المتابع للأخبار المالية والإقتصادية يلاحظ دائما أن البنوك المركزية في السعودية وقطر وسلطنة عمان والكويت والبحرين والإمارات ترفع وتخفض سعر الفائدة بناء على قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي وفوريا!
لذا يتساءل كثيرون عن سر هذا الإرتباط بين البنوك المركزية في الخليج العربي والبنك الفيدرالي الأمريكي؟
البنك الفيدرالي الأمريكي هو من يحدد سعر الفائدة في الخليج العربي
رفع البنك المركزي السعودي معدل اتفاقيات إعادة الشراء “الريبو” بمقدار 75 نقطة أساس إلى 4.5% بعد ساعات من قيام البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة 75 نقطة أساس (0.75%) للمرة الرابعة على التوالي لتكون في إطار 3.75% إلى 4%.
في نفس الوقت قرر مصرف البحرين المركزي رفع سعر الفائدة الأساسي على ودائع الأسبوع الواحد من 4% إلى 4.75%، من جهته رفع مصرف قطر المركزي سعر فائدة المصرف للإيداع بمقدار 75 نقطة أساس ليصبح 4.5%، وبنفس المقدار ارتفعت الفائدة في الإمارات إلى 3.9%.
في المستقبل أي ارتفاع للفائدة الأمريكية سيتبعه قرارا مماثلا في الخليج العربي وكذلك عند خفض الفائدة وتخفيف السياسة النقدية، وهذا لا يترك مجالا كبيرا للبنوك المركزية في هذه الدول للمناورة.
نظام ربط العملات المحلية بالدولار الأميركي
ربطت هذه الدول كلها عملاتها بالدولار الأمريكي حصرا، وهي إلى يومنا هذا لا تفكر في التعويم الذي يقترحه صندوق النقد الدولي.
وباستثناء الكويت، التي تحولت إلى سلة عملات في مايو من عام 2007، تحافظ جميع دول مجلس التعاون الخليجي على ربط عملاتها بالدولار الأمريكي.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر شركاء دول الخليج والحليف العسكري الأول، إضافة إلى أن النفط يباع في الأسواق بالدولار الأمريكي لذا من الطبيعي أن تختار هذه الدول ربط عملاتها بالدولار.
كما أن معظم أصول القطاع العام في الخليج مقومة بالدولار الأمريكي، وكان ربط العملات الخليجية المحلية بالدولار ممارسة طويلة الأمد، حيث أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، لديهما ربط بالدولار الأمريكي منذ يونيو 1986 ويناير 1978 على التوالي
ورغم أن الحكومات الخليجية قد فكرت من قبل في فك ارتباط عملاتها بالدولار والإنتقال إلى ربط عملاتها بالدولار وعملات رئيسية أخرى فقد اختارت حتى الآن البقاء على النظام القديم.
النفط هو العامل الأبرز في مصير الدولار الأمريكي
مع عودة سعر النفط إلى حوالي 100 دولار في عام 2022 فليس من مصلحة دول الخليج العربي فك ارتباط عملاتها بالدولار الأمريكي، ربما يصبح هذا من مصلحتها إذا لم ابتعدت هذه الدول عن كونها دول في الأساس تنتج النفط وتستفيد من ارتفاعه وتتضرر من انهياره.
عندما تنتهي قصة النفط وهو أمر لا مفر منه، ستقرر دول الخليج انهاء ارتباط عملاتها بالدولار، ربما إلى التعويم الكامل كما يحدث حاليا في مصر وهو الإتجاه العالمي الذي بدأ منذ عقود وسيصبح أسرع.
بالطبع هذا لا يقلل من أهمية الدولار الأمريكي بالنسبة للتجارة العالمية وكونه أساس سوق الفوركس اليوم، وأن بقية العملات النقدية الرئيسية لا تستطيع منافسته في الوقت الراهن.
البنك الفيدرالي الأمريكي يؤثر على الجميع
أقوى سلاح تملكه الولايات المتحدة الأمريكية هو الدولار الأمريكي، لذا فإن رفع سعر الفائدة أو خفضها في واشنطن له تأثير على العملات النقدية والأنظمة المالية للدول الأخرى.
البنك الفيدرالي الأمريكي هو الذي يحدد سعر الفائدة في الخليج العربي والكثير من الدول حول العالم ويؤثر على البقية الذين يعملون على اتخاذ قرارات مشابهة وفق قيم وأرقام مختلفة فحسب.
حتى الصين لا تستطيع خفض أسعار الفائدة وهي التي ترفض سياسة البنك الفيدرالي الأمريكي حاليا، وقد وجدت نفسها محصورة عند تثبيت سعر الفائدة لتشاهد انخفاض اليوان أكثر مقابل الدولار وانتقال الأموال الساخنة من الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم كل ما يقال في الشبكات الاجتماعية والتقارير التي تنشرها روسيا اليوم ووسائل الإعلام الروسية إلا أن الواقع مختلف، لا تزال العملة الأمريكية هي الأقوى في العالم.
إقرأ أيضا:
كيفية تعويض خسائر الإستثمار في السندات عند رفع الفائدة
رفع سعر الفائدة: هل حان وقت الإستثمار في العقارات؟
تأثير رفع سعر الفائدة على العقارات
ما معنى رفع سعر الفائدة الأمريكي بالنسبة لي؟
توقعات رفع سعر الفائدة الأمريكية والمعدل الهدف في 2023
توقعات الفائدة الأمريكية 2022 وأزمة 2023 المرتقبة
تأثير رفع سعر الفائدة على الشركات الصغيرة والناشئة