“ألف ليلة وليلة” و”شقق مفروشة”، “الجنس”، “أضواء النجوم”…، كلها مجلات عربية للبالغين، تركز على الجنس والزواج والمثلية وتبادل الزوجات، وقد ازدهرت في أواخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي.
هذه المجلات التي يتم انتاجها وطباعة أغلبها في بيروت، كانت مجلات جريئة للغاية ويمكن لأي قارئ عربي اليوم أن يتفاجأ من جرأتها.
ازدهار مجلات الثقافة الجنسية العربية
“ألف ليلة وليلة” و”شقق مفروشة”، “الجنس”، “أضواء النجوم”، “كل شهر”، “طبيب العائلة الجنسية”، “السينما والعجائب” هي أشهر المجلات التي تعنى بالثقافة الجنسية وأخبار الراقصات وعارضات الأزياء.
وهذه المجلات تعرض الكثير من المحتوى والمواضيع الجريئة في هذا الصدد وتجيب عن أسئلة المهتمين بتنمية الثقافة الجنسية لديهم.
وتقدم تلك المجالات مقالات علمية حول الجنس وأيضا قصص المغامرات الجنسية إضافة إلى تجارب القراء وأسئلتهم والرد عليها من خبراء الثقافة الجنسية.
وتعد مجلة “شقق مفروشة” التي بدأت بالصدور عام 1971، من أنجح المجلات لأن خطها التحريري يدعو إلى التحرر الجنسي وكانت تعتمد على القصص الجنسية للدفاع عن قضيتها.
في بيروت والقاهرة وبعض المدن الأخرى، بدأت بعض المجلات والصحف تتناول موضوعات تتعلق بالجنس بطريقة تعليمية وصحية، مثل مجلات “الحسناء” و”الموعد” و”الشبكة”.
محتوى مجلات الثقافة الجنسية العربية
مثل نظيراتها الغربية يشرف عليها خبراء في مجال الجنس والعلاقات الجنسية والأطباء النفسيين وخبراء العلاقات الاجتماعية وهم يتناولون القضايا المعقدة مثل تبادل الزوجات والأزواج والدياثة وما إلى ذلك.
أيضا تناولت هذه المجلات العلاقات المثلية وتطرقت إلى مشاكل المثليين العرب والتحديات وما إلى ذلك، وهي لم تركز فقط على العلاقة بين الجنسية.
إلى جانب المقالات والقصص الجنسية كانت هناك فقرات للحوار مع الفنانات والمشاهير في هذه المجلات، إضافة إلى عرض الصور العارية للرجال والنساء من عارضي الأزياء والفنانين والفنانات.
ويلجأ الشباب إلى هذه المجلات في ذلك الوقت ليس فقط لمشاهدة الصور بل أيضا لقراءة المقالات التي تركز على الثقافة الجنسية وتجيب عن أسئلتهم.
ومن المواضيع المهمة التي تركز عليها هذه المجلات هي أسرار الجنس لدى الرجال والنساء وطريقة المواعدة الأفضل والأساليب الأفضل لممارسة جنسية أفضل.
لماذا اختفت مجلات الثقافة الجنسية العربية؟
بالتوازي مع اصدار مجلات الثقافة الجنسية العربية في لبنان والتي تصل إلى بقية الدول العربية، كان التحرر الجنسي قويا في العالم العربي وكان واضحا في الأفلام والأعمال الفنية المصرية.
وكانت الأمور جيدة للفنانين والمبدعين والكتاب وأصحاب المحتوى الجنسي الجريء ومجلات الثقافة الجنسية العربية التي كانت تباع على نطاق واسع.
مجلة الشبكة، على سبيل المثال، كانت تنشر نحو 100 ألف نسخة في الأسبوع و 3000 نسخة في اليوم، وقد ظهرت بها العديد من الفنانات المصريات في جلسات تصوير جريئة.
وضع لن يستمر طويلا، حيث بعد اندلاع الثورة الإسلامية في ايران 1979 وما تلاه من صحوة إسلامية في العالم العربية على يد الوهابية التي استخدمتها السعودية لمواجهة المد الشيعي، تعرضت الأعمال الفنية للقمع واختفت المجلات الجنية العربية.
من جهة أخرى لم تحصل تلك المجلات الجريئة على فرص الرعاية الإعلانية خصوصا وأن العلامات التجارية المختلفة تتفادى الإعلان فيها، لذلك لم يكن المردود المالي كبيرا خصوصا بعد القمع الديني لها وتداولها في السر.
نتائج اختفاء مجلات الثقافة الجنسية العربية
بعد اختفاء هذه المجلات انتشرت الثقافة الجنسية المشوهة والتحرش وتشويه العلاقات بين الجنسين كبديل لذلك، ويمكن القول أن الثقافة الجنسية عند العرب اليوم في أعلى مراحل انحطاطها.
لا يميز الرأي العام في العالم العربي بين العقم واللاإنجابية، وبين التعفف الجنسي واللاجنسية، وثقافتهم ضعيفة للغاية في المثلية والعلاقات الجنسية.
لكن مع انتشار الإنترنت في العالم العربي، أصبح الوصول إلى المعلومات حول الجنس والتربية الجنسية الصحيحة أكثر توفرًا، لكن هناك ضعف في جودة المحتوى العربي الذي يتناول هذه المواضيع.
رغم ذلك فإن غياب مثل هذه المجلات التي تتناول المواضيع الجنسية بجرأة كبيرة، وتصحح المفاهيم والمغالطات وتتناول القضايا التي يرفضها المجتمع رغم وجودها به، تركا فراغا كبيرا.
والواقع أن العالم العربي يفتقر كثيرا إلى التثقيف الجنسي، هذا ما يؤكّده تقرير لصندوق الأمم المتحدة للسكان صدر عام 2020، حسب مقال نشرت بي بي سي.
إقرأ أيضا:
الشركة التي تمنح استراحة العادة السرية لموظفيها (الإستمناء في العمل)
كيف تستخدم بيلي ايليش العادة السرية لعلاج مشكلة المرأة المحافظة؟
علاج سرعة القذف باستخدام العادة السرية (الإستمناء للرجال)
فوائد العادة السرية: 7 مزايا استمناء الرجال والنساء
مايو شهر الإستمناء العالمي: أبرز احصائيات العادة السرية
خرافة أضرار العادة السرية وأكاذيب خطورة الإستمناء