لماذا تكره الشعوب صندوق النقد الدولي؟ 6 أسباب مهمة

لماذا تكره الشعوب صندوق النقد الدولي؟ 6 أسباب مهمة

في كوريا الجنوبية 1997 وروسيا 1998 وأزمات آسيا وأوروبا 2010 وأفريقيا التي استعانت فيها الحكومات بالمؤسسة العالمية كانت الشعوب تكره صندوق النقد الدولي.

بعد كل تلك النجاحات والتجارب لا تزال الشعوب تكره صندوق النقد الدولي وترى فيه وحشا وشرا وشيطانا رجيما يجب الإبتعاد عنه.

لماذا تكره الشعوب صندوق النقد الدولي وترفض اصلاحاته؟ هذا هو السؤال الذي نجيب عنه في هذا المقال.

عقلية الموظف والعامل ترفض الأسواق الحرة

يفضل معظم الناس أو الغالبية منهم الحصول على وظيفة أو عمل محدد والقيام به والحصول في آخر الشهر على راتب محدد يكون كافيا لمعيشته ويحصل على الرعاية الصحية إضافة إلى التقاعد، وهذه أمور تستطيع المؤسسات الحكومية توفيره للموظفين أفضل من القطاع الخاص الذي يلجأ إلى تسريح الموظفين أو التقليل من رواتبهم في الأزمات.

ببساطة يفضل الناس الأمان والإستمرار في الوظيفة وعدم محاسبتهم على الأداء الوظيفي، والنتيجة قطاع عام فاشل في الخدمات ولا يقدم الجودة التي تقدمها المؤسسات الخاصة.

يتبنى صندوق النقد الدولي فكرة الأسواق الحرة، وهو يرى أنه يجب أن تتجه كافة الحكومات إلى إزالة الحمائية التي تسببت من قبل في اشعال الحروب، وتداول السلع والعملات بحرية وخضوع العملية لقوى السوق، فيما يتراجع دور الحكومة إلى دور فقط رقابي وتنظيمي.

ربط الخصخصة ببيع الدولة للأجانب

يدافع صندوق الدولي عن تقليص دور الحكومة بسبب الإيمان الراسخ بسيادة الأسواق: “قد لا تكون الأسواق الحرة مثالية، لكنها ربما تكون أفضل طريقة لتنظيم الاقتصاد”.

ولأن الثقافة المالية والاقتصادية منعدمة أو ضعيفة لدى القطاع يعتقدون أن الحكومة بصدد بيع الدولة للأجانب، وأن هذا سيؤدي إلى احتلال واستعمار جديد.

والحقيقة أن المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب، مؤسسات أو افراد، يبحثون عن الربح المادي، ومن خلال شراء الأصول سيعملون على تحسين جودة الخدمات وتقديم ما يليق بالمستهلك.

ومن جهة أخرى ستدخل المليارات من الدولارات إلى الإحتياطي النقدي للبلاد ما سيعزز من سعر العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي.

الخوف من التقشف المالي

إجراءات صندوق النقد الدولي التي فرضها من قبل على ايرلندا 2011 وعدد من الدول وآخرها مصر والمغرب والأردن، تتضمن رفع الدعم الحكومي الشامل واستبداله بنظام يستهدف دعم الفقراء فقط، إضافة إلى تقليص الوظائف الحكومية إلى جانب الإنفاق الحكومي على المشاريع.

في مصر على سبيل المثال طلب صندوق النقد الدولي ايقاف المشاريع الحكومية الضخمة مثل بناء العاصمة الجديدة، والتركيز على الخصخصة وبيع تلك المشاريع للشركات أو منحها رخصة لاستغلالها والحصول على عائد مادي محدد.

هذه الإجراءات مخيفة للشعوب لأنها على المدى القصير ترفع من معدلات البطالة والركود الداخلي، لكن بعد تلك الفترة القاتمة سيعتمد الإقتصاد على نشاط القطاع الخاص أكثر.

العلاج بالصدمة مؤلم للشعوب

تميل الشروط المرتبطة بقروض صندوق النقد الدولي، والمعروفة بالتعديلات الهيكلية، إلى أن تكون قياسية تمامًا، مثل خفض الإنفاق الحكومي، وتحرير التجارة، وإزالة القيود المفروضة على تدفق رأس المال، وخصخصة المؤسسات المملوكة للدولة، وخفض الدعم، وزيادة الضرائب، وما إلى ذلك.

كل هذه الإجراءات لا تصب في مصلحة الفرد على المدى القصير والمتوسط، لكنها تؤسس لاقتصاد حر وليبرالي سيكون جيدا على المدى الطويل.

تنقسم الدراسات التجريبية حول نتائج التعديلات الهيكلية لصندوق النقد الدولي، ومع ذلك، هناك انتقادات ثابتة مفادها أن صندوق النقد الدولي يبالغ في تقدير النمو ويقلل من شأن المعاناة الناجمة عن الإصلاحات.

الديون وظلم الأجيال القادمة

إن الديون السيادية مليئة بالتكاليف غير المباشرة (أو العوامل الخارجية)، بما في ذلك الظلم بين الأجيال.

يتم التعاقد على الديون على أيدي النخبة الحاكمة، ولكن يتم سدادها من قبل أجيال من المواطنين العاديين من خلال الضرائب.

وبسبب الظلم في تمويل الديون، يواجه صندوق النقد الدولي احتجاجات من قِبَل الكينيين لموافقته على تمويل كينيا بقيمة 2.34 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات وكذلك الحال في العديد من الدول الأخرى.

لا ديمقراطية ولا جدارة في صندوق النقد الدولي

صندوق النقد الدولي عبارة عن دولة بلوتوقراطية للمساهمين، وبينما يبلغ عدد أعضاء صندوق النقد الدولي 190 عضوا، فإن الدول الأكثر ثراء تتمتع بمعظم قوة التصويت التي تنتخب مجلسه التنفيذي المؤلف من 24 عضوا بما في ذلك مديره الإداري.

وتمتلك الولايات المتحدة وحدها حصة تصويت تزيد على 16%، مما يمنحها حق النقض على القرارات الرئيسية في صندوق النقد الدولي لأنها تتطلب أكثر من 85% من الأصوات.

لدى الولايات المتحدة وأوروبا اتفاق غير رسمي يقضي بأن يكون رئيس صندوق النقد الدولي أوروبيًا مقبولاً لدى الولايات المتحدة، وأن يكون النائب الأول للمدير الإداري مواطنًا أمريكيًا، وهذا يعزز من النظريات التي تؤكد أنه صندوق بيد أمريكا.

توسط دونالد ترامب في عام 2019 للأرجنتين كي تحصل على أكبر قرض في تاريخها والذي وصلت قيمته إلى 50 مليار دولار ما أغضب الشعب الأرجنتيني الذي يرفض التعامل مع هذه المؤسسة الدولية.

إقرأ أيضا:

كيف انتهت أزمة افلاس سريلانكا بمساعدة صندوق النقد الدولي؟

كيف أنقذ صندوق النقد الدولي روسيا بعد افلاسها عام 1998؟

اصلاحات صندوق النقد الدولي: انقاذ كوريا الجنوبية 1997

تجنب افلاس باكستان في يد الصين وصندوق النقد الدولي

قصة نجاح صندوق النقد الدولي في انقاذ ايرلندا

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)