تاريخيا بينما ارتبطت مصر والجزائر بالقمح الروسي والأوكراني كان المغرب يستورد القمح من دول أخرى وبشكل اقل من أوكرانيا وأحيانا من روسيا.
هذا يعني أن المغرب لا يعتمد على القمح الروسي أو الأوكراني لكنه يتأثر سلبا بارتفاع أسعاره عالميا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
يستورد المغرب القمح بشكل أساسي من: فرنسا (319 مليون دولار) وكندا (291 مليون دولار) وأوكرانيا (275 مليون دولار) والأرجنتين (144 مليون دولار) وبولندا (130 مليون دولار).
كانت أسواق الاستيراد الأسرع نمواً في المغرب بين عامي 2020 و 2021 هي الأرجنتين (138 مليون دولار)، بولندا (102 مليون دولار)، وأوكرانيا (79.2 مليون دولار).
تعتمد الحكومة المغربية على الاستيراد لتلبية غالبية الاحتياجات المحلية من القمح، وتعتبر القمح من المواد الغذائية الأساسية في المغرب، حيث يستخدم في صناعة الخبز والمعجنات والمخبوزات وغيرها من المنتجات الغذائية.
وتتمثل مصادر استيراد القمح للمغرب في الأساس في الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا وهولندا، كما يتم استيراد القمح من الدول الأمريكية مثل الولايات المتحدة وكندا، ويتم تحديد مصادر الاستيراد بناءً على الأسعار والجودة والكميات المتاحة في الأسواق الدولية.
ويتم تنظيم استيراد القمح إلى المغرب بواسطة مكتب الحبوب المغربي، الذي يتعامل مع الشركات التي تقوم بتوريد القمح ويضمن جودة المنتجات والامتثال للمعايير الصحية والبيئية المحلية والدولية.
تعتبر صناعة القمح أحد القطاعات الزراعية الرئيسية في المغرب، حيث تمثل الزراعة نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، والقمح يعتبر من المحاصيل الزراعية الرئيسية التي تزرع في المغرب، وتسعى الحكومة المغربية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة القمح عن طريق تحسين الإنتاجية والجودة وتطوير التقنيات الزراعية.
وتعتبر الأراضي الزراعية في المغرب محدودة، وتتأثر الإنتاجية بشكل كبير بالعوامل الجوية والتغيرات المناخية، مما يجعل من الصعب تحقيق الاكتفاء الذاتي في القمح.
وعلى الرغم من ذلك، تعمل الحكومة المغربية على تشجيع الاستثمار في الزراعة وتطوير البنية التحتية وتحسين الإنتاجية والتكنولوجيا الزراعية، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة القمح في المستقبل كما فعلت مع الخضروات والفواكه ومعظم اللحوم.
تاريخيا أقدم المغرب على استيراد القمح من روسيا بشكل متكرر خلال بعض الفترات فقط وليس بشكل مستمر، حيث لم يستورد القمح الروسي خلال 2015 و 2016 وكذلك خلال 2022، بينما المتوسط السنوي لما يستورده من روسيا في حال وجوده هو 60 مليون دولار.
بلغت واردات المغرب من روسيا من القمح والحبوب 53.53 مليون دولار أمريكي خلال عام 2021، وفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة COMTRADE بشأن التجارة الدولية.
ويعتبر المغرب أكبر منتج للقمح في العالم العربي، وفقاً لتقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) لعام 2021. حيث يزرع المزارعون المغاربة نحو 5.7 مليون هكتار من الأراضي بالقمح، ويتم إنتاج نحو 9 ملايين طن من القمح سنوياً.
في المقابل تأتي مصر في المرتبة الثانية من حيث الإنتاج وأحيانا أيضا في المرتبة الأولى لكنها أيضا فشلت في الوصول إلى الإكتفاء الذاتي.
تعتبر مصر واحدة من أكبر المستوردين والمنتجين للقمح في العالم، وتعتمد على الاستيراد لتلبية حوالي نصف احتياجاتها السنوية من القمح.
وتعد روسيا واحدة من أكبر مصدري القمح لمصر، حيث تمثل حوالي 40% من إجمالي واردات مصر من القمح، فيما تستورد 20% من احتياجاتها من أوكرانيا ثم 20% من رومانيا وفرنسا معا، إضافة إلى 5% من الولايات المتحدة الأمريكية والبقية مقسمة على دول عديدة تصدر الفائض لديها.
وتعد مصر أكثر تضررا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية كما أنها مرة أخرى مهددة بانسحاب روسيا من اتفاق الحبوب وهي تبحث عن تنويع الشركاء في هذا المجال.
من المهم الإشارة إلى أن مصر تسعى دائماً لتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة القمح، وتعمل على تحسين التقنيات الزراعية وزيادة الإنتاجية وتطوير البنية التحتية الزراعية، لكن بسبب الإحتياجات السكانية الكبرى بسبب الكثافة السكانية لن يكون الأمر سهلا.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت مصر زيادة في الإنتاجية المحلية للقمح، وتمكنت من تحقيق اكتفاء ذاتي في بعض السنوات، ولكن لا يزال الاعتماد على الاستيراد ضرورياً لتلبية الاحتياجات المحلية.
إقرأ أيضا:
ارتفاع أسعار القمح 8.5%: روسيا تضرب الأمن الغذائي العالمي
فرص ومشاكل المغرب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والحبوب
حرب أوكرانيا وروسيا وأزمة القمح الكبرى
عواقب انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
الهدف من مشروع الدلتا الجديدة بمصر وأطول نهر صناعي في العالم
لماذا يستورد المغرب الأبقار البرازيلية رغم أنه بلد الإكتفاء الذاتي؟