أحدث المقالات

سر دعم السعودية والإمارات لسوريا أحمد الشرع

منذ سقوط نظام بشار الأسد، الذي طالما سعت الدول...

إستونيا تعلن الحرب على أسطول الظل الروسي

سنخرق أي حكم قانوني - ونتحداكم أن توقفون،"، هذه...

المثلية الجنسية في زمن الفن المصري الجميل

كلنا تابعنا الهجوم العنيف على محمد رمضان بسبب أزيائه...

جيف بيزوس يوجه واشنطن بوست للدفاع عن الليبرالية

ضيّق جيف بيزوس، مالك صحيفة واشنطن بوست، نطاق المواضيع...

استحواذ الحكومة المصرية على شركة بلبن وعلاماتها التجارية

بعد اغلاق فروع شركة بلبن وعدد من العلامات التجارية...

أصل سكان تونس والجزائر: التونسيين والجزائريين أبناء أوروبا

أصل سكان تونس والجزائر: التونسيين والجزائريين أبناء أوروبا

في تقرير نشرته مجلة Nature حول “الحمض النووي القديم يُظهر أن الأوروبيين في العصر الحجري سافروا بحراً إلى أفريقيا” كشفت عن أصل سكان تونس والجزائر.

لطالما كان أصل سكان تونس والجزائر محل جدل واسع بين الباحثين في التاريخ وعلم الجينات، حيث اعتُبر الأمازيغ السكان الأصليين لهذه المنطقة منذ آلاف السنين.

لكن الدراسة العلمية الحديثة تكشف عن مفاجأة كبرى، حيث أظهرت تحليلات الحمض النووي أن أصل التونسيين والجزائريين قد يكون مرتبطًا بصيادي العصر الحجري الأوروبيين الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط إلى شمال إفريقيا قبل 8500 عاما.

هذه الاكتشافات الجينية تقدم دليلًا جديدًا على أن الهجرات البشرية لعبت دورًا رئيسيًا في تشكيل المجتمعات القديمة في المنطقة، مما يعيد كتابة تاريخ أصل سكان الجزائر وتونس بناءً على أدلة علمية حديثة.

تحليل الحمض النووي: أدلة على هجرات أوروبية إلى شمال أفريقيا

كشفت دراسة حديثة قائمة على تحليل الحمض النووي القديم عن أدلة قوية على وجود هجرات بشرية مبكرة من أوروبا إلى شمال إفريقيا خلال العصر الحجري، مما يعيد النظر في تاريخ أصل سكان تونس والجزائر.

بحسب البحث، فقد تم استخراج DNA من بقايا بشرية تعود إلى حوالي 8,500 عام في شمال إفريقيا، وتحديدًا في المغرب الشرقي، ليتضح أن أحد الأفراد كان يحمل نحو 6% من أصوله الجينية من صيادي أوروبا.

هذا يدل على أن بعض سكان شمال إفريقيا القدماء لم يكونوا معزولين، بل تأثروا بهجرات بشرية قادمة من الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

لم تكن هذه الهجرات مجرد مصادفة، بل تشير الأدلة إلى أن صيادي العصر الحجري الأوروبيين ربما استخدموا القوارب لعبور البحر الأبيض المتوسط إلى شمال إفريقيا، ما يعني أن التواصل البحري بين القارتين كان أقدم مما كان يُعتقد سابقًا.

إلى جانب الأدلة الجينية، عُثر في المواقع الأثرية بشمال إفريقيا على الزجاج البركاني (الأوبسيديان) القادم من جزيرة بانتيليريا في مضيق صقلية، مما يدعم فكرة وجود رحلات بحرية بين أوروبا وإفريقيا في العصور السحيقة.

هذه النتائج تسلط الضوء على دور الهجرات الأوروبية المبكرة في تشكيل أصل التونسيين والجزائريين، وتفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث لإعادة فهم التاريخ الجيني لشعوب شمال إفريقيا.

كيف عبر صيادو العصر الحجري البحر الأبيض المتوسط؟

رغم عدم العثور على قوارب حجرية محفوظة من تلك الفترة، إلا أن بعض الباحثين يعتقدون أن هؤلاء الصيادين استخدموا قوارب مصنوعة من الخشب وجلود الحيوانات، مستفيدين من الأساليب المعروفة لدى الشعوب البحرية القديمة، مثل سكان جزر اليونان وصقلية.

لم يكن عبور البحر الأبيض المتوسط رحلة مباشرة، بل مر عبر محطات وجزر متوسطة مثل صقلية، سردينيا، كورسيكا، وجزيرة بانتيليريا الواقعة بين تونس وإيطاليا، هذه الجزر ربما استخدمت كمحطات استراحة وتزود بالمؤن، قبل أن يصل الصيادون إلى سواحل شمال إفريقيا.

الدليل المادي على هذه الرحلات يكمن في العثور على قطع زجاج بركاني (أوبسيديان) من جزيرة بانتيليريا في مواقع أثرية بشمال إفريقيا.

نظرًا لأن هذا النوع من الصخور لا يوجد في المنطقة، فمن المرجح أن السكان القدماء حصلوا عليه من أوروبا عبر تجارة بحرية أو رحلات مباشرة.

الصيادون الأوروبيون اعتمدوا على مراقبة تيارات البحر واتجاه الرياح ومواقع النجوم، ما مكنهم من التخطيط لرحلاتهم البحرية، كما أن البحر الأبيض المتوسط كان أقل اضطرابًا في بعض الفصول، مما سهل العبور باستخدام القوارب البدائية.

السبب وراء هذه الهجرات البحرية قد يكون ندرة الموارد في أوروبا، مما دفع بعض المجموعات للبحث عن أراضٍ جديدة للصيد وجمع الغذاء، أو قد يكون بسبب التغيرات المناخية التي أثرت على بيئاتهم في الشمال.

أصول التونسيين والجزائريين أقدم من المتوقع

لطالما كان يُعتقد أن أصل سكان تونس والجزائر يعود أساسًا إلى الأمازيغ الذين استوطنوا المنطقة منذ آلاف السنين، ولكن الاكتشافات الجينية الحديثة تُظهر أن تاريخ شعوب شمال إفريقيا أقدم وأكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.

إلى جانب التأثير الأوروبي، تشير دراسات أخرى إلى أن سكان شمال إفريقيا كانوا أيضًا على اتصال مع سكان الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء قبل أكثر من 15000 عام، هذا التفاعل أدى إلى خليط جيني متنوع، ما يجعل هوية سكان المنطقة أكثر تعقيدًا من مجرد ارتباطهم بالأمازيغ وحدهم.

وجد الباحثون أن البقايا البشرية التي عُثر عليها في المغرب والتي تعود إلى 15000 سنة، تحمل أصولًا مختلطة بين سكان الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء.

هذا يشير إلى أن التونسيين والجزائريين ليسوا فقط أحفاد الأمازيغ، بل لديهم جذور تمتد إلى موجات بشرية مختلفة من عدة قارات.

هذه الاكتشافات تدفع العلماء إلى إعادة النظر في تاريخ أصول سكان الجزائر وتونس، حيث كان يُعتقد سابقًا أن شمال إفريقيا كانت معزولة جينيًا عن باقي العالم لفترات طويلة، لكن الأدلة الجديدة تُظهر أن التفاعل البشري بين القارات كان يحدث منذ آلاف السنين، مما يجعل هوية شعوب المنطقة نتاجًا لهجرات متعددة ومتداخلة عبر العصور.

تنوع جيني وارتباط تاريخي بأوروبا

تكشف الدراسة أن شرق المغرب العربي تمتع بمرونة وراثية وثقافية استثنائية مقارنة بمناطق أخرى من شمال إفريقيا وأوروبا. فعلى عكس غرب المغرب العربي، حيث بلغت نسبة الأصول الأوروبية للمزارعين 80% في بعض التجمعات، تأثر سكان شرق المغرب العربي بشكل محدود جدًا بالهجرات الزراعية الوافدة.

بدلًا من أن تؤدي هذه الهجرات إلى استبدال واسع للسكان، يبدو أن انتقال تقنيات إنتاج الغذاء إلى المنطقة حدث عبر هجرات متقطعة وتبادل ثقافي تدريجي، وليس عبر تدفقات سكانية كبيرة. ورغم أن المزارعين الأوروبيين ساهموا بنسبة 20% فقط من التركيبة الجينية للسكان، إلا أن سكان شرق المغرب العربي احتفظوا بهويتهم الجينية والثقافية، وظلوا بمنأى عن التحولات الزراعية التي شهدتها أوروبا وغرب شمال إفريقيا.

تتوافق هذه النتائج مع الأدلة الأثرية التي تشير إلى أن الزراعة لم تصبح سائدة تمامًا في شرق المغرب العربي إلا خلال الألفية الأولى قبل الميلاد.

بدلاً من التحول المباشر إلى الزراعة، اعتمدت المجتمعات المحلية على الرعي وتربية الأغنام والماعز، إلى جانب صيد الحيوانات البرية وجمع الموارد النباتية، مما يعكس قدرتهم على التكيف مع بيئتهم دون اندماج سريع في النماذج الزراعية القادمة من الخارج.

المرجع

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)