
الدولار القوي له آثار بعيدة المدى على الأرباح والتجارة والسلع المسعرة بالدولار بما في ذلك النفط، وكذلك عندما يصبح ضعيفا.
عادةً ما يشكل قوة الدولار أو ضعفه من العوامل الأساسية الأخرى التي تدفع أسعار النفط، بعد كل شيء النفط أكثر تقلبا من الدولار.
إليك تأثير قوة الدولار الأمريكي على أسعار النفط:
عوامل مختلفة تتحكم في أسعار النفط
بصرف النظر عن تحركات العملات، تتأثر أسعار النفط بأساسيات العرض والطلب والأخبار الجيوسياسية وتداول الأوراق والعناوين الرئيسية الأخرى التي يمكن أن يكون لها تأثير أكبر على التغيير اليومي في أسعار النفط، ومع ذلك مع وصول مؤشرات الدولار إلى أعلى مستوياتها في 20 عامًا تضيف قوة الدولار سياقًا مهمًا إلى الضعف الأخير في أسعار النفط.
يعد العرض والطلب العامل الأساسي في سوق النفط وهو الذي يتحكم في الأسعار، والتي تميل إلى الإرتفاع عندما يكون هناك طلب قوي وعرض محدود والعكس من أجل انخفاض السعر.
يُظهر الرسم البياني أدناه أسعار نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) و BBDXY منذ أعلى سعر نسبيًا للنفط عند 122 دولارًا للبرميل في 8 يونيو، يعتبر الخطان عمليا صورًا متطابقة لبعضهما البعض، على الرغم من أنه يشير إلى أن أسعار النفط قد انخفضت بنسبة 16.0٪ و اكتسب مؤشر الدولار 4.0٪ خلال الفترة الموضحة في الرسم البياني.
من الواضح أن قوة الدولار لم تكن العامل الوحيد الذي يؤثر على أسعار النفط منذ أوائل يونيون بل أيضا عمليات البيع الكبيرة وجني الأرباح من قبل المتداولين، ومخاوف الركود، والبدايات الخاطئة حول تخفيف الإغلاق في الصين قد ضغطت أيضًا على النفط، ومع ذلك لعب الدولار القوي دورًا مساهمًا في تراجع النفط.
رفع الفائدة الأمريكية يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط
من المؤكد أن ارتفاع النفط في الأشهر الماضية من الأمور التي أدت إلى ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة الامريكية والعالم برمته، ومن خلال رفع الفائدة الأمريكية يحاول الإحتياطي الفيدرالي القضاء على التضخم وذلك عبر تشديد السياسة النقدية.
هذا التشديد تاريخيا ما يؤدي إلى القضاء على التضخم وهذا من خلال ضرب انفاق الأسر والشركات وبالتالي قلة الطلب على السلع بما فيها النفط لتتراجع أسعاره في نهاية المطاف.
يفتح هذا التشديد الباب لمخاوف من بداية ركود اقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية يؤثر سلبا على الصين وبقية الأسواق الدولية، حيث ما أن يقل الطلب في أمريكا حتى تضطر المصانع في الصين إلى تقليل انتاجها وبالتالي طلبها على السلع الأولية، وفي النهاية حدوث ركود عالمي.
أوروبا أيضا ستكون متضررة وسيقل فيها الطلب أيضا من مصانعها وأسرها والإنفاق العالم ما يؤلم الدول التي تنتج الدول المواد الأولية مثل روسيا والسعودية والبرازيل وجنوب أفريقيا وما إلى ذلك.
وبناء على ذلك فإن المستثمرين والمتداولين يعرفون حاليا أن تشديد السياسة النقدية الأمريكية بداية لحدوث ركود اقتصادي أمريكي ومن ثم عالمي برمته وهو خبر سيء للنفط.
سياسة أوبك بلس الحذرة من الركود الاقتصادي
لا تريد السعودية وروسيا ومنتجي النفط الآخرين أن تنهار أسعار الذهب الأسود، وهي حذرة في الإنتاج وتراقب الطلب والعرض والبيانات الأخرى وتتابع عن كثب السياسة النقدية الأمريكية.
لهذا فقد أظهرت استعدادها للتدخل في أي وقت من أجل تقليل الإنتاج والحفاظ على سعر النفط عند مستويات عالية ومربحة للمنتجين.
ويشكل رفع الفائدة بشكل قياسي من الإحتياطي الفيدرالي تهديدا كبيرا لهؤلاء المنتجين الذين يتابعون انخفاض سعر النفط بشكل ملحوظ.
إذا حل الركود الاقتصادي لن يكون أمام أسعار النفط إلا أن تتراجع بشكل ملحوظ، لكن لا ندري بالضبط إلى أي مستويات في ظل غياب البيانات حول مدى استعداد أوبك بلس لتقليل الإنتاج ومنع تراكم المعروض.
في النهاية يبدو تأثير قوة الدولار الأمريكي على أسعار النفط واضحا ولا يمكن فصل الذهب الأسود عن العملة الخضراء وقرارات البنك المركزي الأمريكي.
أفضل منصات التداول الموثوقة
إبدأ الآن | شراء وبيع الأسهم الأمريكية | |
---|---|---|
![]() | إبدأ الآن | مراجعة اكسنيس |
إبدأ الآن | مراجعة XM | |
إبدأ الآن | مراجعة FBS | |
إبدأ الآن | مراجعة AvaTrade |