تشهد الصين افلاس آلاف المستشفيات الصينية الخاصة وسط وباء كورونا وهي ظاهرة ملفتة للإنتباه مع عرض عدد منها للبيع في المزادات بما في ذلك جميع العقارات والمرافق والمعدات الخاصة بها.
كان عدم الاهتمام شائعًا في مزادات المستشفيات الأخيرة والتي كان هناك الكثير منها، بحلول نهاية عام 2020 كان هناك ما مجموعه 35394 مستشفى عامًا وخاصا في الصين وجميعهم يعانون.
مستشفى Jiaozuo Tongren في مقاطعة خنان، مستشفى خاص عام، على سبيل المثال، أفلس في يناير 2022، منذ 29 أكتوبر تم بيع المستشفى وأصوله ثلاث مرات في المزاد العلني لكن جميع المزادات الثلاثة لم تنجح.
كان من المقرر عقد مزاد رابع في الثالث من ديسمبر، مع خفض سعر الافتتاح من 440 مليون يوان (63.16 مليون دولار) إلى 264 مليون يوان (37.90 مليون دولار)، لكن تم تأجيله في النهاية.
وفقًا لأحد التقارير، فإن منصة المزاد القضائي التابعة لشركة علي بابا لبيع الأصول المصادرة والمثقلة بالديون ستتخلص من 20 مستشفى في ديسمبر وحده، وقد دخلت معظم هذه المستشفيات بالفعل في إجراءات الإفلاس، في حين أن البقية على وشك القيام بذلك.
لقد أوقف فيروس كورونا تقريبًا تدفق العملاء إلى المستشفيات، مما أدى إلى انخفاض كبير في إيراداتهم وأرباحهم، ومن الصعب اجراء تشخيص في الكثير من الأحيان.
أحدث البيانات الصادرة عن لجنة الصحة الوطنية هي لعام 2020 فقط، ولكن في ذلك العام، بلغ إجمالي عدد الزيارات إلى المستشفيات العامة والخاصة 7.74 مليار زيارة، بانخفاض يقارب المليار عن العام السابق وأول انخفاض سنوي منذ عام 2003.
وفقًا للكتاب السنوي للإحصاء الصحي الصيني، في عام 2021، أبلغ 23500 مستشفى خاص عن خسارة صافية إجمالية قدرها 130 مليار يوان (18.66 مليار دولار)، بمتوسط خسارة 5.53 مليون يوان (793.920 دولارًا أمريكيًا) لكل مستشفى.
وفقًا لقاعدة بيانات شركة Tianyancha، في عام 2021، بلغ عدد الشركات المسجلة حديثًا التي تحتوي على كلمة مستشفى 408، بزيادة قدرها 110٪ على أساس سنوي، لكن عدد المؤسسات المغلقة التي تحتوي على هذه الكلمة بلغ 6268، بزيادة قدرها 80٪ على أساس سنوي.
وفقًا لقاعدة بيانات Qichacha، كان هناك ما لا يقل عن 100 حالة إفلاس مستشفى في عام 2021، وفقًا لمنصة إفلاس المؤسسة الوطنية منذ أوائل عام 2020، كان هناك 768 حالة إفلاس متعلقة بالمستشفيات.
لكن من المحتمل أن يكون الرقم أكبر بكثير: صرح نائب رئيس جمعية المستشفيات الصينية أنه منذ بداية الوباء في عام 2020، أفلس أكثر من 2000 مستشفى خاص.
المستشفيات الخاصة أكثر تعرضًا من المستشفيات العامة لحرمان وباء كورونا، تقدم المستشفيات العامة حاليًا حوالي 85٪ من الرعاية الطبية في الصين.
بينما تركز المستشفيات العامة في الغالب على الرعاية الطبية العامة، تقدم المستشفيات الخاصة عادةً خدمات طبية أكثر تخصصًا مثل طب العيون وطب الأسنان، والتي من المرجح أن تكون موضوعًا لتخفيضات في ما قد يعتبره المستهلكون إنفاقًا غير ضروري، والإجراءات التي يجب تجنبها أثناء الوباء.
وبينما كان الناس يسافرون في كثير من الأحيان في جميع أنحاء البلاد لحضور مستشفى خاص معين لرعايته الطبية المتخصصة، فإن وباء كورونا وعمليات الإغلاق قد خفضت عملاء العيادات الخارجية المسافرين إلى الحد الأدنى.
وعلى عكس المستشفيات العامة، لا تستفيد المستشفيات الخاصة من الإعانات الحكومية مثل تخفيض الإيجارات والمدفوعات المؤجلة للضمان الاجتماعي.
ورغم ذلك لم تكن المستشفيات العامة بمنأى عن هذه الآفات، على سبيل المثال، تم إغلاق مستشفى الشعب الرابع في ليشان بمقاطعة سيتشوان منذ يوليو 2021 بسبب الإفلاس، ولكن نظرًا لأنها مؤسسة عامة، لا يمكن للمستشفى إعلان إفلاسها، ولا تزال تدفع لبعض العمال راتباً أساسياً يتراوح بين 1000 و 2000 يوان. (143-287 دولارًا أمريكيًا) شهريًا.
ومع ذلك، فإن كورونا ليس المشكلة الوحيدة التي تهدد المستشفيات الصينية، العامة والخاصة، كان العامل الإضافي الهائل الذي أصاب النتيجة النهائية للمستشفيات هو تنفيذ نظام مركزي لشراء الأدوية في عام 2020.
اعتادت المستشفيات أن تكون قادرة على فرض رسوم على المنتجات الصيدلانية، وكانت مبيعات الأدوية هذه أساسية لقدرة المستشفيات على جني الأرباح (و أيضا مصدر مبيعات المخدرات غير المشروعة)، في عام 2012، على سبيل المثال، شكلت عائدات مبيعات الأدوية 44.3٪ من إجمالي إيرادات المستشفيات العامة، ولكن بعد إصلاحات المشتريات لعام 2020، انخفضت هذه النسبة إلى 30.6٪، في الواقع جزء كبير من ديون المستشفيات الصينية مستحق لشركات الأدوية.
قد يبدو الأمر مثيرًا للسخرية إلى حد ما، لكن كورونا تسبب في خسائر فادحة في المستشفيات الصينية، وقد تحملت المستشفيات الخاصة العبء الأكبر من هذا.
لكن كورونا كان في الواقع القشة الأخيرة التي أجبرت الآلاف من المستشفيات الخاصة على الإفلاس بعد إصلاح شراء الأدوية المركزي في عام 2020.
إقرأ أيضا:
احتجاجات الصين تطالب باستقالة الرئيس شي والحزب الشيوعي
عزلة روسيا في قمة العشرين برعاية الصين والهند
روسيا والصين في ورطة بسبب صراع ايران ضد السعودية
خطاب اعلان قيام الدولة الصينية الإشتراكية الشيوعية التوسعية
هل تؤثر العقوبات على روسيا وهل تدمر الصين أيضا؟
هل تعوض الصين خسائر روسيا من حظر الغاز الروسي في أوروبا؟
شعب فيتنام يحب أمريكا ويكره الصين الإستعمارية
اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.
تابعنا على: 
