أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية اللواء يحيى رحیم صفوي، أن 22 دولة في العالم تريد شراء الطائرات المسيرة الإيرانية، من بينها الجزائر بوابتها إلى شمال أفريقيا.
وفي وقت سابق، قال زعيم من جبهة البوليساريو لمؤيديه أن الجماعة المتمردة ستشتري طائرات إيرانية بدون طيار والتي ستستخدمها لارتكاب أعمال عنف ضد الجيش المغربي.
الدعم الإيراني للميليشيات المسلحة العربية
لدى ايران نفوذ قوي في اليمن والعراق ولبنان وسوريا بفضل الميليشيات التي تسلحها وتدعمها هناك، وهو ما يجعلها تتفوق على الجيوش النظامية داخليا.
في اليمن على سبيل المثال تجد السعودية نفسها في مواجهة الحوثيين الموالين لطهران وهناك صراع مستمر رغم الهدنة الحالية، وفي العراق فإن الجماعات التي تدعمها طهران هي الأقوى على الساحة ولديها القدرة على قلب الطاولة والسيطرة التامة على الدولة العراقية.
في سوريا نجد أن النظام السوري وقواته أضعف من حزب الله اللبناني والجماعات المسلحة الأخرى التي تعد أوراقا مهمة في يد طهران.
وفي لبنان نجد أن حزب الله هو أقوى حزب عسكريا والأقوى من الجيش اللبناني وبقية الأطراف الأخرى ويمكنه السيطرة على بيروت في غضون ساعات وقتما أراد ذلك وحصل على الضوء الأخضر من طهران.
وعلى ما يبدو فإن طهران تبحث عن جماعات أخرى تتبنى الفكر الشيعي أو فكرا مقاربا لها لتدعمه في داخل بقية الدول العربية.
وتعد البوليساريو جماعة إرهابية انفصالية تتواجد على الأراضي الجزائرية، ومن شأن تسليحها وتدريبها وتحولها إلى جماعة قوية أن يشكل تهديدا ليس فقط للمغرب بل للجزائر نفسها، حيث يمكن أن يستخدمها النظام الجزائري ضد الشعب عند وقوع ثورة او قمع الاحتجاجات الداخلية.
المغرب قلق من علاقة ايران مع البوليساريو
حذر ممثل المغرب في الأمم المتحدة، عمر هلال، من أن البوليساريو ستستخدم طائرات بدون طيار تم شراؤها من إيران وأن بلاده لن تجلس بهدوء عندما تستخدمها الجزائر ضدها.
الحقيقة أن المغرب دق ناقوس الخطر خلال السنوات الأربع الماضية بشأن جهود إيران للتدخل في شؤونها الداخلية، وقد قرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.
حاليا يدافع المغرب عن خطة الحكم الذاتي المغربية، التي تدعو إلى حل سياسي دائم لنزاع الصحراء المغربية، وهو مقترح يمنح الشعب الصحراوي ووفقًا لها، سيكون لمنطقة الصحراء المغربية المتنازع عليها سلطات تشريعية وقضائية ودستورية وحكومة ذات سيادة وكل هذا تحث الحكم المغربي.
ستكون أحكام القضاء مستقلة وليست ذات دوافع سياسية، يمكن للإدارة أن تفرض الضرائب ولديها ميزانية منفصلة، في حين أن العلم والعملة سيكونان للمغرب الذي سيكون له سلطة على مجالات الأمن والشؤون الخارجية.
حظيت خطة الحكم الذاتي المغربية بدعم واسع النطاق من جميع أنحاء العالم، أثنت الدول القوية عليها لاعترافها بأن السلام والمعارضة والحرية ضرورية لحل هذا المشكل، قال القادة إنها خطوة صادقة وبعيدة النظر وشجاعة في الاتجاه المطلوب لتجنب أي حروب ومآسي.
أيدت دول مثل بلجيكا وألمانيا وفرنسا واسبانيا الخطة واصفة إياها بأنها “أساس جيد لحل مقبول من الأطراف”.
وأكد وزير الدفاع الإسباني أن خطة المغرب مهمة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها وأكد أنها ذات مصداقية وواقعية، وبالمثل دافعت بوروندي عن المغرب وأكدت أن الخطة ستؤدي إلى مستقبل آمن.
جاء الانتقام الجزائري بنتائج عكسية
لكن الجزائر التي ترفض هذا الحل وتتدخل في الشؤون المغربية، أرادت أن تفعل شيئا على أمل أن تتلقى دعما من دول أخرى، وقد استضافت القمة العربية متوقعة أن تحصل على دعم العرب الذي تبين أنه فشل كبير حيث لم يحضرها أي من القادة الكبار باستثناء قادة مصر وقطر اللذان لا يخفيان خلافاتهما مع الجزائر.
وقاطعت السعودية والإمارات وعمان والأردن ولبنان الحدث، وأبرز غياب الدول العربية فشل السياسة الخارجية الجزائرية وفضح دبلوماسيتها.
أحد أسباب توتر علاقات العرب مع الجزائر هو أنها مدعومة من إيران، الدولة التي تهدد السعودية هذه الأيام بهجوم عسكري، ولديها تدخلات واسعة في الشرق الأوسط.
كما تقدم إيران التدريب والتمويل لجبهة البوليساريو، لذلك ستبدأ الدول العربية في دعم القوات الموالية للرباط، وهو ما يحول الجزائر إلى ساحة معركة إقليمية ودولية كبرى، لا يريدها الشعبين المغربي والجزائري.
على خلفية دعم إيران للجزائر، قررت المجموعة العربية إحباط خطط الجزائر والبوليساريو، تعهدت المملكة العربية السعودية بتعزيز علاقاتها مع المغرب ودعمت أيضا خطتها للحكم الذاتي.
سوف يزداد نزاع الصحراء الغربية تعقيدًا مع دخول هذه الدول، ونتيجة لذلك ستصبح الجزائر ساحة معركة للعالم العربي وإيران، وستدرك بعد ذلك أنها كانت تخوض معركة طرف آخر معتقدة أنها حربها.
إقرأ أيضا:
وهم نجاح القمة العربية في الجزائر
كيف تحمي أموالك من انهيار الدينار الجزائري؟
حرب المعسكرين: ايران والجزائر وروسيا ضد إسرائيل والمغرب وأمريكا
أين تذهب أموال الغاز والنفط الجزائري؟ الجواب في قانون المالية 2023
كيف ستدمر العقوبات الأمريكية الجزائر وما مصير الدينار؟
هل الجزائر دولة اشتراكية أم رأسمالية؟
ديون الجزائر 2022: مقارنة مع المغرب والدول العربية