قالت روسيا، الإثنين، إنها تنهي مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب سمح لأوكرانيا بممر آمن لتصدير الحبوب من ثلاثة موانئ أوكرانية.
فيما يلي نظرة على كيفية عمل صفقة الحبوب وما سيعني انسحاب روسيا من الاتفاقية لكل من موسكو وكييف وكذلك الإمدادات الغذائية العالمية.
ما هي اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية؟
توسطت الأمم المتحدة وتركيا في الصفقة للسماح بشحن الحبوب من أوكرانيا، على الرغم من الحرب الروسية المستمرة في ذلك البلد.
تم شحن الكثير من الحبوب المصدرة إلى البلدان الفقيرة في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، كما سمحت الصفقة لروسيا بشحن المواد الغذائية والأسمدة في جميع أنحاء العالم على الرغم من العقوبات الغربية على موسكو.
تم التوصل إلى الاتفاق الذي مضى عليه ما يقرب من عام في يوليو 2022 وكان من المقرر تمديده كل أربعة أشهر، تم تجديده ثلاث مرات، لكن التجديدين الأخيرين كانا لمدة شهرين فقط لكل منهما حيث اشتكت روسيا من عقبات في تصدير المواد الغذائية والأسمدة.
أهمية اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
أوكرانيا هي واحدة من أهم المنتجين والمصدرين للحبوب في العالم، وتشكل القمح جزءًا كبيرًا من صادراتها الزراعية. وتتميز أوكرانيا بمناخها المناسب والأراضي الزراعية الواسعة والخصبة، مما يجعلها منتجًا رئيسيًا للحبوب في العالم.
وتعتبر أوكرانيا ثالث أكبر مصدر للقمح في العالم بعد الاتحاد الأوروبي وروسيا، وفي عام 2020، قدر إنتاج القمح في أوكرانيا بحوالي 25.1 مليون طن، وتم تصدير حوالي 17.4 مليون طن من هذه الكمية إلى الخارج، ويتم تصدير القمح الأوكراني إلى العديد من الدول في العالم، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
وتعد صادرات الحبوب الزراعية، بما في ذلك القمح، من أهم مصادر العملة الصعبة لأوكرانيا، وتساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، وتلعب أوكرانيا دورًا مهمًا في تلبية الطلب العالمي على الحبوب وتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للعديد من الدول في العالم.
لماذا انسحبت روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية؟
قالت روسيا مرارا إنها لا تستفيد بشكل كاف من المبادرة، وتعتبر كل من أوكرانيا وروسيا من الموردين العالميين الرئيسيين للقمح والشعير وزيت عباد الشمس ومنتجات غذائية أخرى بأسعار معقولة.
كان أحد المطالب الرئيسية لروسيا هو إعادة بنكها الزراعي إلى نظام SWIFT للمعاملات المالية واستثنائه من العقوبات الأمريكية والدولية.
من جهة أخرى تستخدم موسكو اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية من أجل الإنتقام من دول العالم والمجتمع الدولي بسبب خسارتها للحرب في أوكرانيا.
ما هي الدول التي تستورد القمح الأوكراني بشكل رئيسي؟
تعتبر القمح من أهم المحاصيل الزراعية التي تنتجها أوكرانيا وتصدرها إلى العديد من الدول في العالم، ومن بين الدول التي تستورد القمح الأوكراني بشكل رئيسي، يمكن ذكر الدول التالية:
مصر: تعد مصر أكبر مستورد للقمح الأوكراني، حيث تمثل حوالي 20% من صادرات القمح الأوكراني.
إسبانيا: تأتي إسبانيا في المرتبة الثانية كأكبر مستورد للقمح الأوكراني، حيث يشكل القمح الأوكراني حوالي 15% من استيراد إسبانيا من الحبوب الزراعية.
تركيا: تمثل تركيا السوق المهمة للقمح الأوكراني، حيث تشكل حوالي 10% من صادرات القمح الأوكراني.
اليونان: تعتبر اليونان أحد أهم الدول التي تستورد القمح الأوكراني، حيث يشكل القمح الأوكراني حوالي 5% من استيراد الحبوب الزراعية.
إيطاليا: تأتي إيطاليا في المرتبة الخامسة كأكبر مستورد للقمح الأوكراني، حيث يشكل القمح الأوكراني حوالي 4% من استيراد إيطاليا من الحبوب الزراعية.
وبالإضافة إلى ذلك، يتم تصدير القمح الأوكراني إلى العديد من الدول الأخرى في العالم، مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين والجزائر وليبيا والعراق وسوريا والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وبولندا والدول الاسكندنافية والبلطيقية والبلقانية.
أهمية المنتجات الزراعية الأوكرانية للعالم
تعد أوكرانيا مصدرا للقمح والحبوب وعباد الشمس إلى 400 مليون نسمة حول العالم على الأقل و 79 دولة تعتمد عليها لتسديد العجز وتلبية احتياجاتها الغذائية.
تلعب أوكرانيا دورًا هامًا في المجال الغذائي العالمي، حيث تشتهر بإنتاج مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية ذات الجودة العالية والمتنوعة، وتعد الحبوب، بما في ذلك القمح والشعير والذرة والشوفان، والخضروات والفواكه والألبان واللحوم، والأسماك من بين المنتجات الرئيسية التي تنتجها وتصدرها أوكرانيا.
وتعتبر صادرات المنتجات الزراعية من أهم مصادر العملة الصعبة لأوكرانيا، وتساهم بشكل كبير في الناتج المحلي للبلاد. وفي عام 2020، بلغت صادرات المنتجات الزراعية الأوكرانية حوالي 23 مليار دولار أمريكي، وتمثل الحبوب أكثر من نصف قيمة هذه الصادرات.
وتلعب أوكرانيا دورًا مهمًا في تلبية الطلب العالمي على المنتجات الغذائية، حيث تصدر منتجاتها إلى العديد من الدول في العالم، مثل دول الاتحاد الأوروبي وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وتركز الصادرات الأوكرانية في المقام الأول على الحبوب، ولكنها تزايدت في السنوات الأخيرة لتشمل أيضًا المنتجات الأخرى مثل الخضروات والفواكه والألبان واللحوم والأسماك.
وتتميز المنتجات الزراعية الأوكرانية بالجودة العالية والأسعار التنافسية، مما يجعلها مفضلة لدى المستوردين في جميع أنحاء العالم.
وتعتبر القوانين والإجراءات الزراعية الصارمة التي تتبعها أوكرانيا في إنتاجها للمنتجات الغذائية عاملًا رئيسيًا في جعل منتجاتها شديدة التميز في السوق الدولية.
تأثير انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
من خلال انسحاب موسكو من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية فهذا يعني أن الإنتاج الزراعي الأوكراني سيصبح من الصعب تصديره من الموانئ الأوكرانية التي تتعرض للحصار الروسي.
وهذا يعني أيضا أنه من الممكن للقوات الروسية ضرب الموانئ أو حتى السفن التي تحمل الصادرات الأوكرانية إلى دول العالم بما فيها الدول العربية.
من جهة أخرى فإن شركات الشحن في العالم ستتفادى ارسال سفنها لجلب الصادرات الأوكرانية وذلك خوفا من أن تتعرض أساطيلها لاعتداءات عسكرية من روسيا.
ببساطة فإن توقف اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الأسعار مجددا للمواد الأولية والحبوب وبالتالي اشعال التضخم الذي لا تزال الحكومات تكافحه بقوة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
إقرأ أيضا:
حقائق حول ممر سوالكي بين بولندا وليتوانيا وتهديدات روسيا
لماذا يجب أن تنضم أوكرانيا إلى الناتو؟
أسباب دعم تركيا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو
كيف ازدهرت الفلاحة في أوكرانيا وكيف تهددها روسيا؟
هزيمة روسيا في أوكرانيا أصبحت حقيقة
تأثير غزو أوكرانيا على المسلمين والعرب في رمضان