
كان حصار ألمانيا الذي فرضته بريطانيا بداية من أغسطس 1914، سببا مهما في انتصار الحلفاء وهزيمة برلين شر هزيمة في تلك الحرب العالمية الأولى.
ويمكن في أي حرب عسكرية تشهدها جنوب شرق آسيا بين القوات الأمريكية والصينية، أو هجوم صيني على تايوان، أن يفتح على بكين حصارا تشارك فيه أكثر من دولة، تشمل أمريكا واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام وسنغافورة والهند وأستراليا.
تعرف جيدا القيادة الصينية أنها محاطة بقوى معادية، ولهذا تفضل عادة الخيار الديبلوماسي والإقتصادي على خيار الحرب الذي يبدو خاسرا.
ورغم أنها قوة نووية، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها أن تدمر الصين عندما تلعب بورقة النفط والطاقة التي تعد حاسمة في أي حرب قادمة.
الصين أكبر مستورد في العالم للذهب الأسود النفط
تعد الصين أكبر مستورد للنفط وتعتمد في ذلك على دول مختلف، وأولاها السعودية والإمارات والكويت ودول في أفريقيا تنتج هذه المادة مثل نيجيريا.
كما يهمها أيضا الغاز القطري الذي تستورده من أكبر منتج للغاز في العالم، وإن كان لديها أنابيب غاز تربطها مع روسيا الإتحادية.
وبالطبع تستورد النفط الإيراني وتحصل عليه وقد لوحت أكثر من مرة إلى انه يمكن أن يكون بديلا للنفط العربي في حال حدوث أي نزاع عسكري.
وتعتمد الصين على الطاقة ليس فقط لتغذية المصانع والمدن والمنازل، ولكن أيضا لتزويد مركباتها العسكرية بالطاقة اللازمة.
مقارنة بين الولايات المتحدة والصين على مستوى النفط
تستورد الصين ما يقرب من ثلاثة أرباع النفط الذي تستهلكه، وحوالي 60% من الإجمالي عن طريق البحر، وأكثر من ذلك أنها تعتمد على النفط الخام من الخليج.
في المقابل فإن الولايات المتحدة الأمريكية لديها احتياطي وتعتمد على النفط الصخري الأمريكي الذي أغرق الأسواق في السنوات الماضية وساعدها في الإطاحة بأسعار النفط.
تستطيع أمريكا في أسوأ الأحوال وفي حالة الحرب أن تقدم الدعم المالي لشركات النفط الصخري وحينها ستعمل تلك الشركات على زيادة الإنتاج ولن تحتاج إلى النفط من أي منطقة في العالم.
ورغم ذلك تتمتع واشنطن بعلاقات ممتازة مع الدول المنتجة للنفط، ولديها قواعد عسكرية في المنطقة، وهذا حرصا منها على استخدام هذه الورقة في الحرب ضد الصين.
النفط نقطة ضعف الصين
عندما ترغب واشنطن في منع النفط الخليجي من الوصول إلى الصين وإيقاف اقتصادها، فإن قواعدها العسكرية وحلفائها سيعملون باللازم كي لا تتوصل القوة الاقتصادية الثانية الأكبر في العالم بالإمدادات.
والأسوأ من ذلك أن السفن الصينية لن تكون قادرة على إيصال الإمدادات حيث سيتم قصف بعضها والحجز على الأخرى في الموانئ الدولية بالمنطقة.
ورغم التقدم الذي حققته الصين على مستوى التسلح البحري، إلا أن امدادات النفط والمواد الخام وتجارتها مع العالم كلها في مهب الريح عندما تندلع الحرب.
ويمكن لحصار يستمر لشهر او شهرين أو حتى لبضعة أسابيع أن يغرق الصين في أزمات داخلية، وستنهار نتائج التنمية الإقتصادية كلها.
رهان الصين على الطاقة النظيفة
كي تتجنب الصين هذا السيناريو المأساوي تراهن على الطاقة النظيفة ليس فقط لمنع تزايد تدهور التغير المناخي الذي تعاني منه، ولكن أيضا لجعل مركباتها العسكرية وأنظمتها تعتمد على طاقة نظيفة ومحلية.
لكن هذا لم يمنع أبدا الصين من بناء قواعد عسكرية في العديد من الأماكن المهمة في آسيا، واستثمار 438 مليار دولار في الطاقة بدول كثيرة بما فيها دول أفريقيا.
لكنها تعرف جيدا أنه “في حالة حدوث إطلاق نار هائل، ستُعزل فوراً عن موانئها المحلية وستتعرض بشدة للخطر”، ولن يكون بإمكانها الوصول إلى امدادات الطاقة في العالم.
المشكلة الأكبر أن الطاقة ليست وحدها ما ستخسره الصين في الحرب العسكرية ومحاصرتها، بل أيضا الموارد الغذائية حيث تستورد الكثير من احتياجاتها من دول الغرب بقيادة أمريكا.
إقرأ أيضا:
تأثير متحور كورونا الجديد على النفط والأسهم وبيتكوين والذهب
كيف تنفق شركات النفط مليارات الدولارات لنفي التغير المناخي؟
انهيار النفط 2022: تحالف الصين وأمريكا وعقوبات ضد أوبك بلس
جهود العراق لمكافحة التغير المناخي وعقلية النفط