم تصنيف البلدان التي لديها أعلى ديون مستحقة لصندوق النقد الدولي على أساس إجمالي ديونها المستحقة لصندوق النقد الدولي اعتبارًا من أبريل 2024.
وفيما يلي ترتيب الدول المقترضة صندوق النقد الدولي ونتحدث عن 10 الأكثر استدانة من المؤسسة الدولية للتمويل:
الأرجنتين الأكثر اقتراضا من صندوق النقد الدولي
تتصدر الأرجنتين القائمة بأكثر من 32 مليار دولار مستحقة لصندوق النقد الدولي، وهو ما يمثل 5.3% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهو ما يعكس تاريخًا طويلًا من التحديات الاقتصادية والاعتماد على دعم صندوق النقد الدولي.
ترتبط الأرجنتين بعلاقة طويلة ومضطربة مع صندوق النقد الدولي، حيث شهدت تاريخاً حافلاً بالأزمات الاقتصادية المذهلة، والتخلف عن سداد الديون، وعمليات الإنقاذ، وقد شاركت الأرجنتين في 21 اتفاقية مع صندوق النقد الدولي منذ انضمامها إليه في عام 1956.
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تخلفت الأرجنتين عن سداد ديونها ووقعت في أزمة اقتصادية حادة، وقدم صندوق النقد الدولي خطة إنقاذ بقيمة 88.3 مليار دولار في عام 2003.
في عام 2018، سعت الأرجنتين إلى الحصول على حزمة إنقاذ أخرى من صندوق النقد الدولي في عهد الرئيس ماوريسيو ماكري، وحصلت على أكبر قرض في تاريخ صندوق النقد الدولي بقيمة 50 مليار دولار.
في عام 2022، تفاوضت الأرجنتين على صفقة جديدة مع صندوق النقد الدولي بقيمة 45 مليار دولار لإعادة تمويل ديونها.
مصر أكبر دولة عربية مقترضة من صندوق النقد الدولي
وتليها مصر بديون تقدر بنحو 11 مليار دولار، أي ما يعادل 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي، نتيجة للضغوط الاقتصادية التي تفاقمت بسبب الأحداث الجيوسياسية.
في أعقاب الثورة المصرية عام 2011، واجه الاقتصاد تحديات شديدة، بما في ذلك انخفاض الإيرادات من القطاعات الحيوية مثل السياحة وقناة السويس، دفع هذا التدهور الحكومة إلى طلب مساعدة صندوق النقد الدولي لتحقيق الاستقرار في اقتصادها.
في عام 2016، أبرمت مصر اتفاقًا مع صندوق النقد الدولي تضمن خفضًا كبيرًا لقيمة العملة بنحو 50%، وكان الهدف من هذه الخطوة تلبية شروط صندوق النقد الدولي، لكنها أسفرت عن صعوبات كبيرة للسكان بسبب ارتفاع التضخم وزيادة تكاليف المعيشة.
وقد لجأت الحكومة مراراً وتكراراً إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قروض لمعالجة الضغوط المالية الفورية.
على سبيل المثال، في ديسمبر 2022، حصلت مصر على قرض جديد بقيمة 3 مليارات دولار على مدى 46 شهراً، وكان الهدف منه المساعدة في استقرار اقتصادها وسط الضغوط الحادة الناجمة عن الأحداث العالمية.
أوكرانيا أكبر دولة أوروبية اقتراضا من صندوق النقد الدولي
إن ديون أوكرانيا لصندوق النقد الدولي والتي بلغت نحو 9 مليار دولار، هي في المقام الأول نتيجة للحرب المستمرة مع روسيا وتأثيرها الشديد على اقتصاد البلاد.
منذ غزو روسيا في عام 2022، واجهت أوكرانيا تحديات اقتصادية هائلة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية بشكل كبير وانخفاض حاد في الناتج المحلي الإجمالي.
ويقدر صندوق النقد الدولي أن ناتج أوكرانيا أقل بنحو 25٪ عن مستويات ما قبل الحرب بسبب الصراع، الذي عطل بشدة الأنشطة الاقتصادية والتجارة الطبيعية.
لقد خلقت الحرب احتياجات تمويلية عاجلة لأوكرانيا، في مارس 2023، وافق صندوق النقد الدولي على برنامج جديد مدته أربع سنوات في إطار مرفق الصندوق الموسع (EFF) بقيمة 15.6 مليار دولار، كجزء من حزمة دعم أوسع تقدر بنحو 115 مليار دولار للمساعدة في استقرار اقتصاد أوكرانيا خلال هذه الأزمة.
باكستان رابع أكبر دولة اقتراضا من صندوق النقد الدولي
لقد عانت باكستان من عدم الاستقرار الاقتصادي لفترة طويلة، مع تكرار الأزمات في ميزان المدفوعات والحاجة إلى عمليات إنقاذ من صندوق النقد الدولي.
ومنذ عام 1958، حصلت باكستان على 22 برنامجًا من صندوق النقد الدولي، مما يجعلها واحدة من أكثر الدول المتلقية لقروض صندوق النقد الدولي.
في يوليو 2023، توصلت باكستان إلى اتفاق على مستوى الموظفين مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج قرض بقيمة 7 مليارات دولار لمدة ثلاث سنوات للمساعدة في معالجة أزمتها الاقتصادية الأخيرة.
ومع ذلك، يواجه الاتفاق تأخيرات بسبب فشل باكستان في تلبية مطلبين رئيسيين لصندوق النقد الدولي: تمديد سداد الأقساط للصين وتأمين تمويل إضافي بقيمة 2 مليار دولار.
يتجاوز الدين الخارجي لباكستان 130 مليار دولار، نحو 30% منها مستحقة للصين، وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة، يتعين على باكستان سداد نحو 90 مليار دولار سنويا.
الإكوادور أكبر لاتينية اقتراضا من صندوق النقد الدولي
إن ديون الإكوادور لصندوق النقد الدولي، والتي تبلغ حالياً نحو 7.69 مليار دولار، تنبع من مزيج من سوء الإدارة الاقتصادية التاريخية، والضعف البنيوي، والضغوط المالية الأخيرة.
تتمتع الإكوادور بتاريخ طويل في التعامل مع صندوق النقد الدولي، حيث دخلت في اتفاقيات قروض متعددة على مر السنين. واجهت البلاد حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي المستمر، مما أدى إلى طلبات متكررة للحصول على مساعدة صندوق النقد الدولي لتحقيق الاستقرار في اقتصادها.
في عام 2024، حصلت الإكوادور على اتفاقية جديدة مع صندوق النقد الدولي لتمديد التسهيلات الائتمانية بقيمة 4 مليارات دولار، بهدف معالجة قضايا ميزان المدفوعات في الأمد المتوسط.
وتتطلب هذه الاتفاقية من الإكوادور تنفيذ تدابير التقشف والإصلاحات الضريبية لتحسين الاستقرار المالي، ومن المتوقع أن تزيد الحكومة الضرائب وتقلل الدعم كجزء من التزامها بصندوق النقد الدولي.
كولومبيا ثاني دولة لاتينية اقتراضا من صندوق النقد الدولي
إن ديون كولومبيا لصندوق النقد الدولي، والتي تبلغ حاليا نحو 4.3 مليار دولار، تنشأ عن مجموعة من التحديات الاقتصادية التاريخية، والضغوط المالية الأخيرة، والحاجة إلى الاستقرار المالي.
لقد حافظت كولومبيا على علاقاتها مع صندوق النقد الدولي منذ الخمسينيات، حيث استفادت من موارده خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.
وقد طلبت كولومبيا المساعدة من صندوق النقد الدولي عدة مرات، وخاصة خلال الأزمات التي تهدد استقرارها المالي.
في أبريل 2024، وافق صندوق النقد الدولي على ترتيب جديد لمدة عامين لكولومبيا بموجب خط الائتمان المرن بقيمة تقارب 8.1 مليار دولار.
وقد صُمم هذا الترتيب للدول ذات السياسات الاقتصادية القوية، ويعمل كحاجز ضد الصدمات الخارجية المحتملة دون فرض شروط صارمة مرتبطة عادة بالقروض التقليدية.
أنغولا ثاني دولة أفريقية اقتراضا من صندوق النقد الدولي
إن ديون أنغولا لصندوق النقد الدولي، والتي تبلغ حاليا حوالي 3 مليارات دولار، ترجع في المقام الأول إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها، والاعتماد على عائدات النفط، والحاجة إلى الاستقرار المالي في ظل الصدمات الخارجية.
لقد تعاملت أنغولا مع صندوق النقد الدولي عدة مرات على مر السنين، سعياً للحصول على المساعدة خلال فترات الضائقة الاقتصادية.
وقد تمت الموافقة على أحدث ترتيبات تسهيل الصندوق الموسع في ديسمبر 2018، بهدف استعادة الاستدامة المالية وتحسين الحوكمة وتنويع الإقتصاد، وقد تضمن هذا البرنامج إصلاحات مختلفة لاستقرار الإقتصاد وإدارة المالية العامة.
كينيا ثالث دولة أفريقية اقتراضا من صندوق النقد الدولي
إن ديون كينيا لصندوق النقد الدولي، والتي تبلغ حاليا نحو 3 مليارات دولار، تنبع من مجموعة من التحديات الاقتصادية، والاعتماد على دعم صندوق النقد الدولي، والحاجة إلى تنفيذ إصلاحات هيكلية.
في أبريل 2021، وافق صندوق النقد الدولي على ترتيب مدته 38 شهرًا لبرنامج تسهيل التمويل الممدد وبرنامج التسهيل الائتماني الممدد لكينيا للمساعدة في الحد من نقاط الضعف المرتبطة بالديون وتعزيز قدرة الحكومة على مواءمة الإنفاق مع الإيرادات.
تم تمديد هذا البرنامج لمدة 10 أشهر وزيادته بنحو 941 مليون دولار لمعالجة الضغوط الاستثنائية على ميزان المدفوعات.
غانا رابع دولة أفريقية اقتراضا من صندوق النقد الدولي
إن ديون غانا لصندوق النقد الدولي، والتي بلغت مؤخراً نحو 3 مليارات دولار، ترجع إلى مزيج من سوء الإدارة الاقتصادية التاريخية، والصدمات الخارجية، والتحديات البنيوية.
لقد لجأت غانا إلى صندوق النقد الدولي 17 مرة منذ استقلالها في عام 1957 طلبا للمساعدة، وهو ما يعكس نمطا من الأزمات الاقتصادية المتكررة.
وقد بدأ البرنامج الأخير في مايو 2023 لمعالجة التحديات الاقتصادية الشديدة، بما في ذلك ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة.
ساحل العاج خامس دولة أفريقية اقتراضا من صندوق النقد الدولي
إن ديون ساحل العاج لصندوق النقد الدولي، والتي تبلغ حاليا نحو 2 مليار دولار، تعود في المقام الأول إلى التحديات الإقتصادية، والاعتماد التاريخي على مساعدات صندوق النقد الدولي، والحاجة إلى إصلاحات هيكلية.
لقد انخرطت ساحل العاج مع صندوق النقد الدولي منذ انضمامها إليه في عام 1963، حيث شاركت في 14 اتفاقية واستخدمت أكثر من مليار دولار في شكل قروض.
وقد أدى تاريخ البلاد من عدم الاستقرار الاقتصادي إلى طلبات متكررة للحصول على دعم صندوق النقد الدولي لتحقيق الاستقرار في اقتصادها.
في مايو 2023 وافق صندوق النقد الدولي على حزمة مساعدات بقيمة 3.5 مليار دولار بموجب اتفاق تسهيل الائتمان الممتد (ECF) وتسهيل الصندوق الممتد (EFF) لمدة 40 شهرًا.
ويهدف هذا الدعم إلى مساعدة ساحل العاج في تنفيذ خطتها الإنمائية الوطنية مع ضمان الاستقرار الاقتصادي الكلي.
إقرأ ايضا:
نوايا صندوق النقد الدولي الحقيقية وهل هو يدمر اقتصادات الدول؟
لماذا تكره الشعوب صندوق النقد الدولي؟ 6 أسباب مهمة
كيف انتهت أزمة افلاس سريلانكا بمساعدة صندوق النقد الدولي؟
كيف أنقذ صندوق النقد الدولي روسيا بعد افلاسها عام 1998؟
اصلاحات صندوق النقد الدولي: انقاذ كوريا الجنوبية 1997
تجنب افلاس باكستان في يد الصين وصندوق النقد الدولي
قصة نجاح صندوق النقد الدولي في انقاذ ايرلندا